السلوك الغذائي :
مهم جدا في حياة الإنسان وتبدوالعلاقة وثيقة جدا بين أطفال التوحد والغذاء وذلك لأن هناك عناصر غذائية يحتاجونها اكثر من غيرهم فلابد من توفرها في غذائهم، وعناصر أخرى يتوجب خلوغذائهم منها فلابد من نزعها من الغذاء أوإعطائهم بديلا عن ذلك الغذاء بحيث لايحتوي هذه العناصر وفي كلتا الحالتين لابد من توفر غذاء متوازن يحتوي على العناصر الغذائية لضمان النموالسليم للطفل، إضافة إلى إن أطفال التوحد يحتاجون إلى عناية خاصة في طريقة تقديم الطعام لهم بحيث يتم إعطاؤهم المفيد وتجنبهم الضار ولوكان بخلاف رغبتهم مع المحافظة على استقرارهم النفسي.
يعرف العاملون في مجال التوحد أن النسبة تزداد سنة بعد أخرى، إن أساس الإصابة تحدث في المخيخ وهومركز التحكم في الجسم فتحدث كل التأثيرات والأعراض التي نشاهدها بسبب التأثير السيئ على تلك المنطقة، والغذاء من اكثر المؤثرات على هذه المنطقة.
الحمية الغذائية وأطفال التوحد
ان الكازين والجلوتين هما بروتينيات يتحللان الى المركبات الأساسية للبروتينيات والتي تسمى الأحماض الأمينية لدى الأصحاء، ويوجد الكازين في الحليب ومشتقاته ويوجد الجلوتين في بعض الحبوب مثل القمح والشوفان والشعير ومنتجاتها كالسميد ونشأ الحلويات والأغذية المحتوية عليها كالمعجنات والبروستد وكثير من المواد المعلبة.
هناك أغذية تحتوي على الكازين بنسبة ضئيلة مثل الزبدة فيمكن الاستعاضة عنها بالسمنة لعدم احتوائها على الكازين. المشكلة تكمن في ان الكازين والجلوتين لا يتحللان عند أطفال التوحد فتتراكم هذه المركبات البروتينية وتؤدي إلى أضرار بالجهاز العصبي واضطراب السلوك ونموغير سليم للمخ حيث لا يحصل على بعض الأحماض الأمينية لهذا يجب تجنب تلك الأغذية مدى الحياة. وهناك تأثيرات أخرى مثل ضعف الاستجابة والتنفس واضطراب ضربات القلب لهذا يحس الشخص المصاب بالتوحد بالدوار كما يتم التأثير على مراكز الإحساس بالألم فتضعف تلك المراكز، بل إن هذه المواد قد تتراكم بشكل كبير وتؤدي إلى ما يسمى بالتسمم أو قد تتحول إلى مركبات مخدرة يدمن الشخص عليها.
لهذا قد يكون لدى البعض رغبة شديدة تشبه الوحم لتناول الأغذية المحتوية على هذه البروتينيات فتجد الشخص يحب الحليب أوالقمح ومنتجاته.
لا تقارني طفلك بالآخرين
هناك مواد غذائية لها تأثيرات على البعض وغير مؤثرة على آخرين فمثلا التفاح والحمضيات والشوكولاته وأحيانا بعض أدوية الصداع وتخفيف الألم هذه المواد لها تأثيرات سلبية على البعض فإن ثبت للأسرة هذه التأثيرات فيجب تجنبها.
الحساسية .
بعض الأمهات يعتقدن أن مواد غذائية معينة تفاقم مشكلة التوحد وذلك لظهور بقع حمراء على الجلد وللتأكد من الأغذية التي تسببها يمكن عدم إعطاء الطفل تلك المادة الغذائية ومراقبة الأعراض فإن زالت فمعناه أن تلك المادة هي المسببة للحساسية ولكن ماذا لوكان الغذاء عبارة عن مرقة خضار؟ في هذه الحالة يمكن استبعاد كل الخضار المشكوك فيه وبعد عدة أسابيع اي بعد زوال أعراض الحساسية يتم إعطاء الطفل نوعا واحدا من هذه الخضارات لمدة أسبوعين دون تغيير في غذائه الآخر وتلاحظ الأعراض فإن ظهرت مرة أخرى فيتم منع هذه المادة الغذائية وان لم تظهر أعراض يتم إعطاؤه النوع الآخر من الخضار لمدة أسبوعين مع إمكانية استمرار النوع الأول مادام لا يسبب الحساسية وهكذا.
ما البديل لكالسيوم الحليب؟
يمكن الحصول على الكالسيوم من الحليب المصنع من مصادر نباتية مثل حليب الصويا وحليب الأرز وهناك حليب خال من الكازين متوفر في الصيدليات، ويمكن الحصول على الكالسيوم والحديد من أغذية أخرى غنية بهما مثل اللحوم والخضار الورقية ويمكن ان تتم إضافتهما للغذاء واعطاء الطفل شرابا اوحبوبا حسب العمر لتغطي احتياجاته من هذه المعادن والفيتامينات.
الفيتامينات والمعادن الضرورية
ان فيتامين «ج» مهم للجميع فهومهم لبعض التفاعلات الكيميائية الضرورية في الجسم وهومهم بشكل أخص لأطفال التوحد ومثله كذلك فيتامين «أ» والمغنيسيوم والكالسيوم فحمض الاسكوريك (فيتامين ج) او(c) يوجد في الفواكه الحمضية والفلفل الأخضر والجوافة ولكن بعض الأغذية قد تسبب مشكلات أخرى مثل الحمضيات لهذا لابد من إعطاء الطفل فيتامين «ج» إضافي على هيئة بودر اوحبوب. وبالنسبة لفيتامين «أ» يوجد في الكبد وزيت السمك وزيت كبد الحوت ويمكن أخذه على هيئة كبسولات تقاس بالميكروجرام اوالوحدات الدولية. اما بالنسبة للمغنيسيوم فيمكن إعطاؤه عن طريق الحقن أوالحبوب، والكالسيوم فيمكن العناية بتناول بعض الخضراوات الورقية الغنية به كالسبانخ ويمكن ان يكون ضمن مجموعة معادن على هيئة حبوب.
وفيتامين (ب6) لأهميته لنمووعمل المخ والجهاز العصبي المركزي.
كيفية تطبيق الحمية
ان مرحلة تطبيق الحمية هي المشكلة الحقيقية أمام الأبوين فليس من السهل منع الطفل من أغذية معينة اوإعطاؤه أغذية أخرى، وما احب ان انصح به الأبوين ان يتأكدا أولا من نسبة الببتيدات في البول باستخدام الاختبار المذكور ومنه يمكن معرفة الحاجة إلى تقليص أغذية معينة دون أخرى. بالرغم من سهولة إيقاف الأغذية المحتوية على الحليب إلا ان إيقاف الأغذية المحتوية على جلوتين اصعب وهذا مخالف لما قد يظنه البعض لماذا؟ لأن كثيرا من الأغذية فيها حبوب اما بشكل أساسي اوبشكل إضافي لتحسين الطعم، فإن تحرم طفلك من غذاء يوجد على السفرة بشكل دائم أرى أن في ذلك صعوبة والأمر الأكثر أهمية ان خطر الجلوتين اكثر من خطر الكازين اذا تراكم في الدم، ولا ننسى أن الأطفال يختلفون في مستوى حساسيتهم للأغذية وأن التأثيرات السلبية قد تستمر لفترة طويلة قد تصل إلى عدة أشهر بعد إيقاف الجلوتين، فلا تتوقعي عزيزتي الام ان تري النتائج في وقت سريع، عندما تحدد الأغذية التي يجب تجنبها فإن الطفل الأكبر سنا والذي يتناول أغذية مختلفة سيتأثر نفسيا وقد يكون لديه نوع من القلق والذي قد يصحبه بكاء شديد وتكرار التبول والتبرز والحكة ويجب على الأبوين المواصلة في برنامج التغذية دون النظر إلى هذه الأمور لأنها تعتبر مؤشرا جيدا نحوالتصحيح ولا انصح بوقف مصادر الكازين والجلوتين دفعة واحدة لكن أرى وقف مصادرالكازين أولا ثم التدرج في وقف مصادر الجلوتين لان البعض يترددون أصلا في قبول التشخيص ربما لعدم وضوحه تماما ولكن اختبار الببتيدات في البول مؤشرقوي يجب أخذه في الاعتبار. وبعض الأسر لاتتحمل رفض الطفل لذلك الغذاء الذي يختلف عن غذائه.
إن اتباع حمية صحيحة لفترة مناسبة تعطي نتائج جيدة ولكن وقف هذه الحمية يؤدي الى نكسة نفسية للطفل فقد تكون الأعراض اكثر شدة من ذي قبل اي قبل اتباع الحمية ويكون السلوك اشد ظهورا فيكون هناك انين وبكاء متقطع دون سبب وخمول وكسل بحيث لا يعبأ بأحد وقد تزداد مرات التبول والتبرز غير الإرادي بل قد يصاحب ذلك آلام بالذات في البطن، فلا بد من المواصلة في البرنامج لأن التراجع يؤدي إلى الانتكاسة التي يصعب علاجها لارتباط بعض المواقف غير المرغوبة بذهن الطفل ولهذا سيكون رفضه هذه المرة اكبر مادام هذا الرفض سيؤدي إلى تراجع قرار الأسرة