كان ذلك الصباح يحمل في قعره الذكرى الاولى لفراقنا بعد سنةٍ من الوداع ..ذكرى يومٍ يحشر نفسه
بكثير من الحنين والشوق ..بكثير من الزهو الضائع الذي يقتلعني من الجوف ...ذكرى يومٍ يُحيلني صارخه بآهات تُعذب الروح ,
ففيه يكون الحزن فوق طاقتي ،والشوقُ لك فوق طاقتي ،وحرماني منك فوق طاقتي ،وحتى الكتابه لك فوق طاقتي .
في هذا اليوم ..ومن هذا المكان المضمخ برائحة الوجع
الممتليء بوليد البؤس حد التضخم
المطارد بشبح الموت حد الموت..
سأتفقد ثوب الكفن ..علي أجد به جيوب أختبيء بها ..كي لا يرحل دوني
أنه يوم الاثنين ...ومن عادة الاثنين أن يحطمني،
فكل الاحزان أجتاحتني يوم الاثنين،
وكل الرصاصات أخترقت جسدي يوم الاثنين
وكل القهر قزمني يوم الاثنين..
فأي حقدٍ يحمله لي يوم الاثنين
وأي ثأرٍ تقتصه مني ياأثنين
.
.
نسمات بائسه تمرُ من هُنا ..حامله في جعبتها ثرثرات الليالي الطوال ..تضعها على
كاهلي...فأجهضها متعبه ..آثر أصطدام لي بجدار واقعيّ..مخلفه ورائي ..شظايا الحزن منسكباً.!!
فيا قدري.........دعني أخبيء ملامحي المظلمه في صدرك ..أختبيء طفله حزينه بين ذراعيك ..
دعني أسرق من عمري السابق معه لحظه واحده ..وأتزود حباً لسنوات الحنين..
أيها الحب.......لا تُغمض عيناكَ عني ..ولا تتركني فريسه لظنوني ،فلن تقوى أوجاعي على حملي
.ولن أقوى على حمل ذاكرتي..أعطني يدك لأكتب بصفحة كفك ما لا أود أن يقرأه سواك....لأقبل أطراف حواجزك
فبين يديك وشفتي تاريخ من الدموع.
في كل مره كنت تحادثني فيها تقول لي
أجعلي لثرثرتكِ نصيبٌ معي للتغنى بجواري..فثقي "شهيةٌ هي الكلمات معكِ ..
وعابثةٌ أرجوحةَ الصمتِ"..دوماً كنتَ تُردد تلك العباره على مسمعي....
فمتى ستؤمن أنني أتقن محادثتك بصمتٍ ..فقط
لوكنتَ تستمع لقرقعة صمتي ...ستُدرك ..كم مره أخبرتك بأنني ((أحبك)).لك يا سيدي الان كل شيء ..حتى دمدمة الثرثرات يخطها حُزني لك...تكتوي بالجراح ..يهُزها بكاء وأنين.
أذن .....لك ما يُليق من ثرثرةٍ لقصتنا.
كان ذلك اليوم يوم الثلاثاء الذكرى الثالثه لميلاد حُبنا على هذه الدنيا..الذكره الثالثه لنا ونحن ننام كل ليله بجوار مدفأة الحلم ...
الذكرى الثالثه وأنت ما زلتَ تُهامسني قائلاً
..((دفء عينيكِ يحتويني ..يُغرقني~لكن أتراكِ تُريدييني أنتِ)) . .كُنتَ تُردد كثيراً تلك العباره
وتقول لي
((لم تكوني يوماً أنثى تُحرك المشاعر فقط..لوكنتِ كذلكَ لهجرتُكِ منذُ زمن..ولكن فيكِ روحٌ هزمتني ..وأشتاق أمتلاكها)).أما أنا كنتُ معك أهوى الحياه وأهوى التحليق بعيداً لأبعد الأكوان فتتقاذفني رياح الغرور وكبرياء الفراشات ..خليط ينفث الحُب بعيداً ويدمره...فلا تكون كلمة" أُحبك" معي إلا لغه صامته متعجرفه أرتحل بها أليك ..فتسألني بكبرياء عاشق :ألا تتقنين إلا لغة الصمتِ.
فأجيبكَ بغرور أنثى :- وهل هناك لغه أفضل؟
تقترب مني أكثر حتى أشتم فيكَ رائحة الحبِ فتجذبني جنوناً نحوكَ وتقول :-سأعلمكِ لغة الحبِ ..رددئي ورائي
((أشهد أن لا حبيبه لي سواكِ))...الأن دوركِ ردديها .
تتعلثم الكلمات في فمي هرباً من تلك العباره ..فألتزم الصمت .
يأتيني صدى صوتك بحريق رجُلٍ عاشق :-لماذا لا تردديها ...ألا تُحبينني ؟
أجيبك بحجه جارحه:-ليس الامر هكذا ..لكن..لكن..علينا فقط توحيد الله ووضع آي أسم أخر في هذه العباره سينزع عنها قُدسيتها.
شعرتُ أن الخذلان ألتحف ملامحكَ وأجبتني: أني أعشق تلك العباره فمعها أشعر بأحتضان حلمنا بمدى أجنحةٍ تُحلق لكِ ومن أجلكِ
وتقذفنا معاً لحدود الهذيان..فتوحيد الله سبيل سعادتي في الأخره..وتوحيدكِ سبيل سعادتي في الدنيا..ومه هذا سأصحح معانيها لأجلكِ ((أشهد أن لا حبيبه لي بعد الله سواكِ))..أرتحتِ الأن!
لم
أدري بأستهتاري هذا الغير مقصود ،كنتُ كالمتراقصه بأجنحة الفوز عليكَ، فأرقص على جراحكَ وأتفنن في وقع قدماي غرساً بكَ.
وأنا مستمتعه بدور الأنثى التي لا يُغير مبادئها رجل !أعترف لك يا حبيبي اليوم ..أنني كنتُ مُخطئه جداً وكنتُ منافقه وحمقاء جداً وكاذبه جداً جداً ..((
وأنني أشهد أن لا حبيب لي بعد الله سواك))..وأني أحبك كما اليوم الأول بكامل الأنصياع ..وأعشقك لدرجة أن الأشواق لك تجتاحني فيضاناً ..لتغمرني ..وأتذوقها ندماً لأغرق بك أكثر.
هل كان هروبي من نطق تلك الجمله جواز مروري الى مناطق الخيانه والفراق؟
والأيمان الذي كنتُ أتحجج به ما كان إلا كذبه أخرى أبررها بأسم الدين؟؟ والحزن والخذلان الذي سببته لك لعدم قولي العباره هو تنبأ مسبق لما سيحدث لاحقاً؟؟؟؟
ألهذا فاجئتني عندما سألتني بلقاء أخر معك
....((زينه...آي الأشياء أكثر إيلاماً في شرع العلاقات...الفراق أم الموت))؟..أجبتك حينها ((لعله الفراق..فالموت أعالي الأوجاع)).فكانت عبارتك صادمتي عندما قلت ((
لا أظن ذلك ...فمن السهل علينا تقبل موت من نُحب على تقبل فكرة فقدانه وأكتشاف أن بأمكانه مواصلة الحياه دوننا))...كأن كلماتك تلك كانت تنبيهاً لي (أياكِ والفراق يا زينه ..فالموت أسهل لدي من خسارتكِ)).
بجوابك هذا لم أعي حينها كيف كُنتُ
((أناا)) أختصر حياتك كلها ؟وأشعل كُل تلك الحرائق داخلك دون أن أدري ؟ودون أن أشتم رائحة الموت في جسدك!
فأغرق بهواجسي وصمتي
،وأنا أرى الصمت يأخُذني برحلةَ سفرٍ عبر "عيناك"فلا ينطق سوى صمتي ..ولا تُحدثني سوى "عيناك".هاتفتني بعد لقاءنا هذا بأربعة أيام..تُعاتبني لعدم سؤالي عنك ...وروحتَ تُحدثني عن ضغوطات العمل وأنك قد وصلتَ منه الى أعلى مستويات منسوب الصبر ،كأنك تحاول أن تقول لي أحتاجُكِ جداً ..أحتاج حنانكِ ،كلماتكِ،أهتمامكِ،كي أتكيء عليهم ..ولكنك تصمت ،..لتجعلني أستمع الى صهيل أنفاسك تصرخ بي :-
ألم تُدركي بعد لغة الشوقِ.!أقسم أنني كنتُ أشعر بك أشعر بأحتياجك ...لكن حينها كانت ضغوطات دراستي وصلت ذروتها ...فقد كان بداية موسم الأمتحانات ..والفوضى تعتري البيت أيضاً لخروج والدي من المستشفى ذلك اليوم....فلم أدري أي الاتجاهات أسلك معك الحديث لتُغرق همومك في نهري...وأنا أشعر بتلك المره أيضاً تحتاجني وأخذلك بها.
كم كنتُ أتمنى أن أحتويك بين ذراعي وألتحف بحنيني أوردتك..ولكني روحتُ كغبيه أنثر مقاطع عصبيتي في وجهك قائله:-هل لي أن أحدثك في وقتٍ أخر ...فأنت تُشغلني عن دراستي .نطقتُ أسمي بخيبه كبيره:-ززينه.....كمن سُلبت منه روحه...لكنك صمت وعضضت عل خيبتك كأنك لا تُريدني أن أكتشف ضعفك وحاجتك إلي.
وقلت :كما تشائين.
وأنت تكتشف فجأة بأنني كالغصن كلما أتكئت عليه يعطبه الكُسر ...وكلما حاولت صنع حلماً مني جاورك الأسى ...
وأقفلت الهاتف بعد أن جعلتك تموت أكثر...بل كنتُ في الحقيقه أقتلك وأقتلك ولا أجعلك تموت.
لم أنتبه عندما أنتهيت من حديثي معك بأن شحنة البطاريه بجوالي فارغه ..وغطست من جديد بدروسي محاوله نسيان حديثنا وكركبة البيت.وقولت في نفسي أنني غداً سأحدثك باكراً قبل خروجك الى العمل ...لأني حينها سأكون بمزاج أفضل من الأن.
عندما بحثتُ عن هاتفي في الصباح ..وجدته مقفلاً وواقعاً تحت السرير ..لم أنتبه له ليلة أمباحه من تعب الدراسه...شحنتُ البطاريه وفتحت الجوال لتأتيني رسالتك تقول فيها((
أتصلت بكِ ووجدت الجوال مقفل ..لم أدري أن أتصالي بكِ يزعجك لدرجة أقفالك الجوال..أردتُ فقط أن أقول لكِ أنني مضطر للسفر في العمل..ولا اعرف متى العوده..أنتبهي لنفسكِ)).عند أنتهائي من قرأة الرساله ...أتصلت بك على الفور ولكن جوالك كان مقفل وأنتظرت حتى الظهر وأتصلت والعصر والليل وطول النهار وهاتفك مُقفل ..وفي اليوم التالي والثالث والرابع وما زال مقفل..أستنتجت أنك تُريد معاقبتي لخذلاني وعصيبتي عليك في أخر محادثه لنا ...توترت كثيراً وبدأت أيامي تنتقل بين محطات الندم والشوق والدموع...
في كُل مساء ..كان أنتظاري لك كالعاده ..كنتُ أنتظر وأنتظر حتى أحسست أن هذا الانتظار أحتضار وأنت لم تحضُر..منذ ذلك المساء تعلمت أبجدية والأنتظار والأحتضار والندم..
منذ ذلك المساء وأنا أتحسس وجهي واذا هو بلا تعابير ..ودونما تفاصيل كتلك التي كنتُ أتزين بها عندما تكون بقربي .
طال غيابك عني وجوالك ما زال مُقفل ..مر أسبوعين دون خبر منك..وأنا لم أعتد خلال ثلاث سنوات هذا التجاهُل منك ..بدأتُ أقلق عليك حقاً ..وفقدتُ قُدرتي على التركيز في الدراسه ..
وأنا أتهوى كـ دمعه صامته تشتهي دفء صوتك وكلماتك..وتشتاق لتتوحد بك وتثمل جنوناً من نبعك ...فتملأني فجأه ثوره كلها جنون وحنين لكْ.خيم الليل بهدوئه منسدلاً كشعر غجريه، يتراقص مع نغمات لحنٍ حزين ...يدق والدي باب غرفتي ..وتتراءى عينيه ملامحي البائسه والحزينه ..يسألني((هل كل شيء على ما يرام؟)) أجيبه:-أجل كل شيء جيد...فقط أنا مرهقه من الدراسه .
-والذي يدرس لا يحتاج الى طعام ..تقول أمكِ أنك لا تأكلين أبداً ..كيف تستطيعين الصمود .
-لكثرة ضغط الأمتحانات تلك الأيام ،أنسى الأكل ..لكن لا تقلق عندما أشعر بالجوع أتناول الطعام .
-حسناً المهم صحتكِ.
يصمت قليلاً كأن في فمه كلام أسود يخبيئه لي القدر ..وبأن شريط حياتي سيكون بعد تلك اللحظه سريع الدوران...أخذ تنهيده عميقه ثم أردف قائلاً:-يا أبنتي إمبارحه جاء ((أبو..))يطلب يدكِ لأبنه البكر (...) هُم من عائله محترمه جداً وراقيه ...قد رأكِ أبنه عدة مرات وأصر على والده بأن يأتي لطلب يدكِ ..وأنا صدقاً لم أعطهم جواباً ليأتوا بعد ..وطلبت منهم الأنتظار حتى أسمع رأيك وجوابكِ بالموضوع ..إن وافقتِ سأتصل بهم للمجيء ..فما رأيكِ؟
شعرتُ فجأه بالبرد يحتويني ..كأني واقفه على لوح جليدي ..وتعتصرني رياح جافه خاليه من آي عاطفه دافئه ..وشردتُ في أخر لقاء لنا عندما حدثتني عيناك تُنبهني ((
أياكِ والفراق يا زينه فالموت أسهل علي من خسارتكِ)).أحسست بثقل وصيتك على صدري وحاجه غريبه ومُلحه أليك
(مستحيل أن أفعل هذا به وأكون لغيره))قُلتُ هذا في نفسي.
يأتيني صوت والدي يقول لي :-زينه أين شردتي؟
أجيبه:-لا شيء يا أبي ..لكن كل ما في الأمر أنني لا أفكر بالأرتباط الأن ..ما زال الوقت مبكراً..ووضعي الأن لا يسمح بأن أفكر أو أتخذ أي قرار..قُل لهم أنها لا تُفكر بالارتباط وينتهي الموضوع
رد والدي:-أدري أنكِ الأن بضغط امتحانات والظرف غير مناسب لهكذا موضوع..لكن ،أرى من وجهة نظري أن لا أنهي الموضوع سأقول لهم إن أرادو أن ينتظروا لبعد الامتحانات فأهلاً بهم...فأني أرى الشاب مناسب من جميع الحالات ..أعطي الموضوع فرصه أخرى أنتي أيضاً ..ما رأيك؟؟
أجبته:-لكن يا أبي
فرد مسرعاً قاطعاً أي جواب مني :- عودي الى دراستكِ الأن ولا تشغلي نفسك ..سأتدبر الأمر أنااا ..تصبحين على خير
أقفل الباب وراءه كأنه يُقفل حواسي معه....ويتركني أثرثر عُمري كله معك لنفسي...أثرثر عمري ..بلا صوت ،بلا تعابير ..أوقات وذكريات من الصور المتحركه تظهر وتختفي بلا نَسق مفهوم ..لقطات لحياه جنونيه ..ذاكره ترتطم بجهاتها كالمكوك ..وجملة أبي ما زالت تنعق بأذني كالغربان"أرى الشاب مناسب من جميع الحالات ..أعطي الموضوع فرصه أخرى"..لماذا يصرُ أبي عليه ..لم تكن عادته يوماً التمسك بأي شابٍ يطلب يدي ،دائماً يقول الوقت ما زال باكراً ..لا أجد نفسي إلا أمسك جوالي وأتصل بك ..لتأتيني نفس الأسطوانه بأن هاتفك مقفل ..فأكتب رساله لك ..أقول فيها
((الوضع لم يعُد يُطاق ..يجب أن نتحدث بسرعه))..كتبتها وأناا أأمل بأن تقرأها.
تدخل أختي الغرفه تسألني ما يريده والدي مني فأسرد لها الحديث الذي دار بيننا ..فتشهق قائله :- أه...لقد سمعته يتحدث مع أمي بهذا الموضوع ..لكني لم أتاكد أنه بشأنك ..تصمت ثم تقول :-وهو..أما زال هاتفه مُقفل...؟
أجيبها بهزه خفيفه من رأسي ..فتكمل :-أنتي السبب يا زينه ،فقط لو تغيري عجرفتكِ قليلاً ،وكبريائكِ الكاذب ..لما حدث هذا ؟ تقتلعني كلماتها من الجوف ..وأشعر أنني أغرق بنكهه لم تُخلق بعد ..وأنا أرى الأيام القادمه يتغلغلها الغبش الذي يُكشف ولا يُكشف ..فابدأ بالبكاء بمراره لم أعدها من قبل ..تقترب مني أختي وتضمني وتقول لي:-أنا أسفه لم أقصد أهانتكِ..أسمعي ما رأيكِ أن اسأل أبن عمه فهو معي بنفس الصف؟...فأجيبها مسرعه :-لا أريد أن يشك بالموضوع ،فلا أحد يعلم بعلاقتنا . فترد:-لا تخافي لن أدعه يشك بشيء :-أتركي الموضوع علي.
ذاك المساء أختفيتُ تحت لحافي محاولة السفر أليك لتحتويني..
فأحتويني..
ودعني اغفو بين رمشك وعينيك..
أو دعني اسهر مع رقه انفاس فجرك...
وأسرد علي حكايات قبل النوم ..
اخبرني ..
لماذا فرت سندريلا من بين يدي ذاك الامير ..
ما كان مصير بياض الثلج بعد ان هربت من ذاك القصر الكبير ..
ماذا فعلت بائعه الكبريت بين الثلوج والعتمهـ..
ذكرني ..
بـ قصه تلك الطفله التي تُحب عصفوراً صغير ..
أكبرت الطفلهـ..!
ام انها ما زلت ذات العاشقهـ..
التي تطرق أبواب الـ حنين كل مساء..
و تجلس على قارعه الذكرى كل نهار
.. لو تدري دونك كم أشتهي البكاء...فقط لو أنك أحتويتني ذاك المساء. تأتيني أختي بالمعلومات في اليوم التالي وتقول لي:-أنك منذ أسبوع عدت من السفر .إذن لما كل هذا التجاهل منك ألا يكفيك ثلاثة أسابيع لتعاقبني بها .أسبوع وأناا أحاول الأتصال بك وأرسال الرسائل على جوالك ..لكنه طوال الوقت كان مقفل ...كل غضبك وتجاهلك هذا بسبب أنني طلبتُ منك تأجيل حديثنا ؟أهكذا يتصرف المحبّون؟آي قلبِ تمتلك وآي حُبٍ يملىء جسدك لي؟
أتتلذذ في تعذيبي وأنت ترميني بين أنياب تطرحُ عناقيد الخيانه برفقٍ مؤلم..فقد كنت مستفزاً جداً ،حين غرزت شراهتك الغاضبة في جسدي ..وجعلت من دمي شلالٌ لا يستطيع المرسى..وتركتني أحترق وجعاً وشوقاً منكَ ولك..حتى الأنفاس أصبحت تُعجُ دخاناً يختنق منها حتى ((أنت))..وتجعل لعنة السماء تقتربني ..فأختنق حتى ذاتي ..فغضبي يشعلني غضباً ..واحتراقي يزيدني انتقاما لك.حينها فقط ما عدتُ أنا أنثى..بل أصبحتُ رماداً ..ذهب أدراج الوجع .
انتظرتك حتى أذلني الصبر، فضحني،وحول فجري إلى ليل ونهاري إلى مساء،،وأنت تدخل أسبوعك الخامس بتجاهلك وتلعب دور ""الغاضب" وتقفل جوالك لأني نثرتُ عصبيتي في وجهك.
سأنتقم منك يا حبيبي ..وأفضل طريقه للانتقام رجلٌ غيرك ..أما كنت تقول الموت أسهل عليك من خسارتي ..سأجعلك تحترق عل إحتراقك يوقف دموعي عن الجريان.
ذاك الشاب الذي جاء لطلب يدي..ووالدي ما زال مصر أنه الشاب المناسب لي ويريدني أن أعطي الموضوع فرصه أخرى ..سأعطيه الفرصة الأن وأقول له أنني مستعدةٌ لأستقباله في البيت ..علي أخمد لهيب حاجتي أليك ...لا تستغرب فربما كان عذري الوحيد هو أنني أحببتك كثيراً بل أكثر مما تتحمل ..لهذا عجزت عن أنتظارك!
صرخت بي أختي قائله :-مجنونه..كيف أتخذتِ ذلك القرار ..إن أتى الشاب الى البيت ..سيفضل أبي تزويجه لك على أن يدخل ويخرج هكذا، وكأنك لا تدركين رجعية أبي بتلك الأمور ..وما بالك وهو يرى الشاب مناسب جداً ومتمسك به ..ستندمين إن لم تتراجعي عن هذا القرار الأن.
أجيبها بحرقه:-ليس من شأنكِ التدخل بتلك الأمور ..لا أريد نصائح أحد ..أتركيني وحدي.
وأعود الى حيث أكون كل مساء ..الى زحام الروح المحشوره ..في رعشة تهز أطراف الغرفه البارده ..وحيده أنا كشجرةٍ على السفح المفتوح في وسط الخوف ..غير قادره على الصمود.
أستيقظت صباح يوم الأثنين المزعوم وأنا على يقين أنني مساءاً سأتجمل لأستقبال غيرك..فأشعر بثورةٍ عارمه في جسدي كثورة الخريف ..لكن تلك المره أشعر بسقوط جلدي قبل الأوراق....لا تستغرب ،والصبر نهش جسدي النحيل ..وأنا أرى الموت التربص بي خلف نافذةِ القدر ..سيزفني عروس تلك المره نحو قبر أبدي..فيقشعر بدني برداً ..وأفتح فمي جوعاً للدفء. وفي تلك اللحظه يأتيني أتصال من رقم ليس مدون في جوالي ..وأنا من عادتي لا أجيب على الرقم الغريب ..ذاك الرقم أتصل بي قبل أسبوع وأكثر من مره ولم أجب عليه ..وهذه المره أيضاً يعاود الأتصال بأستمرار وتكراريه ؛شدني الفضول لأعرف المتصل العنيد....أجيب ليأتيني صوتك بلهفه :-زينه وأخيراً أجبتي. صرخت بفتيل ألم داخلي:- أنــــــت ..وأصمت ،وبدل من أن أنهال عليك بالأسئله وجدتها قد أستحالت الى ركام رماد بنار قلبي المشتعل ...وبدأتُ البكاء وكأن كل شيء من حولي في أحتضار حتى منافذ الروح غرقت ..وجلاد الحسره يضرب بسوطه على وتر الخطيئه .
فتقول لي هامساً بحزن عميق تفوح رائحته من جثة صوتك :- حبيبتي لما البكاء؟
أجبتك بمراره :-
أه لو تعلم كم هي الروح متعبه ...تجوس الحنايا بين دهاليز عمرنا المفقود .. فأصمت وتصمت ويتحدث الصمت عنا لحظتها ..وتقطع فجأه الصمت وتقول لي:- أريد رؤيتكِ الأن . -الان لا يمكن لا أستطيع
–رينه ..أرجوك ..سأخبركِ بكل الذي حدث
-لكن...
–أنتظركِ بعد ساعه في مكاننا ..وسأخبركِ سبب أنقطاعي ..أريد رؤيتكِ..الهاتف لا يروي عطش شوقي أليكِ...زينه أنا أنتظركِ لا تتأخري.
أنهيت المكالمه وأنت لم تعطني فرصة أن أفهمك كل الذي حدث بغيابك وما سيحدث الليله بعودتك ...كيف سأواجهك بالحقيقه وأنا التي وعدتك بأن أكون لك فقط ..كيف سأقول أنني لشدة شوقي لك وحبي بك قررت خرق وعدنا وأن أعطي فرصه لغيرك...((
لم يعلمني أحد أنه مثلما قلة الحب تؤدي الى الخيانه ..فكذلك كثرة الحب تدفع إليها أيضاً)).....حين رأيتك بمكاننا من بعيد ركضتُ نحوك بحنين عاشقه تكتشف ألم الفراق لأول مره...فأقفز الى داخلك وأبحر في صدرك ..وأستمتع بلذة الغرق ...وأنت تمسك بيديك وجهي وتمسح دموعي وتقول:-يا عمري أنتي..أعدكِ لن نفترق أبداً.
وأنا ما زلتُ أبكي في حضنك كطفله وأمسك بطرف قميصك وأقول:-لما فعلت هذا بي .
أجبتني:-أنا أسف ..لم أقصد ،أقسم بذلك ..حين سافرت كنت غاضباً منكِ لطريقة حديثكِ وتصرفكِ معي ،فقررت معاقبتكِ فأقفلت الهاتف لبضعة أيام فقط ..كي تتعلمي لغة الحب...لكن الأحداث تغيرت،وحدث ما لم يكن متوقع ..
سألتك ماذا حدث؟
قلت بحزن:-صديقي عمر الذي أعتبره بمقام أخي ،الذي يعمل معي بنفس الشركه لكن هناك بالبلاد الأخرى ..أتذكرينه لقد حدثتك عنه كثيراً . –أجل أجل أذكره ..كيف لي أن أنساه وهو صديقك المفضل ..ماذا حدث له؟
-بعد وصولي ببضعة أيام توفي بحادث طرق ..قلب الاحداث ..وصدمني موته بشكل كبير ..وتراكمت علي الأحزان مع ضغط العمل..وموته الفاجيء غير الظروف ..وبقيتً هناك أسبوعين أضافيين ؛فبعد أنتهائنا من مراسم الدفنه،دخلت مرحلة ضغط العمل مع الضغط النفسي لفقدانه ..ومررت في أوقات لا أحسد عليها .
قلتُ لك وأنا أنظر الى عينيك الدامعتين :-أنا أسفه لما حصل ..رحمه الله.
-رحمه الله يا زينه ..ورحم جميع موتانا...صمت ثم أكمل :-لو تدرين كم كنتُ أحتاجكِ ،موته علمني أن أتمسك بكِ أكثر وأكثر ..فلا يمكن أن ينتهي عمري وأنتي لستِ بقربي.
سألتك بعصبيه:-لهذا أقفلت هاتفك كل تلك الفتره ولم ترد حتى على رسائلي.
قلت مسرعاً:-زينه جوالي أختفى ..لحجم صدمتي بفقدان صديقي ،لم أعرف أين وضعته ..ولا أعلم أهو سقط مني سهواً أم سُرق ..بحثتُ عنه ولكني لم أجده.....وحين عدتُ الى البلاد ،أحضرت جوال جديد مع رقم جديد ..وأتصلتُ بكِ منذ أكثر من أسبوع ولكنكِ لم تجيبي .
قلت لك بعصبيه:-ولكنك تدري أنني لا أجيب على رقم غريب ..
قلت مسرعاً:-أدري ..أدري حبيبتي ..لا تقلقي لستُ غاضباً منكِ ..ولا أريد معاتبتكِ ..أنني معي الأن وهذا يكفيني.
صرختُ بك:-ولكن بتصرفك هذا لا تعلم ماذا فعلت بي !
قاطعتني:-أنا أسف..أنا أسف...سأعوضكِ عن كل شيء ...ثم أن فترة أمتحاناتكِ أنتهت والأن أستطيع أن أتقدم لخطبتكِ ..لا حجة لكِ الأن ..ما رأيك؟
فأصمت والشعور بالذنب ينمو في صدري ويتحول الى جيوش نمل تقرض أساسات القلب ..حتى تعرضه الى الأنهيار أمام أخف هزه سيتعرض لها القلب،وكنت أنت ذلك الزلزال الذي لا أستطيع الصمود أمامه ،ولم أقدر أن أكذب أمام عينيك...كيف لي يا سيدي أن أكذب عليك ،وأراوغ نبل عينيك وأيمان قلبك بــــــــــــــي.؟؟
وأعترف أمامك أنني لكثرة غروري وكبريائي ،عجزت أن أنتظرك خمسة أسابيع ..وأقدمت على عمل غبي.
تسألني وعيناك تتنقل في ملامح وجهي:-لما الصمت ..ألستِ فرحه؟
-أريد أن أقول لك شيء مهم.
يبدو أنك قرأت ما يدور في عيناي وقلت:-زينه...لا تقولي شيء غبي..أرجوكِ!
-أنه فعلاً شيء غبي.
أصمت دقيقه دقيقتين..ثم أحشو الكلمات بالبارود وأطلقها في وجهك ((
وافقت أن يأتي اليوم شاب لطلب يدي )).تحدق بي بنظرات غاضبه خانقه ..وأنا أرى ملامح وجهك تتغير فجأه وتأخذ شكلاً أخر..أردت أن أقول شيئاً ولكني لم أقل..ربما أي عباره تقال الأن هي ما سيحدد مستقبل علاقتنا...أية كلمه سأنطقها أما أن تكون مثل الماء تطفيء حرائقك،أو مثل الوقود فتلتهم الحرائق ما تبقى لنا من علاقتنا .أعترفتُ لك بذنبي وألقيت عند قدميك بكل متفجراتي وقنابلي وبقيت أنتظر حكمك علي
وأنا أجدك تذهب وتجيء بنفس المنطقه بصوره سريعه وغاضبه..يا ألهي ..هل أثقلت خطيئتي على قلبك؟؟
وتقطع فجأه حبل صمتك وتقول((ولكني لم أغب عنكِ أكثر من خمسة أسابيع..وأنظري ماذا فعلتي))..
قلت بأختناق ((ليتك تعلم))..لكنك فجأه تضع يدكَ على فمي وتعتصر الكلمات داخله...وأنت تحدق بعيني بنظرات صاخبه ساخطه ،وأسمعها تصرخ بي نيابةً عنك((كفاكِ نفاقاً وكذباً ..كفاكِ غدراً وغروراً وزيفاً))...تبقى هكذا دقائق تحدق بس بسخط حتى تنزل يدك عن فمي وتقول جمله ألمتني كثيراً..((
ظننتُ املك من الحب ما يكفي لأردع به شر نفسكِ ،))....لم أدري بأن زيفك أستطاع أن يعلمكِ كيف تصنعين ألف قفل وقفل لأبواب حقيقتكِ.
-أنت تظلمني ..مشكلتي أنني كنتُ عاريه معك من كل شيء.
-
لكنكِ نسيتي أن ترتدي حقيقتكِ.