فعلاً شيء محير

أخوتي حبيت أنقل هل القصة وأنا أتجول في بعض المنتديات قصة أو كلام حيرني وحير كثير من الناس أعجبتني فحبيت شوف رأيكن بهل القصة بهل اللغز لصديق بنت




قمة الغموض :

!.. من مذكرة رجل من معارفي القديمة .. !




في لحظة واحدة وبكل ثبات ٍ و تكبر ..

يفجر عالما ً كاملا ً بأسره و يمشي بين السحب و الغيوم متبخترا ً

ميزته الوحيدة أنه لا ينظر خلفه على الإطلاق .. بدون تردد ..



.
.


كان صاحب القصة .. الله يذكره بالخير ..


عاش مغتربا ً 10 سنوات متتالية في أحضان دولة ٍ واحدة ..

صنع نجاحات عديدة و كوّن صداقات ٍ قوية كثيرة ..

وبنى لنفسه دولة ً كاملة كان فيها صاحب السعادة و الهناء ..




تزعـّم ألوان البساطة ِ و أشكال َ الطيبة

و تسلطن َ على أصناف ِ الجمال و الوناسة ..

حتى أصبح أسطورة لنفسه ِ الكبيرة ..



سلاح القوّة .. بكل أنواعه ..

قوّة العقل قوّة السيطرة قوّة الكبرياء قوّة الجفاء قوّة الخبث و الدهاء ..



سلاح المهارة .. بكل أنواعها ..

مهارة الإختباء مهارة الجنون مهارة الإلهاء مهارة الخداع مهارة الطيبة ..




تزّعم مملكة نفسه ِ العظيمة المدججة بجميع تلك الأسلحة و المهاراة بشتى أشكالها و أنواعها ..

واستطاع السيطرة عليها حتى قادها إلى جميع أنواع النجاحات بكل كبرياء و صلف و إبداع ..



في قمة القمم ..

عند أعالي الجبال و شدة ِ الجحيم و عظم ِ النعيمـ توقفت السيطرة فقد وصل لأبعد ما يمكن أن يصل إليه ..

و استراحت أنامله عند أطراف قدراته و مردودات ِ جهوده ِ ..




عندها فقد الشعور بالسيطرة من شدة ِ النعيم و المتعة و النجاحات ..

فقاده هوسه لتدمير مملكته ِ الخاصة جريا ً وراء متعة ِ السيطرة ..

إذ لم يجد ما يسيطر عليه من النجاحات ِ فقد احتواها جميعا ً ..

عندها تحول إلى السيطرة على مملكته ِ الجميلة الكبيرة فابتدأ بتحطيمها ..

شيئا ً فشيئا ً ..

فلم يجد اللذة الكافية .. فحطمها كلها في لحظة ِ واحدة . .




في لحظة واحدة وبكل ثبات ٍ و تكبر ..

يفجر عالما ً كاملا ً بأسره و يمشي بين السحب و الغيوم متبخترا ً ميزته الوحيدة أنه لا ينظر خلفه على الإطلاق

.. بدون تردد ..




وابتسامة مجنونة ً تعلو وجهه تحمل أصناف َ الجنون و العظمة ِ في قمة من قمم اللذة .. لذة السيطرة ..

السيطرة على النفس ..



لذة التحكم في الواقع .. لذة الجنون و التفرد و النرجسية المميزة عن غيرها .. لذة الغرابة .. لذة كسر الفضول و الأشواق في

النفس و إرغامها على عدم النظر إلى الخلف ..



في تلك اللحظات اللذيذة تنعدم الشفقة ..

ينعدم الإحساس بالمحيط .. ينعدم كل شيء جميلا ً كان أو قبيح ..

فتهون أجمل و أحب الأمور .. و تعظم أتفه و أحقر الأشياء بدون مبالاة .. فهي َ كذلك تنعدمـ ..




اللذة تأخذ الوجدان و الكيان و السيطرة التامة تأسر ُ العيون ..

وتسبح الذكريات و النجاحات كحطام يجري به نهر عظيم فتحت أبواب السد فيه عن قصد ٍ ..

للتمتع بمنظر التفجر .. دون النظر إليه ..

فقط بالإحساس بطعم صوت انفجار المياه و ضياع خيراتها و ذكرياتها و مضامينها في لحظة واحدة و ثوان ٍ متتالية ..

تكون فيها قمة القمم من كل شيء لذيذ في الحياة ..



شعر بقمة السيطرة و تفاهة الكون و رخص المعمورة

و قوته و سلطانه و جبروته فيها و على أركانها .. بكل تكبر و عنفوان ٍ و ألق و بهاء .. ( على حد وصفه ) عندما التقيته بالأمس ..


فارتحل كما أسلفنا عن تلك البلاد و قطــّع كل شرايينه و أخباره فيها و هدم كل نجاحاته .. حتى شركته الكبيرة لم يرض ببيعها بل أحلها في

يوم و ليلة .. و لم يخرج سوى بحسابه البنكي .. ألقى بدفتر الأرقام و الذكريات في البحر على طريق المطار و سافر إلى دولة ٍ أخرى ..



في تلك الدولة .. أقام 7 سنوات ونصف و كوّن فيها صداقات كبيرة و معارف كثيرة .. و نجاحات عجيبة بل و كاد يتزوّج و يستقر فيها ..


وفي لحظة ٍ حزن ٍ و أسى ومضت عادته الفريدة المميزة .. فاستفاق مارد الثورة و السيطرة في أعماقه ..



وفي لحظة واحدة وبكل ثبات ٍ و تكبر ..

فجر عالما ً كاملا ً بأسره و يمشي بين السحب و الغيوم متبخترا ً .. بصداقاته و نجاحاته ..

رغم أن الخلل كان في صديق واحد و نجاح واحد فحسب ..!

ميزته الوحيدة أنه لا ينظر خلفه على الإطلاق .. بدون تردد..




والآن يعيش مغتربا ً في بلد ٍ قريب منا جميعا ً .. وفي لحظة ٍ أنا متيقن يقينا ً جازما ً عارما ...

سأسمع أنه باع كل من حوله و كل ما حوله بدون ثمن و اختفى من ناظرهم دونما أمل ًٍ لهم حتى في سماع أخباره ..




قد يتسائل البعض كيف أعلم كل هذا عنه .. و ما المميز فيا أو الفريد حتى جعله لا يبيعني في أول مساومة ٍ من صفقاته الصاخبة ..!


هنا محل الكلام و جنون الأفهام ..


هنا سرٌّ لو انكشف لكان َ الوردُ يزهرُ في الخريف ..