دور الأب في الأسرة عنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه, فهو دعامة أساسية لتأسيس أسرة سليمة ومن الطبيعي أن يتعلق أفراد الأسرة بالأب, فكلاً من البنت والولد في حاجة إلى حنان الأب وحبه,
ولكن تظهر أحياناً صورة من صور تفضيل الأب على الأم من قبل الفتاة حيث تبدأ تتعلق بأبيها لتصبح ضرة لأمها, وقد تتفاقم المشكلة لتتولد لدى الفتاة عقدة الكترا (وهي تعني تعلق البنت بالأب بصورة مرضية ما يثير غصب وغيرة الأم). وتتلخص قصة الكترا الأسطورية, في الفتاة الكترا التي كانت تكره أمها كراهية شديدة وتحب أباها حبا عظيما بحيث دفعها إلى تحريض أخاها على قتل أمها والتخلص منها, لقد استعمل فرويد هذه الأسطورة وفسر تعلق الفتاة بابيها إنما يؤدي إلى الغيرة من أمها وكراهيتها. وبالفعل قد نرى في بعض الأسر هذه الصورة واضحة, حيث تشكو بعض الزوجات من تدليل أزواجهن لبناتهن بصورة غير طبيعية, مما يؤدي إلى تولد نوع من الغيرة من هذا الحب الزائد من الأب لهذه البنت مما يسبب مشاكل بينها وبين أمها وتتفاقم العلاقة فيما بينهما بشكل كبير وملحوظ.
وتقول الاختصاصية النفسية بدور الخالد (إن الغيرة انفعال إنساني يظهر لدى الأفراد بفعل التنافس الذي قد يحدث بينهم, والغيرة كأي انفعال يحدث للفرد في حالة زيادته, أو في حالة توجيهه بشكل خاطئ, حيث يبدو كاستجابة مرضية.
و أثبتت الأبحاث الحديثة أن غياب الأب في حياة الطفلة يؤدي غالباً إلى الاكتئاب المبكر, وكثيراً ما يؤدي ذلك لظهور أنماط سلوكية غير سوية في حياة الفتاة حيث تعبر عن فقدانها الوجود الذكوري من خلال الميل لمصاحبة الفتيان أو يؤدي لظهور عقدة الكترا في الكبر.
ويقول جيمس ليفن مدير مشروع الأبوة في مدرسة مانهاتن الطبية: إن الآباء يتمكنون من التعبير عن رغباتهم الدفينة من خلال تجربة الأبوة, وبالتالي يكونون أقل تعرضاً للأعباء النفسية. بفضل تخلصهم من آثارها التي قد تكون مؤلمة.