بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس العاشر
بحر المتدارك
هذا البحر الوحيد الذي لم يضعه الفراهيدي، إنما تدارك عليه به الأخفش، ولهذا أُسمي المتدارك.
هذا البحر يقوم على تفعيلة واحدة، لن أطيل في شرحه
تكون الشطرة الواحدة في هذا البحر على هذا النحو
فاعلن+فاعلن+فاعلن+ فاعلن
فكأنه مقلوبٌ عن المتقارب...
إمكانيات التفعيلة في هذا البحر
يمكن أن تأتي فاعلن على ثلاث وجوه
أ – فاعلن
ب – فَعِلُنْ
ج – فَعْلُنْ
بدون أي قيود.....
هكذا نكون أنهينا درسنا اليوم
وأترككم مع قصيدة لي عليه
دواعٍ أمنيَّة
آنَسْتُ لياليَ مَنْسيَّةْ
في حوضِ دماءٍ، في وجعٍ
في أرْضٍ ليسَتْ كوْنِيَّةْ!
في دفْتَرِ عِشْقٍ بلا وَرَقٍ، في بعضِ أوانٍ عاجِيَّةْ!
في بدايَةِ قرْنٍ بلا تأريخْ
في عُطارِدَ في المرِّيخْ
في كُلِّ جِراحٍ غطَّتْها أمواجُ دِماءٍ ثوريَّةْ!
في قَلبِ حُطامٍ من ألمٍ
في كُلِّ صراعٍ قدْ يدْنو من بَيْتِ قصيدٍ
أو شِعْرٍ
أو حتَّى منْ كُتُبٍ قدْ تحوي
بعضَ خطوطٍ نثريّةْ!
آنَسْتُ لياليَ لا تدري، عن حال بداياتِ
القرْنِ الماضي...
أو حالِ جديدِ الألفيَّةْ!
لم تعلمْ عن قتلي غدْرًا
أو حتّى عنْ دفني حيًّا
لم تعلمْ قتلَ صحابي، أو حتّى حرقَ هِضابي!
قد قالوا أنَّ ثماري قاتِلةٌ
فأبادوا حقولَ الكرمِ.بلى، وأزالوا حروفًا منْ إسمي
وغدَتْ أوطاني مَرْجمَةً*
فيها شعبٌ مُنْشابٌ * يَلْفِظُ أنْفاسَ الُحرِّيَّةْ!
لمْ تسمعْ أصواتَ بُكاءٍ منْ غزَّةَ
من قلبِ القدْسِ
مِنْ أقصىً ينهارُ نهارًا من بطشِ
الأعمالِ الحفريَّةْ!
آنسْتُ لياليَ لا تدري
عن كوني شيَّا...
وتقولُ ظلامٌ أعماها، لم تبصرْ في يومٍ ضيَّا...
آنَستُ لياليَ يا ويحي!
كم أرجو لو أنِّي أروي وأبوحُ مساوئها
ما أُبقي عليْها زِيَّا!!
لكنْ عُذْرًا، ما صمتي أو ستري إلّا
لدواعٍ أمنِيَّةْ!!
آنستُ: لم أقصد بها المؤانسة، وإنّما أنني عرفتُ ...· مرجمة: القبر المرصوف بالحجارة (كنية عن الجدار)· مُنشاب: مغدور