تفاصيل الحديث مع كاتس
* هل يمكن أن تطلعنا على ما حدث بعد هذا التقرير؟
- أدرك جيداً الخطأ الذي ارتكبته بتوقيعي على تلك الرسالة ولكني ندمت بعد التوقيع مباشرة ،ولكني لم أتمكن من تصحيح الخطأ الذي ارتكبته من غير وعي وإدراك،توجهت إلى المحكمة المركزية لإلغاء قرار إلغاء المحاكمة ورفض الطلب وكذلك إلى المحكمة العليا وأيضا تم رفض طلبي, وقد كلفتني هذه المحاكمات مبالغ باهظة . بعد قرار محكمة العدل العليا ،نشر أفراد وحدة الاسكندروني الرسالة في صحيفتين رسميتين, ففي الرسالة التي وقعت عليها كان هناك طلب أن تنشر في صحيفتين، لكنهم نشروها مع إضافة كلمات نابية وتعابير مسيئة لي شخصياً وجمل لم أقلها ،بل تم تحريفها بشكل كبير و لم أوقع على هذه الرسالة ، أؤكد مرة أخرى أني تراجعت عن توقيعي الرسالة مباشرة حتى بصيغتها الاولى. بعد ذلك حاولوا إلزامي دفع تكاليف هذه الاعلانات وكانت بالطبع غالية لأنها نشرت في صحف رسمية ،لم أقبل أن أدفع لأني لا أقبل فحوى هذه الرسالة، لكن ما حدث أن المحكمة حجزت على سيارتي وباعتها وسعرها لم يسد المبلغ المطلوب, وحيال هذا الموقف الذي وضعت فيه أمام زوجتي والتي عانت كثيرا من القضية ، قمت بسداد باقي المبلغ بسحب أحد توفيراتي.
* ماذاجرى بعد ذلك مع بحثك في جامعة حيفا وتسجيلك لنيل الدكتوراه؟
- لقد طلبت مني جامعة حيفا تصحيح الوظيفة ، قمت بهذا التصحيح ووجدت اثباتات أكثر تؤكد حدوث مذبحة كبيرة بحق أبرياء بعد أن استسلموا وقتل منهم 280 رجلاً وامرأتان ، تحاول الرواية الإسرائيلية إنكار هذه الحقائق ،أنا في كل يوم أجد اثباتات تؤكد حدوث هذه المذبحة، لم تقتنع الجامعة بروايتي وألغت هذه الوظيفة وشطبتها ،أرادوا مني أن أنكر المذبحة ولكني كنت أجد دائماً حقائق جديدة تثبت حدوثها،هذا القرار منعني من استكمال دراستي لرسالة الدكتوراه, لأنه وفق قانون الجامعات الاسرائيلية يجب عليَ أن أحمل لقب" ثاني بحثي" حتى أقبل للرسالة ولكن بحثي ألغي, وأحمل لقب" ثاني غير بحثي".
*هل هناك خلفيات لهذه القضية؟ وكيف أثرت على جامعة حيفا أكاديمياً؟
- كان ايلان بابة أستاذي ،وعندما بدأت المشكلة المتعلقة بهذه القضية قام ايلان بمراسلات داخلية في الجامعة يؤكد فيها أن محتوى الوظيفة كان صحيحاً , ولأنه يفهم العربية استمع إلى الأشرطة ، وأكد للجميع أن ما كتب كان صحيحاً. أرى أن الحرب شنت ضدي ولكنها بصورة أخرى كانت حرباً ضد ايلان بابة الذي أيَد موقفي ودعمني .لقد شنَت في السنوات الأخيرة حملات عدة وصدرت قرارات من محاضرين في العالم بمقاطعة الأكاديمية الإسرائيلية, لا سيما الحملات المتكررة من انكلترا، وهي في شكل أساسي ضد جامعة حيفا وجامعة بار ايلان. والمناداة للمقاطعة ضد جامعة حيفا هي بسبب وظيفي، فالعمل الجامعي هو حوار علمي وبحثي ، وفي قضيتي حاولوا قطع هذا الحوار العلمي ومحو هذا البحث لأسباب سياسية وقد ردد بعض المؤرخين ذلك في شكل علني.
*ما الذي يميز بحثك من الناحية الأكاديمية؟ وكيف وقع اختيارك على الموضوع؟
- حين بدأت التحضير للبحث وجدت فرقاً كبيراً بين المعلومات الموثقة في الكتب وبين الشهادات الحية التي وثقتها. ما يميِز البحث أنه يستند إلى سبع شهادات لجنود شهدوا المجزرة وعايشوها, ولم أكتف بشهادات من الطرف الفلسطيني لأنه سيكذب البحث حينها ،سجلت 48 شهادة حية. أنا لن أكتفي بالمعلومات من أرشيف الجيش والدولة والكتب . قبل اختياري الموضوع قمت بجولة بين مسنين عايشوا النكبة من قرى مختلفة سألتهم عن قرى عدة وأجابوني ولكن عند ذكر الطنطورة اعتراهم جميعاً الصمت ، شعرت أن هناك أمراً غير طبيعي يتعلق بهذه القرية ، وعلمت بعد ذلك بأمر المجزرة الكبيرة، لذا لم أرد أن أدير رأسي وكأن شيئاً لم يحدث، لم أندم أبداً على خوضي هذه القضية ،القصة حدثت ولا يمكن إنكارها، في إسرائيل يبحثون كل شيء باستثناء حرب الـ 48 والتي يجب بحثها بجدية لأنها شكلت صورة دولة إسرائيل ، أساتذة الجامعات في إسرائيل لا يسمحون لطلابهم بحث هذه الحرب وبالذات بعد القضية التي حدثت معي.
*ما هو تقويمك للصدى العالمي الذي أثاره البحث؟
- لقد أثنى العديد من الأكاديميين والأساتذة من كل أنحاء العالم على البحث وقالوا لي إنه يلائم أن يقدم كرسالة متقدمة للقب الدكتوراه .حين زرت الولايات المتحدة ومثلت مؤسسة "كتلة السلام" قمت بجولة زرت خلالها حوالي 40 جامعة وكلية فوجدتهم يعرفونني ويعرفون قضية الطنطورة, طولبت خلال جولتي بالتحدث عن المذبحة وهذا دليل يثبت حدوث المجزرة، ودائماً أينما أذهب أجدهم يعرفونني من خلال هذه القضية.
*هل أنت مصرٌ على استكمال محاولتك لنيل لقب الدكتوراه؟
- لن يتاح لي إكمال دراستي للقب الثالث لسببين ،الأول أن الجامعة لن تقبلني للدراسة من دون لقب بحثي، والثاني لأن الجامعات الإسرائيلية تخاف من كل بحث أو قضية تتعلق بحرب الـ 48. يمكنني أن أنجزها خارج البلاد لكني غير معني بهذا ، فتوثيق التاريخ ليس بحاجة للقب ثالث, ويمكنني أن أقوم به من دون ذلك . كرست عملي منذ 20 سنة لقضية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني ولا سيما ما يتعلق بالنكبة عام 1948 . يوم الاستقلال بالنسبة إليَ هو يوم النكبة ، فأنا أزور في هذا اليوم القرى المهجرة، وقمت هذه السنة بزيارة قرية مسكة وبعدها ذهبت إلى قرية الكفرين، كما أقوم بزيارات متكررة لهذه القرى المهجرة ، من أجل الاهتمام والعمل على موضوع ثابت، أنا غير مجبرعلى حمل رسالة الدكتوراه