فيتو اميركي جديد على المصالحة
الثلاثاء أكتوبر 13 2009
القاهرة، واشنطن، تل ابيب - ، وكالات - قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة سلمت مصر رسالة مفادها أنها تتحفظ عن اتفاق المصالحة الفلسطينية بصيغته وتوقيته الحاليين. وقال مبعوث الإدارة الأميركية الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل في لقائه مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ،إن الولايات المتحدة لن تدعم اتفاق مصالحة لا يتماشى مع شروط الرباعية الدولية.
وبحسب "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الثلاثاء، فقد اوضح ميتشيل للمصريين أن الولايات المتحدة تتوقع أن تكون أي حكومة فلسطينية يتم تشكيلها وكافة وزرائها موافقين على شروط الرباعية الدولية التي تتمثل في "وقف العنف والاعتراف بالاتفاقات السابقة والاعتراف بإسرائيل".
ووصف المسؤول الأميركي اتفاق المصالحة بصيغته الحالية بأنه سيء، وأن التوقيع عليه سيمس باحتمالات تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وفي سياق ذي صلة، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو أمس الإثنين، في جلسة لكتلة ليكود، إن وزيرة الخارجية الأميركي، هيلاري كلينتون ستصل الى اسرائيل قبل نهاية الشهر الجاري أو مطلع تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال أيضا إن مستشاره يستحاك مولكو، ورئيس مقر وزير الأمن مايك هيرتسوغ، سيسافران إلى واشنطن خلال الأسبوع الحاليلمواصلة المحادثات مع ميتشيل. كما أشار إلى أن طاقما فلسطينيا سيصل بعدهما إلى واشنطن.
وبحسب نتانياهو فإنه متفائل بالنسبة الى امكانية تحريك ما يسمى بـ"عملية السلام" مجددا.
إلى ذلك، أفادت وكالات الأنباء أن مصر طلبت من الفصائل الفلسطينية تحديد موقفها إزاء الموعد المحدد في الـ25 من الشهر الجاري للتوقيع على اتفاقالمصالحة في ما بينها، بينما قالت حركة "فتح" إن الوسيط المصري قدم لها ورقة جديدة بشأن المصالحة. يأتي ذلك بينما يتواصل السجال الفلسطيني بشأن تأجيل التصويت على تقرير غولدستون.
وكان قرار سحب التصويت في مجلس حقوق الإنسان على تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون أثار - وما يزال - خلافات حادة بين القوى الفلسطينية لم يشفع لها خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حاول الدفاع عن تأجيل التصويت على التقرير الذي يدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها على قطاع غزة.
وقد أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية أن عباس تلقى مساء أمس ورقة مصرية جديدة لتحقيق المصالحة الوطنية.
وأوضح الأحمد أن الورقة الجديدة تقدم موعد التوقيع على الاتفاق، وتؤجل الاحتفال به إلى أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، وذلك من خلال توقيع الفصائل بصورة فردية على الاتفاق ودون احتفال جماعي.
وجاء الاقتراح المصري الجديد في أعقاب مطالبة حركة "حماس" التي أجرت مشاورات مع المسؤولين المصريين السبت الماضي، بتأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة مبررة طلبها بما أثاره سحب تقرير غولدستون من توتر في الساحة الفلسطينية.
وكانت الحركة قالت إن الوسطاء المصريين قد أبدوا تفهماً لطلبها إرجاء التوقيع على الاتفاق، مضيفة أن مشاوراتها مع القاهرة مستمرة للتوصل إلى توقيت وآلية لتوقيع الاتفاق، بينما أعلنت غالبية الفصائل الفلسطينية الأخرى معارضتها لأي تأجيل.
وكانت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وعدد من الفصائل الفلسطينية انتقدت بشدة خطاب عباس، واعتبر الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري في تصريح للوكالة الألمانية أن الخطاب "متناقض ويتضمن معلوماتٍ غير صحيحة، ومليءٌ بالمهاترات ومحاولةٌ للتهرب من مسؤولية الجريمة التي اقترفتها السلطة بتأجيل تقرير غولدستون" .
بدوره قال الناطق باسم "الجهاد الإسلامي" داوود شهاب في تصريح له إن "خطاب عباس كرّس المشكلة في الساحة الفلسطينية"، مشيراً إلى أن تبريرات عباس هي "محاولة للتهرب من المسؤولية وامتصاص غضب الجماهير".