مع كل هذا هل لي من توبة ؟
أ.سحر عبد القادر اللبّان
ذات ليلة من الليالي، قرع باب البيت، فتحته لأجد أمامي رجلا ضخم الجثة، علامات الإجرام كانت بادية على قسمات وجهه .
نظر إلي بازدراء وهو يقول بعجرفة : اسمع، أتيتك لأجلس عندك نصف ساعة لا غير، أرسلني إليك مستر جون.
تبسمت في وجهه وأنا أغالب دهشتي من طريقته الفظة تلك.
دخل غرفة الجلوس، وجلس دون استئذان، وراح يقلّب ناظريه في الكتب المرصوصة على الجدران.
سبحان الله، شاب في مقتبل العمر من المفروض أنّه مسلم . وها هو مرسل من مستر جون، مستر جون صديقي المعروف عنه أنّه مسؤول عن المجرمين . هذا يعني أنّ هذا الفتى قد قُبض عليه بتهمة ما...وفي لحظات معدودة ولجت في صراعٍ مع أفكارٍ ما لها قرار، وأخبرتني فراستي أنٌه مجرم ومجرم محترف .
يا الهي، يا ترى من المسؤول عن إجرام هذا الشاب؟ هل هم أهله الذين لم يُوفرٌوا له تعاليم الإسلام ويربوه عليه؟ أم الدعاة المسلمون الذين جعلوا من هذه الرسالة الدينيٌة مهنة لكسب الرزق، فتركوا شبابنا يضيع دون رادع من ضمير. لقد كان عليهم أن يكثفوا جهودهم لهداية وتوعية مثل هذا الشباب الطائش والمُهدٌد بالانزلاق إلى الهاوية وإلى أحضان الرذيلة والفساد ؟؟؟
أسئلة كثيرة تزاحمت في رأسي وأنا أنظر إليه، وما إن فتحت فمي لأتكلّم حتى أسكتني بنظرة قاسية وهو يقول: اسمع يا هذا ، شكلك لم يعجبني، وحذار أن تتكلّم بكلام لا أستسيغه، سأذبحك إذن بسكيني هذه.
وأخرج من جيبه سكينا مطويا وفتحه أمامي وراح يلوح به أمام وجهي، ثم تابع كلامه قائلا:
هيا تكلم وبسرعة وهات ما عندك لأذهب.
بلعت ريقي وأنا أتفرّس في وجهه وفي هذا السكين.
ماذا عساي أن أتكلّم ؟ هل أكلمه على الإسلام الذي هو أبعد الناس عنه؟ وكيف أبدأ؟؟
نظراته وحركاته تجعلني أحجم عن التكلّم معه ومع أمثاله . يا إلهي ماذا لو قتلني؟ أنا لوحدي في الشقة فلن يشعر بي أحد، مالي وله ولأمثاله؟ لماذا لا أكتفي بمن هم في المسجد الذين أنعم الله عليهم بالإسلام وممٌن يريدون التفقه والتعمق فيه؟
لكن فُرض عليٌ الكلام الآن ، وعليّ أن أتكلّم فهو ينتظر كلامي، سأكلمه عن الطقس وعن الحياة هنا في هذا البلد فقط . نعم، لن أكلّمه على تعاليم الإسلام حتٌى ولا على الإسلام أصلاً ، إنٌ حياتي جد غالية عليٌ ، فلن أفرّط فيها لتذهب رخيصة على يد مجرم كهذا، سأتكلّم في أشياء تافهة عابرة لا تسمن ولا تغني عن جوع . وبعد أن يمشي سأتصل بصديقي جون وأطلب منه ألا يرسله لي وأمثاله مرةً ثانية...
أعدت النظر إليه وأمعنٌت في وجهه ، فسمعت صوتا في داخلي وكأنٌه يؤنّبني على
هذه الأفكارالتي لم تكن في موضعها.
أنت داعية؟ تردّد أمام نفسك وأمام الناس أنك تريد الدعوة مخلصًا إلى الله تعالى ،وتفرّ منها، تفرّ من هداية هذا الشاب؟
ولمَ .. أخوفا على حياة ؟ هي بيد الله تعالى؟
تذكّر الناس بالجهاد وها أنت تفرّ منها وتخاف على حياتك ؟؟
لا يا أحمد...إيّاك والفرار..أقدم وتوكّل على الله الذي بيده الخيركله وهو على شيءٍ قدير.
أخذت نفسا عميقا واستعنت بالله تعالى وبدأت بالكلام . نعم رحت أتكلم وقلبي معتمر
بالإيمان . تكلٌمت على الله تعالى ، على عظمته ، على قدرته ، على نعمائه التي لا تحصى ولا تُعدٌ ، تكلمت ،وتكلمت ، وتكلٌمت وذلك الرجل الذي جعلته قبل قليل في خانة المجرمين عيناه شاخصتان ومعلقتان إلى ساعة الحائط لا يُبدي ولا يُعيد .
نعم ، كنت أعرف أنني أتكلم مع نفسي ولكني لم أتوقف، كيف أتوقف وقد أعلم بأنٌها اللحظة الوحيدة المتاحة لي لكي أوصل رسالتي وما أريد أن أقوله إلى هذا البائس .
وما ان مرت النصف ساعة حتى قام الزائر وقال بصوته الأجش وهو يرسل ضحكة مخيفة:شكرا لك لأنك لم تكن مزعجا ، سأزورك غدا في نفس الوقت ولنصف ساعة فقط.
ما إن انصرف حتّى تنفّست الصعداء، يااااه...كانت أطول نصف ساعة مرّت علي.
في تلك الليلة جاف النوم جفنيّ وصورته لم تبرح خيالي، ضخامته مخيفة لا يذكّرني إلا بالمصارعين الضخماء، أمّا شعره الذي أوقفه فهذا لوحده يكفي كي أفكّر أنّ من الصعب هدايته.
لكن الهداية بيد الله تعالى، وما علي إلا المحاولة. إن عاد غدا كما قال فيجب علي أن أكلمه وأحاول هدايته، أما إن لم يأت فلن أسأل عنه.
لكنه أتى، فما إن حلّ مساء اليوم الثاني إلا وصاحبنا يقرع الباب كما فعل سابقا، فتحت له فدخل وجلس كالمرة الأولى وتركني أتكلم وأتكلم وعيناه لا تبرحان الساعة، وما إن مرت النصف ساعة حتى قام وقال وهو يهز رأسه:
- موعدنا غدا.
شيء واحد تغير فيه وهو مدة اليد التي مدّها إلي وهو يودعني منصرفا.
أظنها بادرة خير، يارب تكون بادرة خير.
وجاء في اليوم التالي وفي الأيام التي تلته، وكعادته كان يجلس صامتا ينصت ولا ينصت، وعيناه على الساعة لا تفارقانها...
لا أعرف لماذا بدأت أشعر بحب له، ما عدت اخاف منه، ولا من وجوده، بل أصبحت أنتظر قدومه وأرحّب به رغم أنّي لم ألمح منه أيّ بادرة تدلّ على تغيّره سوى مدة اليد التي كانت تتكرر عند كل انصراف. حتى كان ذلك اليوم، الذي اتصل بي هاتفيا على غير عادته وطلب المجيء وسألني إن كنت تعشيت، ولما عرف أنني أحضر العشاء طلب مني أن اتوقّف لأنه سيجلب عشاء لنا معا.
ما هذا التغير يا الله؟ كم صرت أتمنى له الهداية من أعماق قلبي، فأنا بت أشعر أن في داخله شخصا طيبا.
حضر في وقته وقد جلب معه بيتزا وبيبسي، أكلنا وشربنا وأنا أتقصّد عدم الكلام بالدين. كلمته على بلدي وعلى أهلي هناك، على غربتي وعلى الإخوة في المسجد وكيف أشعر وأنا معهم أنني بين أهلي وعائلتي.
أنهينا العشاء ولأول مرة أراه يبتسم ويتكلم بطلاقة وعفوية.
كلمني على الطعام الذي يحبه، وعلى الموسيقى التي يسمعها...شعرت أنني اقتربت منه كثيرا، هذه الليلة كانت بمثابة المعول الذي هدّ الحائط الذي كان يقف حائلا بيننا.
هذه الليلة لم ينظر إلى الساعة ولم يجلس نصف ساعة فقط بل طال به الجلوس حتى انتصف الليل.
شيء واحد كنت ألمحه في عينيه بين الفينة والأخرى، كلام يريد أن يقوله وهناك ما يمنعه، كم أتمنى ان يكون قد أراد الالتزام، إلا أنه لم يتكلم، وبقي يتجاذب معي أحاديث بعيدة كل البعد عن الإسلام وشعائره.
نظرت الى الساعة ، إنها تجاوزت الثانية عشرة ليلا، قلت له وأنا أبتسم: نم عندي الليلة.
حينها فقط نظر إلى الساعة، ارتبك لتأخره عندي وهبّ من مجلسه يهم بالانصراف، إلا أنه عاد وجلس وكأن هناك ما منعه، نظر إلي وقال بتردد وبصوت منخفض:
- إلى أي مدى حدود التوبة؟
أخيرا سمعته يسأل عن التوبة، آه كم انتظرت هذا السؤال، شعرت بوجهي يبتسم بشدة، وأنني أريد معانقته وضمه، يا الله، ما أجمل أن تشعر أنك كنت سببا في هداية شخص ما.
أعاد سؤاله وعيناه تحثّانني على الإجابة.
تبسمت له بحنان وقلت له: الله يتوب عن الذنوب كلها إلا الشرك به.
قال بصوت منخفض:إلا الشرك؟ قل لي أرجوك أيهما أشد القتل ام الشرك؟
- الشرك طبعايا آد.
- طيب الزنا أم الشرك؟
- الشرك .
- السرقة أم الشرك؟
- الشرك.
- المتاجرة بالمخدرات وببنات الهوى أم الشرك؟
- اسمعني، لا شيء أشد من الشرك.
كنت أعرف أنه يسأل عن نفسه مع أنه حاول أن يجعل السؤال عامّا.
وعند ردي الأخير رفع نظره إلي وقال: أنا لا أظن أن القاتل يمكن أن يتوب الله عليه، فهو قد قتل نفسا و أزهق روحا.
هززت رأسي وأنا أحاول إفهامه أن الشرك لا يعادله شيء حتى القتل العمد، وذكرت له حديث قاتل التسعة والتسعين، وكيف أنه تاب وقبلت توبته.
أخذ آد(عدنان) نفسا عميقا وكأنه شعر بالراحة ثم قال: أنا في عنقي دم، أنا قاتل لخمسة، كما أنني سارق وتاجر مخدرات وأدير ملهى أشغل فيه المومسات، هل لي من توبة؟
كلامه صعقني، يا إلهي، في بيتي رجل فعل كلّ هذا؟
صمت، وإذا بي أرى دمعتين تنزلان من عينيه.
- الله يغفر الذنوب جميعا يا آد، المهم أن تكون توبة نصوحا وندم على الذنب وقرار بعدم العودة إليه.
- قل لي أرجوك، ماذا علي أن أفعل لأبرهن عن توبتي وليقبلني الله عنده؟
- عليك البدء بالصلاة.
- لا أعرفها، ليتك تعلمني إياها.
- بالتأكيد، الوقت تأخر الآن ولكن يمكنك أن تأخذ عندي حماما سريعا بينما أحضر لك الفراش، وبعده نصلي معا العشاء، على أن أعلمك الصلاة غدا، فغدا السبت وهو يوم إجازتي.
وهكذا كان، استحم وتطهر ثم صليت وهو خلفي يردد ما أقوله ويفعل ما أفعله.
وفي اليوم الثاني بدأناه بصلاة الفجر ثم علمته كيفية الوضوء والصلاة وكان يكتب كل شيء أقوله له.
نسيت أن أخبرك أنه في صلاة الفجر انفجر بالبكاء، فأيقنت أنه نادم على كل شيء قام به.
بقي عندي عدة أيام، يصلي معي كلما صليت وعندما أذهب إلى عملي كان يلازم البيت يقرأ الكتب او ينام. كلمني على حياته السابقة ، وعلى أهله، كان يقول إنهم جماعة تخاف الله تعالى، وإن أمه حافظة للقرآن ، لكنه لم يرهم منذ سنوات وسنوات، حينما طرده والده من البيت بعد أن حاول ضرب أمه التي كانت تصرخ عليه بسبب أخلاقه السيئة.
إنه يحن إليها كثيرا، كم كان مغفلا وطائشا، كم هو مشتاق لوالده رغم عصبيته الشديدة، كم من المرات حاول هدايته وابعاده عن طريق الضلال.
ليته يراهم من جديد، ليتهم يروا عدنان الثاني، الشخص الذي صار يخاف الله تعالى، الشخص الذي التزم وندم على كل عمل قام به.
طلبت منه قص شعره وإزاله القرط الذي في أذنه فوافق فورا، خرج ثم عاد إلي وكأنه إنسان آخر.
سبحان الله، كم الايمان يغير بالإنسان.
مرة ونحن جالسان قال لي: هناك أمران أتمنى لو يتحققان لي، اعادة المياه الى مجاريها مع أهلي وهداية إنسانة كنت سببا في ضياعها.
قلت له: اترك أمر أهلك علي، سأحاول ما أستطيع معهم وبإذن الله ستعود إليهم وتعود المياه إلى مجاريها، أما الفتاة التي تتكلم عنها فسأعمل جهدي لهدايتها ولكن الهداية من الله تعالى فهو يهدي من يشاء، وما أنا إلا وسيلة.
أعطاني عنوان أهله، فاتصلت بهم وطلبت منهم اللقاء فحددوا لي موعدا ذهبت إليهم فيه، استقبلتني الوالدة التي كانت تلبس حجابا شرعيا ووجهها ينطق نورا، رحبت بي ترحيبا شديدا وهي لا تعرف من أنا، فقط لأنني عربي ذو لحية طويلة تخبر أني مسلم.
حضر والد عدنان وقد كان رجلا في السبعينيات من العمر، رحب بي بحفاوة العرب التي صرنا نفتقدها في هذا البلد، حفاوته لم تقل عن حفاوة زوجته، ثم راح يتكلم معي على البلد وعلى بلدنا وصار يسألني عن أهلي وعن حالي.
كنت ألمح في عيونهما الاستغراب لحضوري، إلا أنهما لم يسألا، واكتفيا بالأسئلة التي كانت تنهمر علي منهما معا.
أحببت أن أوفر عليها بعضا من الحيرة فاغتنمت سكوت الرجل وتوقفه قليلا عن الأسئلة وقلت له: أنا أعرف ابنكما عدنان.
لم يتركني أكمل كلامي فشتائمه على ابنه نزلت كوابل من المطر، حاولت اعلامهما أن عدنان قد التزم وتغير إلا أن العجوز لم يسمعني ولم يدعني أتكلم، حتى تدخلت زوجته وراح تهدئ به وتقول: بالله عليك يا حاج، خفف عنك قليلا، العصبية تضر بصحتك، أرجوك توقف، ولنسمع ماذا يريد أن يقول، قل لي يا بني،هل آذاك عدنان، أو سرق منك شيئا ما؟
رددت بسرعة: لا ...لا يا والدتي، بل العكس، أنا أتيت لأخبركما عن التزامه وتوبته، هو يريد رضاكما، إنه تاب توبة نصوحا ويواظب على الصلوات، صدقني يا والدي إنه تغير كثيرا.
استمر الرجل في رفضه لقبول فكرة توبة ابنه، كان يشتد في شتمه ويقول إنه سود وجههم أمام الناس ، يقول إنه حاول تربيته على الإسلام إلا أن جماعة السوء سلبته من أهله، وهو بنظرهما مات منذ زمن والميت لا يعود الى الحياة.
كنت أشعر أنه يود طردي من البيت ، فأنا أذكره بابنه وبأفعاله التي حاول تناسيها.
وقفت وأنا متردد، لا أريد أن أحمل لعدنان خبر رفض أهله له، فهو يحلم بالعودة إلى كنفهم، نظرت إلى الحاجة وفي عيني توسلات ورجاء.
فهمت كلامي دون أن أتلفظ به، فقلب الأم دليلها، هزت رأسها وقالت: ليتك يا بني تزورني ثانية قريبا.
شكرتها على تفهمها وأجبت: بإذن الله يا والدتي، عساني أزوركما بعد غد بإذنه تعالى.
سلمت عليهما وخرجت، ولاستغرابي الشديد فقد خرج معي الوالد، وهمس وهو يودعني: عد إلينا مرة ثانية، ويا ولدي انتبه على عدنان فهو في النهاية ابني وأرجوك انتبه منه، واحرص على أغراضك.
تبسمت في وجهه وقلت: يا والدي، الأعمار والأرزاق بيد الله تعالى، أنا أدعو لله تعالى، ولقد قابلت الكثيرين أمثال عدنان، صدقني يا والدي، لم أفقد من بيتي ولله الحمد ولا قشة، ولم أصب بأذى، الله تعالى هو الحافظ الحامي.
- ونعم بالله يا ولدي.
في الزيارة الثانية شعرت ومنذ البدء بتحول شديد في نظرتهما لعدنان، فقد كانا يرحبان بالتزامه ويودان رؤيته.
ما إن مضى أسبوع حتى كنت وعدنان أمام باب بيتهما نقرعه.
كان يقف قربي يرتجف كطفل يخاف من عقاب أبيه له، لم يصدق أن والده سامحه ووافق على لقائه، هذا الشاب الضخم يرتجف خوفا من لقاء والده من جديد، سبحان الله، فعلا كم الإسلام يغير بالإنسان، من كان يقول إن عدنان يقف مثل هذا الموقف؟
فتحت لنا الحاجة الباب و ما إن لمحت ابنها حتى هرعت إليه تحتضنه و تضمه إليها بشدة وهي تبكي بصوت مرتفع.
هو أيضا كان يبكي ويقبل جبينها وشعره بلهفة.
خطوات الأب المسرعة رغم كبر عمره جعلت عدنان يتركه أمه ويسرع إلى أبيه الذي ملأت عينيه الدموع، وصار يقبل كفيه وهو يطلب منه الصفح والغفرة.
منظر يبكي الصخر، لم أستطع كبت دموعي فانهمرت غصبا عني. لمحني الوالد وأنا أحاول مسحها خفية، فأفلت عدنان من حضنه ، وأقبل إلي ودموعه تأبى التوقف، ضمني إلى صدره بقوة وهو يلهج بالحمد لله تعالى.
وعادت المياه إلى مجاريها، فقد قال الأب لعدنان هذه غرفتك تنتظرك، أمك نظفتها وجهزتها منتظرة عودتك إليها، أحضر أغراضك لتعود إلينا من جديد.
حلم لعدنان تحقق وبقي الحلم الآخر وهو هداية الفتاة بائعة الهوى التي كان سببا في ضياعها.
منقول للفائدة