استقبال ضيف عزيز

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أنقل لكم هذا الموضوع بمناسبة إطلالة نسائم رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله الذي مَنّ علينا بالخير والبركة في شهره الفضيل وحثنا على الطاعة والاكثار من القربات ، فنحمد الله على نعمه الوافرة ونشكره على آلائه المتكاثرة.


اخواني المسلمين:::

إنها لفرحة كبيرة تعيشها أُمتنا في هذا الشهر وهذه الايام،

فتمضي بنا ونحن ننتظر شهر الرحمة لنُكفر عن ذنوبنا وسيئات اعمالنا ، لنصوم ونتعبد ونذكر الله أكثر من أي وقت ،

فرمضان الضيف الغالي الذي يغيب ويأتي مرة كل سنة، يجب ان نستقبله بحرارة الحبِّ ولوعة الشـّوق ، يجب ان نستقبله بالحمد والشكر لله عز وعلا ..

نستقبله بالتوبة وحسن النية ، نتوب اليه من شرور أنفسناوسيّئات أعمالنا ،، وذنوبنا ومعاصينا خلال سنة كاملة ،،

فشهر رمضان رحمة للعالمين ، لنشعر مع الغير من الفقراء ولنتذكر بأننا متساوون، إذ يتساوى الفقير مع الغني ،والمتعلم مع غير المتعلّم ،، الصبي مع الرجل و الشابة مع المرأة .

يعتبر هذا الشّهر نقطة تحول عند كل فرد منا، فتحول الحياة من شتات واختلاف بين سائر البشر الى وحدة وائتلاف ، في هذا الشهر تتغير الافكار يتغير منهاجنا رأينا، بأن نضع حداً للمهزلة التي عشناها خلال السنة ونبدأ الشهر الجديد بالطاعة والصدق ،

ان نربي افرادنا على سلامة الصدور وعفة اللسان ونقاء القلب وتطير الروح من البغض والحسد والغل.

فشهر رمضان أتى للمسلمين لتوعيتهم من شتى الاعمال المشينة وكما قال رسول الله عليه السلام " افضل الصدقة صدقة في رمضان" (اخرجه الترمذي).

فينبغي علينا ان نتحلى بالصدقة والصدق ان نقومه ايماناً واحتساباً

وليس تقليداً واتباعا للاخرين ، فلنصم ولنذكر الله من منطلق تغيير نفسنا الشرسة الأمارة بالسوء ولا يستطيع البعض منا التغلب عليها ، لنصم ولتصم جوارنا معنا تصوم عن الاثام من الكلام المحرم ، النظر المحرم، الاستماع والاكل والشرب المحرم على كل مسلم ومؤمن...


لنمتنع عن السهرات الشبابية التي تجرف النفس معها للسوء والاثم ،ونعمل في هذا الشهر الخير لنفز بالمغفرة والعتق من النار وصدق الله العظيم اذ يقول "ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما" فلننتهز هذه الفرصة ونعمرها بطاعه الله ونجدد عهدنا .


فهذا الشهر ليس بشهر الخمول والنوم والكسل كما يظنه بعض الشباب والشابات لكنه شهر الجهد والعبادة ، فقد كان صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام يجاهدون اعداء الاسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله العليا ويكون الدين كله لله , فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في السابع عشر من رمضان وكان فتح مكه في العشرين منه .


فاتقوا الله يا عباد الله وادركوا حقيقة هذا الشهر وفضله على بني آدم والمسلمين أجمع , فاعمروا لياليه وايامه بالعمل الصالح ومساعدة الغير والشعور مع الاخر .

لنصون صومنا من كل مكروه ونجدد التوبة لعل الله يتجاوز عن ذنوبنا ،ويجعلنا من الصالحين والمرحومين المعتقين من النار ، لنشعر مع اخواننا هناك في القريب ، لنتذكر الأسرى في سجون الاحتلال ، ونصلي لاجلهم للخروج لعائلاتهم وأبنائهم .

أسأل الله عز وجل ان يكفينا شر أنفسنا ويرشدنا الصواب والهدى من عنده

آمين .