علم النحو : تعريفه، وثمرته، وواضعه
النحو لغة : مصدر نحا ، فيقال: نحا إلى الشيء ينحو نحوًا: مَال إليه وقصده. ومن معاني النحو:
"القصد، والطريق، والجهد، والمِثل، والمقدار، والنوع" (1). فإذا قلت نحوت نَحو فلان، أي قصدت قصده .
النحو اصطلاحًا: علم يُعْرفُ به أَحْوال أواخر الكلام إعرابًا وبناء( 2).
موضوع علم النحو: الكلمات العربية.
ثمرته:
[1] الفهم الصحيح للقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف.
[2] صيانة اللسان عن الخطأ أو اللحن في الكلام. فإذا أتقن اللسان علم النحو صار متحدثًا
مُفوَّهًا لا يصاب بآفة اللحن.
[3] الحفاظ على لغتنا الجميلة من الاندثار أو الذوبان في خِضَمِّ العولمة بهجمتها الشرسة
وفيضانها العاتي. فالشىء يكون محفوظًا ما حُِفظَتْ قواعدُهُ وأسسُه.
أما إذا هُدِمت قواعده انهدم، وحاشا لله أن يكون هذا مصير لغتنا العربية الخالدة
بخلود القرآن الكريم.
س/ من الذي وضع علم النحو؟
المشهور أن واضعه أبو الأسود الدؤلي رضي الله عنه بأمر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه(3 )، حيث قال لـه: قسِّم أي كلمة إلى اسم وفعل وحرف، وانحُ هذا النحو، فَسُمِّي: نحواً .
س/ ما حكم تعلُّم النحو؟
تعلّمه: فرض كفاية، وربما تعين تعلُّمه على واحد فصار فرض عين عليه(4 ).
______________________________
(1) انظر المعجم الوسيط مادة (ن ح و).
(2) المرجع السابق .
(3) انظر التحفة السنية ص3 .
(4) المرجع السابق 0
____________________________
إلمامة سريعة بعلم النحو
* يتوقف النحو كله على الكلمة من حيث نوعها وعلاقتها بما قبلها ، ويتضح هذا من المثال التالي :
" سافر محمد " . ولنتساءل ما الذي ينبغي أن ينتبه إليه الدارس في هذه العبارة ؟
ينبغي أن ينتبه إلى ما يلي :
• كلمة محمد هنا ما نوعها ؟
• أهى اسم أم فعل أم حرف ؟
• وما علاقتها بكلمة سافر التى قبلها ؟
وفي إيجاز سريع ينبغي أن نتعرف سبع مسائل نحوية حتى نصل إلى الدرجة المرجوّة من فهم النحو العربي قواعدَ وتطبيقًا . وهذه المسائل هي :
أولًا :
أنواع الكلمة
ثانيًا:
معرفة أثر بعض الأنواع من الكلمات فيما بعدها , فهناك كلمات تستعمل فى نصب الأفعال ، وأخرى تُستعمل في جر الأسماء ، أو غير ذلك . ومن ذلك قولك " لن يخيب أحد من الأقوياء " فانظر الى كلمة( يخيب ) تجد قبلها الأداة( لن ) وهى أداة نصب تستعمل فى نصب الأفعال . وانظر إلى كلمة ( الأقوياء) تجد قبلها الحرف ( من) وهى حرف جر يستعمل فى جر الأسماء .
ثالثًًًُا:
نوع الجملة فى اللغة العربية :
جملة اسمية : وهى التى تبدأ باسم . مثال : محمد يصلي
فهذه جملة اسمية ؛ لأنها بدأت بكلمة محمد ، وهى اسم .
جملة فعلية : وهى التى تبدأ بفعل . مثال : يصلي محمد
فهذه جملة فعلية ؛ لأنها بدأت بكلمة يصلي ، وهي فعل .
______________________
رابعًا:
الإعراب والبناء :
الحرف الأخير لكل كلمة هوالذى يتأثر بما قبله من كلمات تعمل فيه
النصب أو الجر أو الرفع , أو يؤثر فيه موضعه ، فإذا تغير شكله قلنا إن
الكلمة معربة , وإذا ثبت على حالة واحدة قلنا إن الكلمة مبنية . ومن ثَمَّ
سنعرض المبني من الأسماء والمبني من الأفعال , ثم نبين علامات البناء .
خامسًا:
علامات الإعراب الأصلية والفرعية فى الاسم والفعل المضارع .
سادسًا:
عرض مرفوعات ومنصوبات ومجرورات الأسماء .
سابعًا:
إعراب الفعل المضارع .
وهيا نتعرف على هذه المسائل السبع مسألة مسألة :
______________________
أولاً:
أنواع الكلمة
قسم العلماء الكلمة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول : الاسم
القسم الثاني : الفعل
القسم الثالث : الحرف
القسم الأول : الاسم :
أ*- العلامات التي تميز الاسم
س/ما العلامات التي تميز الاسم من غيره؟
هناك علامات تختص بها الأسماء دون غيرها ، ولذا فهي علامات تميز الأسماء ، ومن هذه العلامات:
الجر:
الاسم هو الوحيد الذي يقبل دخول حروف الجر عليه ،وهو الوحيد الذي يكون مجرورًا
أمثلة :1_ سلمت على الصديقِ .
2 _ قرأت في الديوانِ .
3_ سافرت بالقطارِِ .
انظر إلى كلمة ( الصديق ) تَجد تحتها كَسرة ، وهذا يَعني أنها مجرورة ، ثم انظر قبلها تجد
حرف الجر (على) حاول أن تدخله على كلمة (سلمت) التي قبلها مثلاً ، فهل ستستقيم لك
العبارة ؟ لاشك أنها لن تستقيم ، وهذا يعني أن حرف الجر (على ) وأمثاله من الحروف التي
تختص بالدخول على الأسماء فقط .
كرِّر العمل في المثالين (2 ، 3 ) تجد أن حرف الجر ( في ) و ( الباء ) من الحروف التي
تختص بالأسماء فقط .
* إذن يتميز الاسم بالجر ودخول حروف الجر عليه .
_____________________
التنوين :
والاسم هو أيضًا الوحيد الذي يقبل التنوين فنقول(محمدٌ ،محمدًا ،محمدٍ) .
فإذا وضعت ضمتين سُمِّي تنوين الضم ( محمدٌ ) .
وإذا وضعت فتحتين سُمِّي تنوين الفتح ( محمدًا ) .
وإذا وضعت كسرتين سُمِّي تنوين الكسر( محمدٍ ) .
س / هل يمكن أن تنوِّن كلمة ( يقول ) أو كلمة (من ) ؟
في الواقع هما لا ينوَّنان لأن كلا منهما ليس اسمًا .
* إذن يتميز الاسم بالتنوين .
النداء:
علامة تخص الأسماء ،فأنت لا تستطيع أن تقول (يا يلعب), ولكن تستطيع أن تقول
(يا حَسَنُ) .
إذًا كلمة(حسن) اسم لأنها تقبل النداء. ولكن قد يقول أحد القائلين:
وماذا في قوله تعالى "يا ليتني كنت ترابًا" وهنا نقول إن الحرف الناسخ (ليت)هو
الذي أتى بعد أداة النداء مباشرة ، وفي الحقيقة ليس هذا الحرف هو المنادى وإنما
المنادى محذوف وتقديره :
( ياهؤلاءِ ليتني كنت . . . .)
* إذن يتميز الاسم بالنداء .
_______________________
أل:
من علامات الاسم أنه يقبل دخول (أل) عليه فنقول: (المدرسة ـ الكتاب ـ المعلمون)
س/ هل يمكن أن تُدْخِل ( أل ) على الفعل ( يقرأ ) ، أو على الحرف ( ليت ) ؟
النطق العربي يأبى دخول ( أل ) عليهما ، و هذا يعني أن كلًّا منهما ليس اسمًا .
* إذن يتميز الاسم بدخول ( أل ) عليه .
الإسناد:
ومعنى الإسناد أن تخبر عن الاسم ،فحين تقول )أحمد ) وتسكت تجد السامع منتظرًا ما ستقوله عن (أحمد) ،فإذا قلت : أحمد مجتهد ، فهنا أسندت الاجتهاد إلى أحمد ، وهذا دليل اسميتها.
وإذا قلت : ارتعد لِصٌّ ، فهنا أسندت الارتعاد إلى اللص ، وهذا دليل اسمية كلمة ( لص ) .
ملاحظتان :
1_ يُسمَّى كلٌّ من المبتدأ و الفاعل : المسند إليه ، ويُسمّى الخبر و الفعل : المسند .
2_ الضمائر المتصلة مثل : تاء الفاعل في كلمة ( سمعتُ ) ، ونا الفاعلين في كلمة ( شربنا ) ، وألف الاثنين في كلمة ( عرفا ) .
لا يستدل على هذه الضمائر إلا بالإسناد فهي لا تقبل الجر و لا دخول حرف الجر ، ولا تقبل التنوين ولا دخول أل . ولا تقبل النداء .
* إذن يتميز الاسم بالإسناد إليه .
* وقد جمع ابنُ مالك كل هذه العلامات في قوله :
بالجر والتنوين والندا وأل
ومسند للاسم تمييز حصل
ملاحظة :
قد يُستدل على اسمية بعض الكلمات بعلامة أو أكثر . أمثلة :
الولدُ: قبول أل .
سلمت على الولدِ: قبول الجر ودخول (على)و(أل) .
جاء الولد: الإسناد وقبول أل .