الاخت تالا اسعد الله اوقاتك وسلمت يمناك
كم هو مؤلم وصعب الحديث عن الغربة
لان الحديث عن الغربة يعني الحديث عن وداع الأحبة
الحديث عن الغربة هو نفس الحديث عن فراق الأحبة
هو الحديث عن فقدان الأحبة
أي انه حديث مؤلم بكل معنى الكلمة
أما عن مرارة الغربة حسب اعتقادي أن الجميع عاش لحظات الغربة
لان الغربة تعني فقدان الأحباب من حولك سواء أبويك أو إخوانك أو أصحابك أو أقربائك ، أي أن جميعنا عاشها وما زال يعيشها
وغربة الوطن تعني فقدان هؤلاء جميعا ويضاف اليهم الوطن الذي ولدت وتررعت وكبرت فيه
اما غربة النفس داخل الوطن فهي بكل تاكيد الاصعب والاقصى ، خاصة عندما تكون غريبا بسبب قناعات تحملها داخلك ،ولا تستطيع التعبير عنها لان التعبير عنها يعني انك تسير ضد التيار
واما غربتك داخل بيتك فهذه هي الكارثة بعينها لانه من المفروض ان بيتك هو ملجأك الآمن وهو الحضن الدافئ الذي تشعر من خلال وجودك فيه انك في مملكتك وحولك من يجب ان يفهموك ويساعدوك واذا لم يكن كذلك فانك حقا تعيش غربة حقيقية
ولكن هناك جانب ايجابي للغربة
مدح أعرابي رجلاً فقال: خرّجته الغُرْبة ودربته التجربة وضرسته النوائب.
وقال احد الشعراء :
الفقر في أوطاننا غُربة *** والمالُ في الغُربة أوطانُ
والأرضُ شيء كله واحد *** ويخلف الجيران جيرانُ
وقال آخر :
إذا نلتَ في أرض معاشاً وثروةً *** فلا تكثرن فيها النزوع إلى الوطنْ
فما هي إلا بلدة مثل بلدةٍ *** وخيرُهما ما كان عوناً على الزمنْ
وقال آخر :
ليس ارتحالُك تزداد الغنى سفراً *** بل المقام على بؤس هو السّفرُ
وجاء في كتاب اللطائف والظرائف لأبي نصر المقدسي: ليس بينك وبين بلدك نسب، فخير البلاد ما حملك وجملك. وقيل: اهجر وطنك إذا نبتْ عنه نفسك، وأوحش أهلك إذا كان في إيحاشهم أُنْسك.
وقال الامام زين العابدين بن علي في قصيدته المشهورة وهذه بعض ابياتها
ليس الغريب غريب الشام واليمـن*****إن الغريب غريب اللحـد والكفـن
إن الغريـب لـه حـق لغربـتـه*****على المقيمين في الأوطان والسكن
لاتنهـرن غريبـا حـال غربتـه*****الدهـر ينهـره بالـذل والمحـن
ولك تحياتي اختي تالا
واتمنى ان اكون قد وفقت فيما طرحت
اشكرك على هذا الموضوع المميز
تقبلي مروري