من اشعارة ..
ضدّ
ضدَ ان يجرحَ ثوارُ بلادي سنبلهْ
ضدَ أن يحملَ طفلٌ - أي طفلٍ- قنبلهْ
ضدَ أن تدرسَ أُختي عضلاتِ البندقيهْ
ضد ما شِئتثم .. ولكن
ما الذي يصنعه حتى نبيٌ أو نبيه
حينما تشربُ عينيهِ وعينيْها
خُيولُ القَتَلهْ
ضدَ أن يُصبِحَ طفلٌ بطلا ً في العاشرهْ
ضدَ أن يُثمِرَ ألغاماً فؤادُ الشجرهْ
ضدَ أن تُصبِحَ أغصانُ بساتيني مشانقْ
ضدَ تحويل ِ حياض الوردِ في أرضي مَشانقْ
ضد ما شئتُم ... ولكنْ
بعدَ احراق ِ بلادي
ورفاقي
وشبابي
كيفَ لا تُصبِحُ أشعاري بنادقْ
رسالة من المدينة
وأذكُرُ أنَّكِ كُنْـتِ طَرِيَّـة وشاحاً على دَرْبِ رِيحٍ شقيةْ
تلمّيـن معطفَـكِ الفستقي على كنـزِ قامَتِكِ الفستقيةْ
وقلتُ أنا : مرحباً .. فالتفتِّ وأمطرتِ ثلجاً وناراً عَلَيَّـهْ
وكانتْ رموشُ النجومِ بعيداً تُحاولُ جَرْحَ الغيـومِ العتيةْ
وكنتِ بِحَرْبَـةِ رِمْشٍ طَرِيٍّ تُريدين جَرْحَ معاني التحيـةْ
وَسِرْتِ بَعِيدَاً ورأسكِ نَحْوِي وفي النظراتِ معانٍ سخيـةْ
وشوقٌ بعينيـكِ أنْ ترجعي كأشـواقِ لاجئةٍ يَافَوِيَّـةْ
* * *
وأعلمُ أن الهوى هبَّ صدفـة كهبـة ريح على باب غرفـة
وأن الشبـاب بغير غـرام كدارٍ من الماس من غير شرفة
فليتك تدرين معنـى الربيع يُجَدِّل زهراً ليكرم صيفـه
ومعنـى أصابـع رمانـةٍ ترفُّ على البرعم الطفل رفـة
ومعنـى السحاب يريق دماه فيسقي الزهورَ ويصنع حتفـه
لأدركتِ معنى وقوفي الطويل على باب دارك أول وقفـة
* * *
وخلفتُ ريفي الذي تكرهين لأغرق نفسي بليل المدينـة
هناك وجدتُ وحولَ الشتاءِ على صدرِها طينةً فوق طينةْ
وينهبُ مَنْ شـاءَ ألوانَـها كنهبِ الخريفِ ستائرَ تينـةْ
تَعَرَّتْ كماسورةٍ من زُجَاجٍ فألقيتُ فيها مُنَايَ الثمينـةْ
وكنتِ بِمعطفِكِ الفستقـيّ تَسيرين عبرَ خيالي حزينـةْ
قِطاراً من العِطْرِ مَاضٍ يقولُ : هبُونِـي مَحَطَّـةَ قلبٍ أمينةْ
فأسألُ قلبِي : ألستَ أمينـاً فيهتف : داستْ عليَّ المدينـةْ
* * *
هنا في المدينةِ تَمْشِي النِّعَالُ على كلماتِي .. على قِصَّتِـي
هنا الكلماتُ بغيرِ معـانٍ توابيـتُ مَوْحُولَـةُ الجبهـةِ
وفي كلِّ زاويةٍ ألفُ حُـبّ رَخِيصٍ كحاضريَ الْمَيِّـتِ
لِماذا جَنَيْتِ عَلَـيَّ لِماذا رَمَيْتِ إلى وَحْلِهَا مُهْجَتِـي
سَئِمْتُ المدينةَ .. قَلْبِي يَموتُ سآتِي إليـكِ .. إلى قَرْيَتِـي
أُعَلِّـقُ قلبِـي على لَـوْزَةٍ فَوَانِيسُهَـا حُـرَّةُ الْمَنْبَـتِ
أنا عائدٌ هل تُرى تَذْكُرين فتدرين ما السِّرُّ في عَوْدَتِـي
الغلة الحمراء
مرج ابن عامر هل لديك سنابل أم فيك من زرع الحروب قنابل ؟
ام حينما عز النبات صنعت من لحم الطفولة غلة تتمايل
فأذا الصغار الابرياء سنابل واذا القنابل للحصاد مناجل
يا مرج قل لي هل ترابك سامع ؟ ام انت عن صوت الملامة ذاهل؟
انا اشاهد في الخريف سنابلا الا خريفك بالسنابل حافل
نبتت عليك سنابل بشرية عصفت بها قبل الربيع زلازل
مرج ابن عامر انت ما عودتنا جهلا فما لك بعد حلمك جاهل؟
بالامس ابكيت الجباه فدمعها عرق الى اضلاع صدرك سائل
واليوم ابكيت القلوب فما عصى دمع ولكن القلوب تسائل:
هل بعد ان كنا نلم غمورنا وعلى الشفاه تبسم وتفاؤل
نأتي نلملم عن ثراك لحومنا وكأننا كنا عليك نقاتل ؟
ابناؤنا من طين صدرك لحمهم فالوجه مثلك اسمر متفائل
ابناؤنا طيات ارضك امهم هل تقتل الابناء ام عاقل؟
ابناؤنا بالامس انت غذوتهم اتراك جعت فهم اليك مأكل ؟
ساروا عليك مسالمين كأنهم امل يسير وقصة تتكامل
ساروا وافئدة الامومه حولهم ومن الاماني حولهن قوافل
يا مرج لو قبل المنون عددتهم لوجدت خمسة عشر فيك تمايلوا
فكأنهم عمر لبدر كامل وكأن هذا العمر فوقك نازل
والبدر ينقص كل يوم حصة حتى يغيب كله المتكامل
فعلام عجلت المنون بحصدهم جمعا فداهمهم غياب عاجل؟
احسبت اقلام الرصاص بنادقا وبأن صبيتنا الصغار جحافل؟
ام ان اوراق الدروس وثائق؟ ام في الحقائب عدة وحبائل ؟
يا مرج سوف تظل احمر داميا مهما يغسلك السحاب الهاطل
فعلى بينك من الظلام سواده وعليك انت من الدماء غلائل
يا ساكني هذا التراب ألم تزل للعلم فيكم لهفة وتطاول ؟
سرتم تريدون العلى بنواله واذا بمخلبه عليكم حائل
العلم ابدع للانام قنابلا هي للشقاء وللخراب معادل
قالوا القنابل عبقري صاغها صدقوا........ولكن عبقري سافل
امنت بالانسان يبني مصنعا للحب .......لا لمدافع تتقاول
امنت بالانسان هب محاولا لاخوة........لا للخصام يجادل
امنت.......لكن لكل يوم دافع للكفر بالانسان حين يقاتل
يا اخوتي حضن الامومة بيتكم واليوم احضان التراب منازل
يا غلة حمراء كنت براعما خضراء.....فيها للشباب دلائل
يا قصة ما اكملت فكأنما مات المؤلف قبلما تتكامل
ايجيد هذا الشعر حق رثائكم ام ان قول الشعر وهم باطل؟؟ ____________
لذكرى ضحايا قرية صندلة, 15 طفل في عمر الزهور استشهدوا بقنبلة من مخلفات الحرب في طريق العودة من المدرسة المتواجدة في القرية المجاورة