فتاة تبلغ من العمر 16 عاما مريضة جدا
عجز الاطباء عن علاجها
وفي ليلة القدر بكت الفتاة من شدة الالم ولما نامت جاءتها السيدة عائشة رضى الله عنها ايقظتها من نومها واعطتها شربة ماء ولما استيفظت الفتاة وجدت نفسها شفيت تماما ووجدت قطعة من القماش مكتوب عليها ان تنشر هذه الرسالة وتوزعها على الاقل على 12 فرد وتكتب فيها لا اله الله محمد رسول الله
وصلت هذه الرسالة الى عميد بحري ووزعها على 12 فرد فحصل على ترقي خلال 11 يوم
وصلت هذه الرسالة الى تاجر فأهملها فخسر كل ثروته خلال 12 يوم
وصلت هذه الرسالة الى عامل فوزعها فحل الله له كل مشاكله
خلال 12يوم ووصلت هذه الرسالة الى طالب على ابواب الامتحان
فخاف الا ينجده الله فوزعها فنجح
ان مثل هذه الرسائل هي من مفتريات الكذابين والدجالين
وسيتضح لنا ذلك في سياق الحديث
ان مثل هكذا رسائل فيها عدة مسائل :-
المسالة الاولى : ( الأموات يعالجون الناس )
لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته حدوث قصة مشابهة ، أليس من باب أولى إن تحدث مع خير البشر ، أو مع صحابته رضي الله عنهم ؟؟؟
المسالة الثانية : ( اللجوء لآل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام السيدة عائشة رضى الله عنها ) انها من وسائل الشرك والغلو في أهل البيت وغيرهم من الأموات ، ودعوتهم من دون الله والاستغاثة بهم واعتقاد أنهم ينفعون ويضرون من دعاهم أو استغاث بهم ، ومن الكذب على الله سبحانه ، وقد قال سبحانه :
(( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) )
المسالة الثالثة : (أيقظتها من نومها وأعطتها شربة ماء ولما استيقظت الفتاة وجدت نفسها شفيت ووجدت قطعة من القماش مكتوب عليها ان تنشر هذه الرسالة وتوزعها على الاقل على 12 فرد)تغيب للعقل والعلم ، والعمل ، واللجوء للنوم وانتظار الاحلام ، ان هذه الرسائل تدمر العقل والعلم ، والعمل والكد ، وتقدم عليه الخزعبلات والاكاذيب ، والنوم والاحلام
وهذا يتنافى مع اسلامنا العظيم ام نسي هؤلاء الدجالين ان اول ما نزل من القران الكريم (( اقرا باسم ربك الذي خلق )) وقول الله عز وجل ((﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ وقال عز وجل: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾
قال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام
عن أبي هُريرةَ رَضيَ الله ُ عنهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عليْه وسَلـَّمَ قال
َ مَنْ سَلَكَ طَرِيْـقـَاً يَلْتَمِسُ فيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقاً بِهِ إلى الجَنَّةِ - رواه مسلم ـ
والايات والاحاديث كثيرة التي تحثنا على العلم والتعلم والعمل
فكيف لله عز وجل ان يفرض علينا العلم وطلب العلم وبعد ذلك يقول لنا عليكم بالاحلام والاموات والا ساعاقبكم !!!!!!! هل يعقل ذلك !!!!!!!!! اعوذ بالله مما يقولون )
المسالة الرابعة : ( عقاب اناس على اعمال لم يقترفوها اصلا ، فمثلا التاجر الذي أهملها فخسر كل ثروته خلال 12 يوم ، مع ان هناك مليون سبب يؤدي الى خسران الثروات ؟؟ اليس هناك امور اكبر واعظم من ذلك نرتكبها يوميا نستحق العقاب عليها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
المسالة الخامسة : ( مكافئة اناس دون ان يبذلوا أي جهد يذكر ، مثلا طالب على ابواب الامتحان فخاف الا ينجده الله فوزعها فنجح ، كلنا كان في المدارس والجامعات ولم ينجح الا من كان يجتهد ويدرس بجد ، او من كان يغش )
وخلاصة القول
ان هذه الرسائل لصرف المسلمين عن الاعتماد على ربهم سبحانه في جلب النفع ودفع الضر وحده لا شريك له ، مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمباحة إلى الاعتماد والاتجاه إلى غيره سبحانه وتعالى في طلب جلب النفع ودفع الضر ، والأخذ بالأسباب الباطلة غير المباحة وغير المشروعة ، وإلى ما يدعو إلى التعلق على غير الله سبحانه وعبادة سواه .
ولا يجوز للمسلم كتابة هذه النشرة وأمثالها والقيام بتوزيعها بأي حال من الأحوال ، بل القيام بذلك منكر يأثم من فعله ، ويخشى عليه من العقوبة العاجلة والآجلة ؛ لأن هذه
من البدع ، والبدع شرها عظيم وعواقبها وخيمة ، وهذه النشرة على هذا الوجه من البدع المنكرة
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))
متفق على صحته .
فالواجب على جميع المسلمين الذين تقع في أيديهم هذه النشرة وأمثالها تمزيقها ، وإتلافها ، وتحذير الناس منها ، وعدم الالتفات إلى ما جاء فيها من وعد أو وعيد ؛ لأنها نشرات مكذوبة لا أساس لها من الصحة ولا يترتب عليها خير ولا شر ، ولكن يأثم من افتراها ومن كتبها ووزعها ومن دعا إليها وروجها بين المسلمين ؛ لأن ذلك كله من باب التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه في محكم كتابه بقوله سبحانه : (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))
وانا عن نفسي لم انشر مثل هذه الرسائل ، وعلى العكس كنت اوضح للكثيرين ان ذلك خطا واحيان اخرى كنت استهزا بمن يؤمنوا بها ، ولم يحدث لي اي شيء
فانا بالف خير من الله
هذا ما اعانني عليه رب العالمين
فاذا اصبت فمن الله
وان اخطات فمن نفسي
والحمد لله رب العالمين
كلما ازددت علما .. زادني علما بجهلي