في هذا الموضوع سنتطرق لحياة فنان
غلب عليها الحزن والمعاناه
و عاشت رغم رحيله لوحاته التي عبرت بشكل واضح عن هذه الحياه
فان جوخ فنان ورسام عالمي احتلت لوحاته مكانة فنية متميزة في التاريخ الفني القديم والحديث
هو فنان عشق الفن فكان أهم شيء مرت عليه سفينة حياته والتي واجهت العديد من الأمواج والتقلبات القاسيه
حتى وصلت إلى شاطئها الأخير في نهاية مأساويه لقصة حياه قصيره خلفت ورائها أجمل اللوحات وأكثرها قيمه فنيه وماديه.
لا يختلف أحد على لوحات فان جوخ فهي اللوحات التي عبر من خلالها عن العديد من المواقف التي مر بها في حياته
سواء كانت سعيدة وهي اللحظات النادرة أو حزينة وهي التي سيطرت على أغلب حياته،
وحظيت هذه اللوحات بالإجماع على الإعجاب والتقدير من كافة المؤرخين والنقاد والفنانين التشكيليين
وأصبحت تعرض في أرقى المتاحف وتقدر بالملايين.
نشأتهولد فان جوخ عام 1853 ولد في قرية "جروت زونديرت
وكان والده يعمل قسيساً بكنيسة البلدة، فترعرع في وسط نشأة دينية هذه النشأة التي أثرت عليه كثيراً خلال مراحل حياته بعد ذلك،
عندما بلغ فان جوخ السادسة عشرة من عمره رحل مع عمه إلي مدينة لاهاي
وذلك لكي يعمل معه في إحدى القاعات المتخصصة في بيع الأعمال الفنية سواء من الآثار القديمة
أو من إنتاج الفنانين المعاصرين حيث كان عمه يقوم بإدارة تلك القاعة وكانت هذه القاعة الفنية تتبع مؤسسة
"جوبيل " الشهيرة بباريس.
تألق و حزن
تأثر فان جوخ بعمله في تلك القاعة الفنية كثيراً حيث تعرف على العديد من الفنانين
واطلع على مئات اللوحات وزاد إعجابه وتحمسه للفن والفنانين مما جعله يتميز كثيراً في عمله ويتمكن بمنتهى المهارة
بإقناع العملاء بشراء اللوحات الفنية، وعندما وجدت المؤسسة هذا الاجتهاد من فان جوخ والمهارة في جذب العملاء
قررت نقله إلي لندن لكي يدير فرع المؤسسة بها.
وعلى الرغم من النجاح الذي حققه فان جوخ إلا أن دوام الحال من المحال فما لبث أن وقع أسيراً في هوى إحدى الفتيات
والتي قام بطلبها للزواج فما كان منها إلا أن هزأت به ورفضت طلبه
وكانت هذه هي أولي المآسي التي مر بها جوخ في حياته فانقلب حاله ودخل في اتجاه ديني وأصبح بدلاً من أن يحث عملائه على شراء اللوحات ويحدثهم عن جمالها
أصبح يحثهم على التدين مما جعل المؤسسة تسعى لنقله إلي أحد الفروع في باريس،
وتدهورت حالته النفسية كثيراً وأصبح أكثر كآبة وحزن فقام بتقديم استقالته وقرر أن يكرس حياته من أجل الخدمة الدينية.
مر فان جوخ بفترة سيئة من حياته ظل متأثراً فيها بحبه القديم لهذه الفتاة التي صدته ولم تقابل حبه بما يماثله،
وبعد أن قدم استقالته قرر جوخ الاتجاه إلي لندن لكي يعمل كمدرس للغة الفرنسية
ولكن لم يغير هذا من حالته النفسية شيء بل زاد إكتئابه وعزلته فقرر العودة مرة أخري إلي هولندا
حيث قام فيها بالالتحاق بمعهد لاهوتي في العاصمة أمستردام وظل يدرس به لمدة ستة أشهر
ولكنه لم يستمر حيث تركه من أجل العمل كواعظ بين عمال المناجم والفلاحين بقرية في بلجيكا،
أندمج جوخ كثيراً بين الفلاحين والعمال والمرضى حيث عمل على تخفيف ألامهم والتعايش معهم
فكانت حياته تتمحور حولهم فقط فلا يأكل أو ينام إلا معهم حتى أهمل مظهره وتدهورت حالته
وهو الأمر الذي لم يرضي السلطات الدينية حيث لم يقتنعوا بطريقته في تطبيق التعاليم الدينية
فقاموا بطرده من العمل قبل أن يمر عليه عام من بدء تسلمه له.
بداية جديدة على لوحة الرسم
زادت حياة فان جوخ كآبة وانكساراً بعد طرده من عمله كواعظ ولكنه هذه المرة لم يخضع للاستسلام
بل قرر أن ينهض من جديد ليمسك بالفرش والألوان ويستأنف هوايته القديمة التي طالما عشقها،
ساعده في طريقه الجديد هذا أخوه "تيو" والذي قام بتوفير المال اللازم لأخيه من أجل أن يقوم بممارسة هوايته والتي أبدع فيها،
وفي سن السابعة والعشرين قام فان جوخ بالالتحاق بأكاديمية الفنون في مدينة "انفري" حيث بدأ مرحلة جديدة من حياته كلها فن.
تنقلت ريشة فان جوخ بين اللوحات في منتهى الرشاقة معبرة عن العديد من المناظر والأحداث التي عايشها في حياته
فقام برسم الفلاحين وعمال المناجم وغيرهم من الشخصيات بالإضافة للعديد من اللوحات التي غلب عليها الطابع الحزين القاتم
وقد أطلق على هذه المرحلة من رسومات فان جوخ اسم "المرحلة الهولندية" وكانت ما بين عامي (1854 – 1855) ،
رحل بعد ذلك إلي باريس للإقامة مع أخيه "تيو" والذي كان يعمل كتاجر للصور ومهتم بأتباع الاتجاهات الحديثة في الفن،
فكان يعمل كمدير فرع لإحدى المؤسسات الفنية، فأقاما معاً في أستوديو بحي " مونمارتر".
وبدأت الأمور تستقر في حياة فان جوخ حيث بدأت الحياة تأخذ ألوان أخرى زاهية
بدلاً من الألوان القاتمة التي سيطرت على حياته في الفترة السابقة،
ازدهرت لوحاته وتألقت في هذه الفترة من الحياة فاتجه لدراسة النظريات والاتجاهات والأساليب الفنية الحديثة،
كما قام بمناقشة أصحابه فيها بل وعمد إلي تجربتها في لوحاته هو الشخصية،
وتعرف على العديد من الفنانين مثل تولوزلوتريك ، وبول جوجان.
تألق وتجديد
مرحلة جديدة من التألق والتجديد بدأت في الزحف إلي حياة فان جوخ
حيث عبرت لوحاته المشرقة الجميلة في هذه الفترة عن حالة من السعادة والحيوية عاش فيها،
وبعد أن قضى في باريس عامين قرر السفر إلي بلدة "آرل" بمقاطعة " بروفانس" في الجنوب الفرنسي
وكانت تتميز هذه البلدة بطبيعتها وجمالها الساحر مما اثر كثيراً في الحالة النفسية له
فأبدع العديد من اللوحات الجميلة في هذه الفترة والتي تمتعت بالحيوية والإشراق.
النهاية المأسوية لجوخأصبحت نوبات الصرع تسيطر على فان جوخ وتتوالي بانتظام الأمر الذي جعله يفقد رغبته في الحياة
فأنطلق ذات يوم إلي أحد الحقول المجاورة وقام بإطلاق الرصاص على نفسه ولم يمت على الفور
حيث تم نقله لأحد المستشفيات والتي مكث بها يومين قبل أن يفارق الحياة
وهو مازال في مرحلة الشباب فلم يكن يتعدى السابعة والثلاثين من عمره، فكانت وفاته في عام 1890م.
مات فقيرا مغمورا لم يبع في حياته سوى لوحة واحدة لكن الهوس باعماله
جاء بعد موته وبتأثير من احس المأساوي لشخصيته،
والذي انعكس على اعماله خاصة في المرحلة الاولى
ومن المعروف انه ينتمي الى المدرسة الانطباعية المتأخرة
وتباع لوحاته اليوم بملايين الدولارات وأشهرها «دوار الشمس»
و«زهرة الخشاش» والبورتربهات الحزينة التي رسمها لنفسه
ولآخرين و تبدو كأنها على حافة الجنون والانهيار النفسي.قضي جوخ الجزء الأكبر من حياته في معاناة وحزن وبؤس فلم يعرف معنى السعادة والرخاء
سوى لفترات قليلة تعد من اللحظات النادرة في حياته،
وعلى الرغم من هذا تمكن من أن يقدم للتاريخ الفني واحد من أعظم فنانيه فأثرى العديد من المتاحف بأعماله الرائعة
وتم تشييد متحف باسمه في بلده هولندا بالعاصمة أمستردام يضم مجموعة كبيرة من أروع أعماله.
بعض من لوحاتة
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] border="0" alt=""/>
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]