كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:44 pm | |
| السيد محمود
.. علّم أخوه التجسس ... فاحترف..!!
عالم المخابرات والجاسوسية عجيب كل العجب. إنه بالفعل يفتقد العواطف... ولا تصنف أبداً تحت سمائه، حتى وإن بدت المشاعر مشتعلة متأججة – فهي زائفة في مضمونها، ووجودها فقط لخدمة الموقف ثم تنتهي إلى أفول.
لقد كتبنا عن سمير باسيلي أول جاسوس في العالم يجند أباه. وكتبنا عن إبراهيم شاهين ابن سيناء الذي جند زوجته انشراح وأولاده الثلاثة.
وفي هذا الفصل نكتب عن جاسوس آخر من جواسيس الإسكندرية، استغل شقيقه المجند بالقوات المسلحة، وجنده ليحصل من وراء معلوماته العسكرية على مال وفير.
كلها قصص تؤكد أن علاقات الدم والرحم ومشاعر الحب – تتوه بين غمام عالم الجاسوسية الغامض ... وتمحي ... في لحظة يغيب فيها العقل .. ويغتال الانتماء.. !! الصدمة الفجائية
بالرغم من التنسيق الاستخباري الأمريكي الصهيوني الذي وصل إلى أعلى المستويات ...فقد جاءت حرب أكتوبر 1973 لتثبت عجز المخابرات الإسرائيلية والأمريكية وهزيمتها معاً إزاء هذه الحرب المفاجئة. فقد طار زيفي زامير رئيس الموساد (كما طار من قبله مائير عميت قبل حرب يونيو 1967) إلى كل من أوروبا وأمريكا بمهمة سرية.. ليحاول التحقق من المعلومات التي وردت اليهم قبل حرب أكتوبر باستعدادات العرب للهجوم على إسرائيل.
وفي صباح السادس من أكتوبر بعث ببرقية محمومة من نيويورك إلى غولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل تقول: "إن الحرب ستبدأ اليوم". وكان الأوان قد فات. وكانت مفاجأة الحرب التي منيت بها إسرائيل، نتيجة "الفكرة" الخاطئة التي يتمسك بها القادة الإسرائيليون، والمستندة إلى أن الحرب لن تقع بسبب عجز العرب عن القيام باتخاذ قرار الهجوم ضدهم.
كقد كانت هذه "الفكرة" متأصلة الجذور في أذهان العسكريين الإسرائيليين، حتى أن الجنرال "إلياهو زعيرا" – الذي كان يشغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية – ذهب في ظهر ذلك اليوم إلى مؤتمر صحفي في تل أبيب وهو مطمئن إلى حقيقة "الفكرة".
وعندما تكلم بهدوء وثقة إلى الصحفيين قائلاً: "لن تقع الحرب". اقتحم المكان ضابط برتبة ميجر ودفع ببرقية إلى الجنرال زعيرا في غرفة المؤتمر الصحفي، وعندما قرأها هذا، خرج من الغرفة ولم ينبس ببنت شفة، ولم يعد مرة أخرى. وأدرك الصحفيون الحقيقة على الفور، فقد وقعت الحرب، وفي جمع أرجاء تل أبيب... أخذت صفارات الإنذار ترسل صيحاتها.
هذا التقييم الغير صحيح للمعلومات التي تجمعت لدى المخابرات الإسرائيلية، والتي وصلتها قبل الحرب بمدة كافية وتتعلق بالحشود المصرية والسورية، أكد على تقصير المخابرات الإسرائيلية في تحليل النوايا العربية... والاستعدادات العسكرية التي سارت بخطوات دقيقة وسرية للغاية، وخدعت أجهزة المخابرات الصهيونية والأمريكية، بما يدل على جهل هذه الأجهزة بمؤشرات الحروب والأزمات .. مما أدى إلى تفويض نظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على قوة جهاز مخابراتها، وعلى عنصر إنجاح الطيران في تنفيذ الضربة الوقائية وإفشال الاستعدادات العربية.
وبعد توقف الحرب، عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى التحقيق في كارثة يوم الغفران وشكلت لجنة "إغرانات" لتحديد موضع الخلل والتقصير... وقد رأت اللجنة أن الاستخبارات العسكرية هي المسؤولة عن تقييم نوايا وقدرات القوات العربية... وأشارت إلى أربعة مسؤولين بها غير مرغوب فيهم ويفضل تسريحهم... كان على رأسهم بالطبع إلياهو زعيرا رئيس المخابرات العسكرية.
ولذلك، نشطت أجهزة المخابرات الإسرائيلية المختلفة... وعملت على تلافي هذا الخطأ المدمر الذي راح ضحية له آلاف الجنود والضباط، وسبب الذعر في كل أرجاء إسرائيل، وقررت ألا تترك معلومة، ولو تافهة صغيرة، إلا وحللتها وتأكدت من صحة ما جاء بها. وذلك من خلال تجنيد طابور طويل من العملاء والجواسيس في كل البلاد العربية... يمدون إسرائيل بجسر متصل من المعلومات السرية يومياً، فتستطيع بذلك تدارك أية كوارث أخرى قبل وقوعها. وكان لا بد من القيام بعدة انتصارات هامة... تعيد الثقة إلى هذا الجهاز الذي أثبت فشله في التنبؤ بحرب أكتوبر.
وعلى هذا الأساس .. صعّدت قيادة جديدة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، تتعطش لإثبات جدارتها ومقدرتها، وأخذت على نفسها أمر حماية إسرائيل من الخطر الدائم المحيط بها. ورصدت ملايين الدولارات تحت تصرف هذه الأجهزة. وكان للموساد الإسرائيلي نصيب أكبر منها لتجنيد العملاء والجواسيس، وشراء ضعاف النفوس في كل مكان.
ولم تعد المخابرات الإسرائيلية تلقى بالاً للعناصر التي تعيش على هامش الحياة، بل سعت لتجنيد البارزين في المجتمع، ومن ذوي المراكز الدقيقة الهامة. إذ لم يعد عمل الجواسيس مقصوراً على الإنصات إلى ثرثرات سكير في حفل كوكتيل... أو تخاويف جاهل بالأمور يدعى المعرفة بكك شيء، وإنما أصبحت مهمة الجاسوس تتعلق إلى حد بعيد بالحصول على الوثاقئق السرية وتصويرها ... وإعادتها إلى مكانها الذي أخذت منه... ومن ثم إرسال ما صوره إلى مركز اتصاله.
وأيقنت المخابرات الإسرائيلية أن المعلومات المجموعة .. سواء بالوسائل البشرية أو التكتيكية، لا تكتسب قيمتها الكاملة .. إلا بعد الدراسة والتحليل والتركيب والاستقراء م نقبل خبراء أخصائيين على مستوى عال من العلم والخبرة.
وبسبب الخوف من "مفاجآت" العرب الغير سارة – أطلقت إسرائيل جواسيسها داخل البلاد العربية، يجمعون لها الأسرار العسكرية والصناعية... وكل ما يتصل بأ/ور الحياة اليومية بما فيها أرقام هواتف وعناوين المسؤولين.
وهذا ليس عبثاً من جانب العدو، إنما هو عمل مخابراتي أصيل، وتخريبي يؤدي إلى نتائج خطيرة فيما لو أتيح استعمال هذه المعلومات... فعملاء إسرائيل السريين لا يتورعون عن ارتكاب أية جريمة مهما كانت حقارتها لتحقيق أهدافهم ومهامهم.
ويبدو أن المخابرات العربية قد تفهمت بحق تغير أسلوب جهاز المخابرات الإسرائيلي... خاصة بعد تجديد دماء رؤسائه ومديري أقسامه المختلفة .. والحرص على اصطياد الخونة العرب في كل مكان .. ودفعهم إلى بلادهم بعد دورات تدريبية ينشطون بها مداركهم... ويوقظون لديهم الحاسة الأمنية .. ويزرعون بداخلهم الولاء لإسرائيل بإغراءات المال والجنس، وبالتهديد أحياناً كثيرة.
لذلك .. فقد كان على المخابرات العربية أن تنشط هي الأخرى لتواجه هذا النشاط المضاد. وكان أن أعلن مسؤول كبير في المخابرات المصرية في 10/10/1974 بأن أي مواطن مصري تورط تحت أي ظروف مع جهاز المخابرات الإسرائيلي، فإنه في حالة التبليغ عن ذلك فور وصوله إلى البلاد أو لأي سفارة من سفاراة مصر... فسوف يعفى نهائياً من أية مسؤولية جنائية... ولا توجد له أي تهمة مهما كانت درجة تورطه.
وأضاف المسؤول: إن المخابرات المصرية تعلم الأساليب التي تتبعها المخابرات الإسرائيلية .. والظروف التي يقع تحتها المواطن مرغماً، مما يغفر له ما وقع فيه مادام قد قام بالإبلاغ خدمة لوطنه.
وفي نهاية البيان ... أعلن المسؤول الكبير نبأ القبض على جاسوسين شقيقين يقومان بالتجسس لصالح المخابرات الاسرائيلية .. وأنهما بين أيدي المحققين لاستجوابهما... وسوف يحالان للمحكمة المختصة فور انتهاء التحقيق. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:45 pm | |
| خميس بيومي العميل اللبناني
عندما تريد أجهزة المخابرات أن "تصنع" عميلاً متخصصاً في الاغتيالات والتخريب، فهي تنزع من قلبه خلايا الحب والشفقة والندم، وتزرع مكانها الغلظة والقسوة والجفاف.
إلا أن نداء الطبيعة يظل يقاوم التطبع، فتنمو لدى بعض العملاء خلايا الحب وتتشكل من جديد، وحينما ينضج ذلك الإحساس الرائع المنزوع قسراً، يكون العميل تحت تأثيرث هشاً، ضعيفاً... لا يملك زمام أموره.
حينئذ ... إما أن يعترف لحبيبته نادماً، أو قد يستسلم لتفاعلات صراعاته فينتحر. إنه صراع آخر بين الضلوع ... صراع مرير ... لا يحسه إلا الخونة والجواسيس... جواسيس بلا قلب
عرفنا كيف اتبعت الموساد شتى الأساليب لاقتفاء حركات المقاومة الفلسطينية، وقتلها في المهد، كذلك شرحنا بالتفصيل كيفية عمل الجاسوس المنفرد، وأخيراً نظام الشبكات التي يوجهها خبراء محترفون في الموساد.
وفي هذه القصة نتطرق معاً لملف آخر أكثر سخونة، وشديد الخطورة ... لعمليات الموساد القذرة في لبنان، وهو ما يعرف بشبكات "التخري – destruction" التي ينحصر نشاطها في بث الشقاق والعداوة، وزعزعة الاستقرار الداخلي بإشعال الفتن والضغائن بين العشائر.
وشبكات التخريب عمل مخابراتي مهم، نما وتعملق في القرن العشرين مع تطور استخدام المتفجرات، وبروز التنافس بين الأمم والإمبراطوريات.
إنها شبكات خاصة جداً تظهر وتختفي وفقاً للمصالح والظروف السياسية، يقوم على إدارتها وتوجيهها نخبة من الخبراء على أعلى درجات الكفاءة والخبرة والذكاء ، تعمل بمباركة القيادة العليا – عسكرية أو سياسية – وتخضع لها مباشرة.
ولأن المهمة جد خطية، فجاسوس شبكات التخريب ينتقي بعناية فائقة... وفق شروط صعبة معقدة .. حيث يتم إخضاعه لدورات تدريبية أشد تعقيداً عن تلك التي ينالها الجاسوس المكلف بجلب الأخبار .. فهو "يغسل" تماماً لتنسلخ عنه مشاعر الانسانية .. وتخنق فيه عواطفه الفطرية .. وتجز إرادته فيتحول بعد "غسله" إلى "روبوت" بلا قلب، يتحرك الوحش الكامن فيه بالأمر، ويسكن بداخله بالأمر.
لذا، فالسيطرة عليه تحتاج إلى عقل خارق لتطويعه، وتغييب طبيعته، فالجاسوس قبل أي شيء بشر، يقسو ويحنو، ويتألم ضميره أحياناً، أو قد يصحو محاولاً التمرد على وحشيته، لكن، هذا لا يحدث كثيراً.
معنى ذلك أن هناك حالات حدثت، بالطبع هي حالات استثنائية جداً ونادرة، ولأنها كذلك، فهي مثار تحليلات ودراسات مطولة يعكف عليها المحللون.
وقد ظهر رأي يقول بأن أجهزة المخابرات عندما تريد أن "تصنع" عميلاً متخصصاً في الاغتيالات والتخريب، تنزع خلايا الحب والشفقة والندم من قلبه، وتزرع مكانها الغلظة والقسوة والجفاف، إلا أن نداء الطبيعة يظل يقاوم التطبع فتنمو لدى بعض العملاء خلايا الحب وتتشكل من جديد.
وحينما ينضج هذا الإحساس الرائع – المنزوع قسراً – معلناً عن نفسه صراحة وبعنف، يكون الجاسوس تحت تأثيره هشاً، ضعيفاً، معرضاً لإفشاء سره، أو قد يستسلم تماماً لتفاعلات صراعاته، فينتحر. !!
إن ملفات المخابرات والجاسوسية تحفظ لنا قصصاً عجيبة لا يصدقها عقل، تصف معاناة بعض هؤلاء القتلة الذين وهنوا وصرعهم التوتر والخوف والندم، فعاشوا أسوأ لحظات حياتهم إلى أن كتبوا نهاياتهم بأيديهم.
وتذكرني الآن قصة "بوجداني ستاسنسكي" رجل الاغتيالات الأول في جهاز المخابرات السوفييتية – الذي علموه في أكاديمية الجواسيس بموسكو كيف يكون آلة تسمع فتطيع، فلم يكن ليشعر قط بالأسف أو الندم، بعدما يقتل معارضي دولته بالسم الزعاف، حتى أنه كان ينام هادئاً دون أن تطارده أشباح ضحاياه، وانقضت سنوات وسنوات ويداه تقطر منهما دماء الأبرياء،إلى أن تجف فجأة أمام دفقة الحب الأول في حياته، فتملكه ندم شديد، وبكى كطفل على صدر حبيبته الألمانية وهو يفشي لها بسره ومعاناته، واختفيا عن الأنظار منذ عام 1965، حيث لم يظهر لهما أثر حتى اليوم.
لقد تفوقت المخابرات السوفييتية عن سائر أجهزة المخابرات في هذا المجال، واحتفظت بالصدارة دائماً منذ بداية القرن الماضي وتليها المخابرات البريطانية فالفرنسية، إلى أن ظهر الجستابو الرهيب في ألمانيا ... وأخيراً كانت المخابرات الأمريكية فالسافاك الإيراني .. لكن على حين فجأة ظهرت المخابرات الإسرائيلية، فتفوقت على جميع الأجهزة واحتلت رأس القائمة ولا زالت، واشتهرت بعبقريتها الفذة في ابتكار أعجب الوسائل الإجرامية في الإرهاب والمذابح والتصفيات الجسدية والتفجيرات. للدرجة التي دعت العديد من الدول الأجنبية للاستعانة بخبراتها في هذا المجال.
فمنذ قامت المنظمات الإرهابية في فلسطين، توسلت العنف الدموي مع المدنيين العزل، واستعانت بعلم نفس الإجرام في التعامل معهم لقمع إرادتهم وإصابتهم بما يشبه الذهول المصحوب برجفات الرعب، والهلع. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:45 pm | |
| عمر حمودة ... كيف سقط في جامعة عين شمس
بطل هذه الحكاية .. نوع حقير جداً من البشر، ويعد من أقذر الجواسيس المصريين الذين عملوا لصالح إسرائيل على الإطلاق ... إذ تجمعت فيه كل صفات الشذوذ واللوطية، وفقد انتماءه للرجولة .. والوطن.
استغل أخطاء الجاسوس شاكر فاخوري وذهب بنفسه إلى القنصلية الإسرائيلية في استنبول عارضاً خدماته.
لكنه في غفلة منه... فوجئ بسقوطه في سرعة مذهلة، وبنفس الخطأ الذي وقع فيه الجاسوس السابق.
إنه أول وآخر جاسوس مصري ألقي القبض عليه بالمدينة الجامعية للطلاب، وأيضا ... أشهر جاسوس يعشق القيام بدور امرأة ! !
البحث عن طريق
إذا كان الجاسوس الشاذ شاكر فاخوري – أول مصري سلم نفسه للسفارة الإسرائيلية في قبرص ليعمل جاسوساً على مصر – فهذا هو محمد عمر حمودة – شاذ آخر – أعجبته فكرة الحصول على المال بالطريق السهل، وسلم نفسه أيضاً برضاء تام إلى القنصلية الإسرائيلية في تركيا، معتقداً أنه قام بدراسة قصة زميله الشاذ، وعرف مواطن الخلل التي أدت إلى سقوطه، وأنه سيأمن كل تلك الأخطاء ليظل بذلك بعيداً عن أعين وآذان المخابرات العربية... ويعمل في صمت لصالح المخابرات الاسرائيلية
حصل عمر حمودة على الثانوية العامة سنة 1971 بمجموع هزيل لم يحقق له أدنى طموحاته، وكانت أعظم أمانيه في تلك المرحلة من العمر، أن يهنأ بعلاقة مع شاب شاذ يشاركه شذوذه، ويستمتع معه بالحرية الجنسية التي يحلم بتحقيقها.
كان عمر حمودة على العكس من الجاسوس السابق... شاذاً سلبياً . أي يفضل أن يقوم بدور الأنثى.
هذا الشذوذ كبر معه منذ الصغر، واستفحل الداء عنده للدرجة التي لا حل معها. وقد ضربه أبوه مرات كثيرة بعدما انتشرت حكاياته وفضائحه، وكان في العادة يبكي بعنف لوالده ويعده بأن يلتزم ويتأدب. لكن لا فائدة ... إذ كبر شذوذه وفشل معه علاج الطب وعلاج الضرب والإيذاء. فكم تكوم الشاذ في أحد أركان "البلكونة" عقاباً له عشرات الليالي مكبلاً ومحروماً من الطعام والماء، وبمجرد إطلاق سراحه "يسرح" في الخرابات ودور السينما يبحث عن صيد شاذ.
وعندما طلب لتأدية الخدمة العسكرية سر كثيراً. لكن .. سلموه شهادة الإعفاء وقالوا له "الجيش يطلب رجالاً فقط" فعاد مقهوراً.. ومرت به الشهور كئيبة. إذ قلما عثر على ضالته لضيق ذات اليد بعدما أمسك والده عنه مصروفه الذي ينفقه على شذوذه... وكثيراً ما خلا إلى نفسه يبكي ضعفه ويرجو خلاصاً له من العار ولكن هيهات، فداء الشذوذ عنده أقوى من نداء التوبة.
أخيراً لملم أشلاء عقله المنهك وقرر أن يغير خطة حياته كلها.
وجاءه هذا القرار بعدما قرأ عشرات التقارير عن الشذوذ في الجيش الإسرائيلي، وشواذ أوروبا الذين لا يخجلون من شذوذهم، ويجهرون به بدعوى الحرية. وامتلأت رأسه بأفكار كثيرة تقوده في النهاية إلى حتمية الحياة في مجتمع متفتح يستطيع فيه أن يمارس شذوذه دون إحساس بالنقيصة أو بالانزواء.
وعندما أعاد قراءة قصة الجاسوس شاكر فاخوري – الشاذ الإيجابي – وكيف طرق بنفسه باب السفارة الإسرائيلية في نيقوسيا – أدرك أن هناك خطأ ما قاده إلى مصيره المظلم وأن بإمكانه – هو – ألا يخطو خطوة واحدة، دون حساب للخطوة التي تليها. ودفع عن رأسه فكرة محاكاة شاكر. لكن عقله المشوش غامت به الأفكار واحتفظ لنفسه بما قرره، وأعد أوراقه للسفر إلى حيث تبدأ حياة جديدة، بعيداً عن مجتمع يقهر فيه رغبته وشذوذه.
تسلم عمر حمودة جواز سفره وحجز تذكرة بالطائرة إلى استنابوا... وأسكرته حقيقة وجوده على أرض أجنبية بلا رقيب يحد من سلوكه أو يراقبه.. واستنشق لأول مرة هواء حريته وتحرره حتى كاد أن يصرخ فرحاً أمام ساحة المطار... فأضواء المدينة من بعيد كانت تتراقص كأنها حبيبات من اللؤلؤ البراق... وتصدح بأذنيه أغنيات لا يفهمها ولكن إيقاع الموسيقى يتناغم مع شرقيته ويدعوه إلى الانتشاء.
استقل سيارة إلى بنسيون "بورال" الواقع في منطقة شعبية تفيض زحاماً وضجيجاً، وقذف بحقيبته داخل الغرفة وخرج كالملهوف يجوب شوارع المدينة الساحرة الواقعة على بحر مرمرة المخنوق ما بين مضيقي البسفور والدردنيل.
تراقصت حواسه تلذذاً بفعل السعادة الغامرة التي تملكته عندما وصل إلى أحد الميادين الشاسعة، ودلف إلى الحديقة المظلمة التي تقتطع جزءاً كبيراً منه، واقترب من عشرات "الهيبيز" من الجنسين الذين اتخذوا من الحديقة منتدى لهم ومأوى، ووسط هذا الخضم من المزيج حاول أن يبحث لنفسه عن مكان بينهم. لكن حاجز اللغة منعه وصدمه في بادئ الأمر، حتى اكتشف أن هناك لغة خاصة جداً لا يفهمها سوى الشواذ أمثاله، ومن خلالها تقرب بأحدهم واختلى به جانباً يتذوق على أرض تركيا طعم الحرية التي حرم من مذاقها علانية في مصر.
إن لغة الشواذ لا تنطق بلغة واحدة، بل تنطق بكل اللغات بلا حروف أبجدية أو قواعد. إنها لغة الإشارات التي تحس وتفهم تماماً فيما بين مجتمع اللواطيين الذين يجوبون كل مدن أوروبا، ويتخذون من شوارعها وحدائقها منفثاً لإفراغ مخزون قيودهم ... وعقدهم فيتحللون من قواعد السلوك السوي ويتلاوطون كالكلاب الضالة.
أربعة أيام مرت وعمر حمودة يتعاطى الشذوذ في حدائق استنبول، إلى أن سرقه أحدهم فخلت جيوبه من النقود، وفي الحال قرر تنفيذ خطته التي رسمها مرات ومرات في خياله قبل أن يغادر مطار القاهرة.
وعندما سأل موظف الاستقبال في البنسيون عن مكان السفارة الإسرائيلية قال له إن السفارة في العاصمة أنقرة، أما القنصلية الإسرائيلية فمقرها في استنبول.
كانت نيته مبيتة بالفعل على اتخاذ خطوته المجنونة... لذلك لم يحاول البحث عن عمل أو يسعى من أجل ذلك... فالفكرة كانت قد اختمرت برأسه وأصبح من الصعب أن يتراجع، وعندما شرع في التنفيذ، لم يطلب القنصلية تليفونياً بل ذهب اليها بنفسه فوجد بابها موصداً، وفكر في الرجوع ثانية إلى البنسيون لكنه بعدما خطا عدة خطوات عاد ثانية ودق الجرس، فانفتح الباب فجأة وصدمته المفاجأة، لكنه تسمر مكانه أمام حارس الأمن الذي كرر السؤال عليه عدة مرات:
Ø ماذا تريد؟
وفشل في أن يجيب إجابة مفهومة وتعثر في النطق بينما كانت يده تبحث عن ورقة تنقذه من ورطة الموقف. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:45 pm | |
| إبراهام موشيه
..زعيم شبكة الـ "36".. !!
وقف "روبرتو بيترو" أمام ضابط الجوازات في مطار بغداد الدولي وهو يقول: لماذا هذا التأخير يا سيدي؟ أجابه الضابط بأنها إجراءات أمنية بسيطة لن تستغرق كثيراً.
وسأله: كم مرة جئت إلى بغداد من قبل؟
سريعاً أجابه الإيطالي المتذمر: إنها زيارتي الأولى للعراق، وقد جئت مندوباً عن شركة أنتراتيكو للمقابض في روما. لأعرض إنتاجنا على رجال الأعمال هنا، وأبحث إمكانية إقامة جناح لنا بسوق بغداد الدولي.
سلمه الضابط جواز سفره مصحوباً بتمنياته الطيبة، فشكره روبرتو وغادر المطار، ليستقل تاكسياً إلى فندق ريجنسي بوسط بغداد. وفي حقيقة الأمر لم يكن روبرتو هذا سوى ضابط مخابرات إسرائيلي.
مولتي تشاو
ولد لأب يهودي إيطالي وأم هنغارية، وعاش سني مراهقته في الشمال بمدينة "تريستا" الساحرة المطلة على بحر الإدرياتيك، وخدعته الدعاية اليهودية عن أفران الغاز التي التهمت ستة ملايين يهودي في ألمانيا، وبهرته شعارات الصهيونية والحياة الرغدة لليهود في إسرائيل، فهاجر إليها مع أمه رينالدا بعد وفاة أبيه.
هناك خدم في جيش الدفاع الإسرائيلي ثم في جهاز الشين بيت "الأمن الداخلي"، وأظهر كفاءة عالية في قمع الفلسطينيين، وتجنيد بعض الخونة منهم لحساب الجهاز بعد إجادته التامة للغة العربية.
لكن حادثاً مفاجئاً قلب حياته بعد ذلك رأساً على عقب، إذ ضبط أمه عارية في أحضان يهودي يمني، تمكن من الهرب بسرواله تاركاً بقية ملابسه، فأصيب بنكسة نفسية كبيرة، إذ كانت أمه تمثل لديه صورة رائعة لكل معاني الحب والكمال، ولم يتصور أن امرأة مثلها في التاسعة والأربعين، قد تسعى إلى طلب الجنس، وتتعاطاه مع السائق اليمني.
لحظتئذ... قرر ألا يعيش في تل أبيب، وقدم استقالته من عمله وحمل حقيبته عائداً إلى مسقط رأسه، عازماً على أن يعيش بقية حياته أعزباً، فطالما خانت أمه فلا أمان ولا ثقة بامرأة أخرى.. !!
لكن مايك هراري ضابط الموساد الإسرائيلي الذي كان يبحث عن ذوي الكفاءات المخلصين لـ "يطعم" بهم أقسام الموساد المختلفة، جد في البحث عن "روبرتو بيترو" حتى أدركه في تريستا، إلا أنه فشل في إقناعه بالعودة معه إلى إسرائيل، وتركه أربعة أشهر ورجع إليه ثانية ليخبره بوفاة أمه، ويجدد دعوته له بالعمل معه في الموساد.
استطاع هراري بعد جهد العودة بروبرتو إلى تل أبيب، وألحقه فوراً بأكاديمية الجواسيس ليتخرج منها بعد ستة أشهر جاسوساً محترفاً، يجيد كل فنون التجسس والتنكر والتمويه والقتل، عنده القدرة على تحمل صنوف التعذيب المختلفة، وأساليب الاستجواب الوحشية لإجباره على الاعتراف، إذا ما سقط في قبضة المخابرات العربية.
فقد اكتشف خبراء الموساد مقدرته الفذة على مقاومة الألم، إلى جانب ذكائه الشديد وإجادته الإقناع بوجهه الطفولي البريء، الذي يخفي قلباً لا يعرف الرحمة.
كل هذا... يضاف إلى خبرته التي لا حدود لها في عالم الإلكترونيات، وتكنولوجيا الاتصالات، وموهبته الفائقة في تطوير أجهزة اللاسلكي، التي يستخدمها الجواسيس في بث رسائلهم.
ومنذ وصل روبرتو لفندق ريجنسي، تتبعه السيارة الماسكوفيتش، وعقله لا يكف عن التفكير في من ذا الذي يراقبه ويقتفي أثره؟ أيكون ضابط مخابرات عراقياً ؟ أم أحد أعضاء الشبكة؟
استبدل ملابسه على عجل وخرج من باب الفندق يمسح المكان بعيني صقر باحثاً عن الماسكوفيتش فلا يجد لها أثراً، وفي شارع السعدون توقف أمام إحدى الفترينات وتأكد من خلال زجاجها العاكس بأن هناك من يراقبه، فاختفى فجأة بمدخل إحدى البنايات وتسمر مكانه في الظلام، وبعد برهة يدلف شبح مسرعاً فيصطدم به، وقبل أن تهوي على رأسه قبضة روبرتو الحديدية، يصيح الشبح على الفور: "مولتي تشاو".
إنها كلمة السر المتفق عليها، ليس في بئر السلم، ولكن بمكتب الخدمات العامة، الواقع على بعد عدة بنايات ويمتلكه إبراهام موشيه، الذي كان يراقب روبرتو بنفسه، وأوشك الأخير أن يحطم فكه بقبضته.
الحب المحرم
لم يكن موشيه يهودياً عراقياً فحسب، بل زعيماً محترفاً لشبكة جاسوسية إسرائيلية داخل العراق، استطاع أن يمد نشاطه حتى الكويت وسوريا، متخذاً من عمله في التجارة والاستيراد ستاراً يخفي وراءه حقيقته، وكانت له قصة مثيرة تستحق منا أن نسردها، ونتتبع معاً كيف انجرف مستسلماً في تيار "الخيانة" منذ صباه، مضحياً بكل شيء في سبيل الوصول إلى مأربه، ضارباً عرض الحائط بالأمانة والشرف.
كانت بدايته في ضاحية دوما بالقرب من دمشق. ولد لأم يهودية سورية، وأب يهودي عراقي يعمل دباغاً للجلود، امتلك ناصية الحرفة، وأقام مدبغة في بغداد بعد ستة أعوام من العمل الجاد في سوريا، إذ هرب فجأة إلى موطنه الأصلي ومعه أسرته الصغيرة، بعد ما اتهم باغتصاب طفل مسيحي دون العاشرة، فعاش في بغداد يحاصره الخوف من مطاردة أسرة الغلام أو السلطات السورية. لكنه لم يرتدع بعد هذه الحادثة، إذ واجهته هذه المرة تهمة اغتصاب طفل آخر في بغداد.
ولأنه أثرى ثراء فاحشاً، دفع مبلغاً كبيراً لوالد الطفل رقيق الحال، فتبدلت الأقوال في محضر الشرطة، وخرج موشيه ببراءته، ليمارس شذوذه على نطاق أوسع مع غلمان مدبغته، إلى أن وجدت جثته ذات يوم طافية بأحد الأحواض المليئة بالمواد الكيماوية المستخدمة في الدباغة، وكان ابنه إبراهام وقتئذ في الثانية عشرة من عمره، وأخته الوحيدة ميسون على أعتاب السابعة.
باعت أمها المدبغة وهربت بثمنها إلى مكان مجهول مع السمسار اليهودي الذي جلب لها المشتري، وتركتهما يواجهان مصيرهما لدى عمهما البخيل، ويتذوقان على يديه صنوف القهر والقسوة كل لحظة.
وأمام تلك المعاناة... ترك إبراهام مدرسته، والتحق بالعمل كصبي بورشة لسبك الفضة يمتلكها تاجر يهودي، بينما عملت أخته كخادمة بمنزل عمها مقابل الطعام، واكتشف إبراهام ميلا لديه للسرقة، فمارس هوايته بحذر شديد في سرقة المعدن الخام قبل سبكه ووزنه دون أن يلحظه أحد.
وما أن بلغ مرحلة المراهقة باندفاعها وطيشها، حتى ظهرت عنده أعراض الشذوذ كوالده، وإن كانت تختلف في الأسلوب والاتجاه، وكانت ضحيته الأولى..أخته التي كان ينام معها في فراش واحد بإحدى الحجرات المنعزلة، فكان يحصل منها على نشوته الكاملة وهي تغط في سبات عميق.
وذات ليلة ... استيقظت ميسون على غير العادة، ولاذت بالصمت المطبق تجاههه عندما أحست به يتحسس جسدها، فهو شقيقها الذي يحنو عليها، ويجيئها بالملابس الجديدة والحلوى، ويدافع عنها ضد جبروت عمه وزوجته، ويطلب منها دائماً الصبر على قسوة الظروف، طائراً بها في رحلات خيالية بعيداً عن منزل عمهما، فكانت لكل ذلك تسكت عليه.
ولما ظهرت عليها صفات الأنثى وعلتها مظاهر النضوج، استشعرت لذة مداعباته التي أيقظت رغباتها، فتجاوبت معه على استحياء شديد في البداية، إلى أن استفحل الأمر بينهما للمدى البعيد العميق، فهرب بها إلى البصرة، بين أمتعتهما صندوق عجزا عن حمله، كان بداخله خام الفضة الذي سرقه على مدار عشر سنوات كاملة من العمل بالمسبك.
وهناك ... معتمداً على خبرته الطويلة، أقام مسبكاً خاصاً به بحصيلة مسروقاته، واكتسب شهرة كبيرة بين التجار، وأثرى ثراء فاحشاً بعد أربع سنوات في البصرة.
كانت ميسون في ذلك الوقت قد تعدت التاسعة عشرة، جميلة يانعة تحمل صفات أمها الدمشقية، ذات جسد ملفوف أهيف، ووجه أشقر تتوجه خيوط الذهب الناعمة، عيناها الناعستان كحبتي لؤلؤ تتوسطهما فيروزتان في لون البحر، وفم كبرعم زهرة يكتنز بالاحمرار والرواء، وأنوثة طاغية تشتهيها الأعين وما ذاقها إلا إبراهام.
بيد أن الحب له طعم آخر، ولسع بديع يداعب الخيال، فتعزف الخفقات سيمفونية رائعة من أغاني الحياة.
فعندما أحبت ميسون جارها وتمكنت منها المشاعر، هربت كأمها مع الحبيب إلى أقصى الشمال... إلى الموصل، فتزوجته مخلفة وراءها إبراهام يلعق الذكريات ويكتوي بنار الوحدة، تنهشه أحزانه فيتخبط مترنحاً، وتميد به الخطوات تسعى إلى حيث لا يدري، ويتحول إلى إنسان بائس.. ضعيف وحيد.
في هذا المناخ يسهل جداً احتواؤه بفتاة أخرى، تشفق عليه وتقترب منه عطوفة رقيقة، وهذا بالفعل ما حدث، إذ قربته "راحيل" إليها، ولازمته في قمة معاناته للدرجة التي يصعب عليه الابتعاد عنها.
ولأنها ابنة يهودي يعمل لحساب الموساد، وكان لها دور فعال في نشاطه التجسسي، استطاعت أن تضمه بسهولة إلى شبكة والدها. ولم لا... ؟ إنه خائن بطبعه منذ الصغر، استلذ الخيانة عشر سنوات مع صاحب المسبك، وخان الشرف والأمانة عندما انتهك حرمة أخته، ذابحاً عفافها غير مبال بالدين أو القيم، فإن مثله معجون بالخيانة، ليس يصعب عليه أن يخون الوطن أيضاً، فكل القيم عنده طمست معالمها وغطاها الصدأ.
لقد بدت سهلة رحلته مع الجاسوسية بعدما تزوج من راحيل، وأخضع لدورات عديدة صنعت منه جاسوساً، فانتقل إلى بغداد ليمارس مهامه الجديدة. ولم يكن يدرك أبداً أن شبكته التي سيكونها فيما بعد، ستكون أشهر شبكات الجاسوسية في العراق قاطبة. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:47 pm | |
| الجاسوس يتكلم
الحدث الأبرز في تلك الجلسة التي عقدت بتاريخ 21/5/2000 هي الأحكام التي صدرت على كمال حماد و حسام حماد . والأهم تجريمهما بالتهم المنسوبة لهما في قضية الاغتيال .
و كما هو متوقع صدر الحكم بإعدام المتهمين كمال و حسام رمياً بالرصاص حتى الموت ، و مصادرة أموالهما المنقولة وغير المنقولة أينما وجدت . بعد أن ثبت لهيئة المحكمة جمع تلك الثروة بطريقة غير مشروعة وأن عملهما مع المخابرات الصهيونية سهّل لهما جمع تلك الثروة (خصوصاً المتهم الأول كمال حماد) .
القاضي العسكري عبد العزيز وادي قال إنه ثبت للمحكمة بالأدلة القاطعة التي لا يشوبها أي شك ارتكاب المتهم الأول كمال حماد و الثاني حسام حماد ، الفارين من وجه العدالة لفعلة التخابر مع الموساد الصهيوني وتقديم كافة التسهيلات التي طلبها الموساد لوضع العبوة الناسفة في جهاز الهاتف النقال الذي اشتراه كمال حماد ووضعه بتصرّف ابن شقيقته أسامة حماد بسبب معرفته بوجود الشهيد عياش في منزل أسامة مختبئاً . (يلاحظ هنا عدم الدقة لدى المحكمة في تحديد اسم جهاز الأمن الصهيوني المسؤول عن تنفيذ اغتيال عياش وهو الشاباك ، بينما جهاز الموساد مختص بالعمل الاستخباري الخارجي ، وإن كان هناك تعاون وثيق بين أجهزة المخابرات ووحدات الجيش الصهيوني المختلفة) .
وثبت لهيئة المحكمة أن خطة الموساد كان إجبار عياش أو ذويه على استخدام الهاتف النقال في الوقت المناسب لاغتيال عياش وهو ما حدث في الساعة السابعة من يوم 15/1/1996 ، عندما اتصل والد عياش وتعطّل أثناء المكالمة الهاتف الثابت، فاتصل والد عياش به على الهاتف النقال، وهذا ما كان ينتظره الموساد ، حيث فجّرت العبوة الناسفة و استشهد المهندس .
ولا نعرف إذا كان العميلان كمال وحسام ، كانا يتابعان مجريات المحكمة ، أو يهمهما قرارها ، فهما اختارا مصيرهما عندما قررا الفرار إلى تل أبيب و منحهما بطاقات هوية صهيونية ، وربما قبل ذلك بكثير عندما ارتبطا بأجهزة الأمن الصهيونية، ولكن على الأقل فإن كمال حماد وهو المجرم الرئيس في قضية اغتيال عياش كان مشغولاً بأموره الخاصة في تل أبيب بعد أن اتهم حكومة (إسرائيل) بالتخلي عنه .
من الصعب معرفة الأسباب التي أدّت لكمال حماد وهو المقاول الثري للتورّط مع الشاباك في عمل مثل اغتيال عياش ، ولا يمكن من خلال معرفة ما أُجري معه من الأحاديث التي أدلى بها للصحافة الصهيونية بعد هروبه من غزة (وتخلّي الشاباك عنه) أن تعطي صورة عن تلك النوعية من (البشر) التي لا تكتفي بالتعامل مع العدو بل تعمل على المشاركة في أعمال شكّلت صدمات لا تنسى للوعي الجمعي كاغتيال يحيى عياش ، الرمز الفلسطيني الذي لا يتكرّر بسهولة .
ولكنها يمكن أن تعطي صورة لما سيكون عليها العميل ، ربما أي عميل ، بعد أن يؤدّي ما طلب منه ، ولا يبقى له أي فائدة ترجى . مثلاً نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت يوم الجمعة 22/8/1997 ، عما جرى في يوم 15/1/1996 عندما انفجر الجهاز الخليوي في جسد عياش .
تقول الصحيفة إن كمال حماد ، كان في يافا وبعد ساعتين من الاغتيال ظهر في موقع للبناء في شارع (مخلول - يوفي 5) وحضر للموقع للإشراف على البناء الذي تقوم به شركته ، وسمع النبأ من الراديو في ساعات بعد الظهر ، وكما هو متوقع فإنه أحد المعنيين الرئيسين في الحادث .
وحسب رواية الصحيفة فإنه سارع للاتصال بزوجته الشابة سامية وطلب منها مغادرة غزة والقدوم إليه على الفور إلى تل أبيب ، ولأنه كان ، من قبل الحادث ، يخطّط للسفر إلى أمريكا لزيارة ولده أيمن الذي أرسله للدراسة هناك ، ولكنه ، حسب الصحيفة بدّد (أيمن) النقود التي كانت معه ، ويريد كمال الوقوف بنفسه على أوضاع ابنه .
وكان قرار السفر الفوري أكثر ما يناسب شخصاً في مثل وضعه ، فصعد وزوجته الشابة سامية على أول طائرة متجهة إلى أمريكا قبل أن يعرف أحد تورّطه في اغتيال المهندس .
تقول الصحيفة إن كمال ، الذي اختفى في الولايات المتحدة ، كان عليه أن يواجه (الضربة القاسية التي ألمت به ، لقد توقف المقاول الثري في منتصف مشروع بناء) .
و تضيف : (لقد فوجئ أصحاب المشروع حين اتضح لهم أن المقاول هرب إلى الخارج في منتصف مشروع بناء ، وفوجئ أصحاب المشروع حين اتضح لهم أن المقاول هرب إلى خارج البلاد في أعقاب مقتل المهندس) .
كمال حماد كان في أمريكا بعد حادث الاغتيال المدوّي والذي تردّد رجع صداه في العالم العربي وفي العالم وربما لم تخلُ صحيفة أو وسيلة إعلام تهتم بالسياسية بموضوع عنه . وفي غزة تم اعتقال عددٍ من أقاربه منهم شقيقه محمود و ابن أخيه أكرم حماد و أخ زوجته الثانية عبلة .
وأفرجت السلطة عن شقيقه محمود الذي اتضح للسلطة أنه ليس له علاقة بحادث الاغتيال ولم يكن يعلم به ، وحسب الصحيفة فإن السلطة طلبت من محمود المغادرة من (أجل سلامته) ، فأخذ عائلته المكوّنة من زوجتين و 12 ابناً و انتقل للسكن في بيتٍ كان شقيقه كمال بناه في يافا ، ولم تكن حياته هانئة في يافا فسكان الحي الذي سكن فيه لم يقبلوا أن يعيش بينهم أفراد من عائلات (المتعاونين) ، وهي التسمية التي يطلقها الإعلام الصهيوني على عملاء أجهزة الأمن الصهيونية من الفلسطينيين والعرب ، فانتقل ، في نهاية حزيران 1996 إلى فندق ثم دبّر نفسه في سكن آخر .
وقرّرت زوجة كمال حماد الأولى فاطمة البقاء في غزة ، أما زوجته الثانية عبلة فغادرت غزة ، على الأغلب بسبب مضايقات تعرّضت لها بسبب زوجها الفار ، وانتقلت للعيش ، منفصلة عن زوجها ، في (إسرائيل) .
وحسب تقديرات يديعوت ، لدى نشر تقريرها في أواخر آب 1997 فإن نحو (70) فرداً من عائلة حماد انتقلوا للعيش في (إسرائيل) مغادرين غزة . وفي ذلك التقرير ذكرت الصحيفة أن ابن كمال حماد أيمن غادر الولايات المتحدة ، وأصبح متجولاً في العالم ، وأما كمال فإن ديونه تزايدت ، ولم يكن في نية أية جهة في (إسرائيل) مساعدته في سداد ديونه التي تتزايد ، فباع أملاكه ، في يافا بخسارة ، وكانت أملاكه التي قدّرها الصحافيان بعشرين مليون دولار قد صودرت . وكان حماد ، المقاول الثري سابقاً والعميل لأحد أقوى ، أو أنشط ، أجهزة المخابرات في العالم يدخل (في وضع نفسي سيئ ، بسبب الحالة التي وصل إليها وبسبب فقدان عقاراته و ممتلكاته) . وأصبح نموذجاً لما يمكن أن يشير إليه الفلسطينيون ، بأنه النهاية المتوقعة (لكلبٍ باع ضميره وخان شعبه وفقد شرفه) .
وكانت الأزمة التي يعيشها حماد تتصاعد ، وذهبت طلباته من (إسرائيل) بتعويضه على الأقل عن أملاكه التي صودرت في غزة ، أدراج الرياح ، وفي 4/11/1999 كان يتم إخلاءه من الشقة التي سكن بها ، بعد أن وصلت أزمته المالية منتهاها . ولم يعد قادراً على دفع أجرتها .
واختار أن يدلي بحديث للصحافي (يوأب ليمور) من صحيفة معاريف العبرية نشرت في نفس ذلك اليوم ، في محاولة منه للفت الرأي العام الصهيوني ، على ما يبدو ، لمأساته .
قال حماد : (لقد أصدرت دولة "إسرائيل" ضدّي حكماً بالإعدام والآن تريد أن تدوس على الجثة ، لقد قدّمت حياتي من أجل الدولة واليوم أجد نفسي في الشارع مع عائلتي ، هل هذا هو الأسلوب الصحيح ؟ فكّرت بأن الحديث يدور عن دولة سليمة ولكن كلّ شيء كان مجرّد خدعة ، توصلت إلى حالة افتقدت فيها إلى النقود لدفع إيجار الشقة ومن أجل توفير لقمة الخبز لأولادي وتعليمهم ، لماذا يفعلون بي هكذا ؟) .
ويقول الصحافي الذي أجرى المقابلة إن كمال حماد يعيش في خوفٍ دائم على حياته ولهذا رفض التقاط صور له . ووجّه حماد شكواه ضد (إدارة تأهيل المتعاونين) في مكتب رئيس الحكومة الصهيونية . التي خدعته طوال الوقت كما قال في حديثه للصحيفة . وأهانته باستمرار وكذبت عليه ولم تلتزم بالدفع له .
ويقول حماد عن هذه الإدارة (إن ما يفعلونه بي أكثر سوءاً من التنكيل إنه قتل ، قال لي كبار في الشاباك إن على هذه الدولة أن تقبّل قدميك ، ولكن بدلاً من ذلك ينكلون بي وبعائلتي ، لم أكن أفكّر حتى في أسوأ أحلامي أن هذا سيحدث ولكن هذا الكابوس ينمو ويكبر يوماً إثر يوم) .
وتحدّث حماد عن علاقته مع أجهزة الأمن الصهيونية ، وحسب قوله فإنه في منتصف الثمانينات من القرن العشرين ، نظّم لقاءات في بيته في غزة بين قادة الإدارة المدنية الصهيونية وكبار في أجهزة الأمن الصهيونية وبين وجهاء من غزة لطرح ما يسميه مشاكل السكان | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:47 pm | |
| فضيحة لافون
أحد أشهر عمليات المخابرات على المستوى المصري – الإسرائيلي وربما على المستوى العالمي أيضا، جرت العملية في أوائل الخمسينيات في مصر بعد قيام ثورة يوليو 1952، يطلق عليها أيضا "فضيحة لافون" في إشارة إلى بنحاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق غير أن الإسم الحقيقي للعملية هو "سوزانا". تم التخطيط للعملية بحيث يقوم مجموعة من الشباب الإسرائيلي المدرب بتخريب بعض المنشأت الأمريكية الموجودة في مصر بهدف زعزعة الأمن المصري وتوتير الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة. الخلفية السياسية لوضع اسرائيل عام 1954 كان بن جوريون أحد أشهر الشخصيات الإسرائيلية وزيرا للدفاع ورئيسا للوزراء وفي هذا العام أستقال بن جوريون من رئاسة الوزارة ووزارة الدفاع، وتوجه الى الاستيطان في كيبوتس (مستوطنة) سد بوكر في النقب. وجاء بدلا منه موشي شاريت في رئاسة الوزراء وبنحاس لافون في وزارة الدفاع، في الوقت الذي أصبح وضع اسرائيل دوليا في منتهى التعقيد، فالاتحاد السوفييتي أصبح دولة عظمى معادية، وبريطانيا على وشك سحب قواتها المرابطة في منطقة السويس، والادارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ايزنهاور تنكرت جزئيا لاسرائيل، على أمل فتح قنوات جديدة مع النظام المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر. وكان الإعتقاد السائد لدى إسرائيل في هذا الوقت هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها المهدورة في حرب 1948، وستستعد لحرب جديدة ضد اسرائيل، ولذلك فمن الأفضل توجيه ضربة وقائية لمصر قبل أن تتسلح بالعدة والعتاد. وبناء على هذا الإعتقاد وضعت المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي – وهي المختصة بتفعيل شباب اليهود - خطة للتخريب والتجسس في مصر تقوم باعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، وكان الأمل معقودا على أن تؤدي هذه الأعمال الى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وعدول بريطانيا عن اجلاء قواتها من السويس. وبالفعل تم تشكيل المجموعة وأطلق عليها الرمز (131) وتم تعيين المقدم موردخاي بن تسور مسؤولا عن الوحدة عام 1951، وكان بن تسور هو صاحب فكرة انشاء شبكات تجسس في مصر، ولذلك قام بتجنيد الرائد "أبراهام دار" الذى ارتحل على الفور إلى مصر ودخلها بجواز سفر لرجل أعمال بريطاني يحمل اسم "جون دارلينج".
فضيحة لافون (عملية سوزانا2)
بداية العملية: عبر اللاسلكي أرسل إلى الخلية في مصر برقية توضح أسلوب العمل كالتالي: Ø أولا: العمل فورا على الحيلولة دون التوصل إلى إتفاقية مصرية بريطانية. Ø الأهداف: المراكز الثقافية والإعلامية 1. المؤسسات الإقتصادية 2. سيارات الممثلين الدبلوماسيين البريطانيين وغيرهم من الرعايا الإنكلبز. 3. أي هدف يؤدي تدميره إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبريطانيا Ø ثانيا: أحيطونا علما بإمكانيات العمل في منطقة القناة. Ø ثالثا: استمعوا إلينا في الساعة السابعة من كل يوم على موجه طولها (g) لتلقي التعليمات... وفيما بعد أتضح أن الموجه (g) هي موجة راديو إسرائيل وأن السابعة هي الساعة السابعة صباحا وهو موعد برنامج منزلي يومي كانت المعلومات تصل عبره يوميا إلى الشبكة .. وعندما أذاع البرنامج طريقة "الكيك الإنجليزي" كانت هذه هي الإشارة لبدء العملية..!!. وفي يوم الأربعاء الثاني من يوليو 1954، أنفجرت فجأة ثلاثة صناديق في مبنى البريد الرئيسي في الاسكندرية ملحقين أضراراً طفيفة وعثرت السلطات المصرية على بعد الأدلة عبارة عن: Ø علبة اسطوانية الشكل لنوع من المنظفات الصناعية كان شائعا في هذا الوقت أسمه "فيم". Ø جراب نظارة يحمل أسم محل شهير في الإسكندرية يملكه أجنبي يدعي "مارون أياك".
وكان من تولى التحقيقات هو الصاغ ممدوح سالم وزير الداخلية فيما بعد ثم رئيس الوزراء ثم مساعد رئيس الجمهورية! وبعد الفحص تبين أن العلبة الإسطوانية كانت تحتوى على مواد كيميائية وقطع صغيرة من الفوسفور الأحمر، ولأن الخسائر لم تكن بالضخامة الكافية فقد تجاهلت الصحافة المصرية الموضوع برمته. وفي الرابع عشر من يوليو انفجرت قنبلة في المركز الثقافي الأمريكي (وكالة الإستعلامات الأمريكية) في الاسكندرية. وعثر في بقايا الحريق على جراب نظارة مماثل لذلك الذى عثر عليه في الحادث الأول، غير أن السلطات المصرية رأت أن الشبهات تنحصر حول الشيوعيين والأخوان المسلمين. وبرغم أن الصحافة لم تتجاهل الموضوع هذه المرة لكنها أشارت إلى الحريق بإعتباره ناتج عن "ماس كهربائي"!. وفي مساء اليوم نفسه أنفجرت قنبلة آخرى في المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة وعثر على جرابين من نفس النوع يحتويان على بقايا مواد كيميائية. وفي الثالث والعشرين من يوليو (الذكرى السنوية الثانية للثورة) كان من المفترض وضع متفجرات في محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري السينما (مترو وريو) في الاسكندرية، غير أن سوء الحظ لعب دوره وأشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما ريو فأنقذه المارة ولسوء حظه تواجد رجل شرطة في المكان تشكك في تصرفاته فاصطحبه إلى المستشفى بدعوى إسعافه من أثار الحريق وهناك قال الأطباء أن جسم الشاب ملطخ بمسحوق فضي لامع وأن ثمة مسحوق مشابه في جراب نظاره يحمله في يده ورجح الأطباء أن يكون الاشتعال ناتج عن تفاعل كيميائي. وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة آخرى عليها أسم "مارون أياك" صاحب محل النظارات. وتم إعتقاله، وقال أن أسمه فيليب ناتاسون يهودي الديانه وعمره 21 عام وجنسيته غير معروفه، وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن الحرائق. وعثر في منزله على مصنع صغير للمفرقعات ومواد كيميائيه سريعة الإشتعال وقنابل حارقة جاهزة للإستخدام وأوراق تشرح طريقة صنع القنابل. وبناء على أعترافات ناتاسون تم القبض على كل من: Ø فيكتور موين ليفي مصري الجنسية يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عام مهندس زراعي. Ø روبير نسيم داسا مصري المولد يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عاما يعمل في التجارة.
وأمام المحققين أصر الثلاثة على أنهم يعملون بشكل فردي دون محرضين أو ممولين، أم الأسباب فهي "حبهم لمصر ومساهمة في قضيتها الوطنية ولكي يعرف الإنجليز والأمريكان أنهم سيخرجون من مصر بالقوة والإرهاب!!". وحينما سؤلوا: لماذا أحرقتم مبنى البريد وهو ملك المصريين .. لم يجدوا جوابا! وقبل أن تنتهى التحقيقات جاء تقرير للمعمل الجنائي يثبت العثور على شرائح ميكروفيلم في منزل فيليب ناتاسون، وثبت فيما بعد أن هذه الشرائح دخلت مصر قادمة من باريس بالتتابع بأن لصقت على ظهور طوابع البريد! ولأن الميكروفيلم كان أعجوبة هذا العصر وكان قاصرا فقط على أجهزة المخابرات وشبكات التجسس فقد بدأت شبهة التجسس تحوم حول العملية. وبعد تكبير الشرائح، بوسائل بدائية، أتضح أنها تحتوى على سبع وثائق عن تركيب وأستعمال القنابل الحارقة إضافة إلى شفرة لاسلكي وأشياء آخرى.
فضيحة لافون (عملية سوزانا3)
وبمواصلة التحريات تم القبض على: Ø صمويل باخور عازار يهودي الديانة يبلغ من العمر 24 عام مهندس وهو مؤسس خلية الإسكندرية وزعيمها لبعض الوقت قبل أن يتنازل عن الزعامة لفيكتور ليفي الذي يفوقه تدريبا. ومن أعترافات عازار وصلت السلطات إلى ماير موحاس ذو الأصل البولندي وهو يهودي الجنسية عمره 22 عام يعمل كوسيط تجاري (مندوب مبيعات). وكان أخطر ما أعترف به موحاس هو إشارته إلى جون دغرايغ أو ابراهام دار الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت. كما كشف ميوحاس عن الطبيب اليهودي موسى ليتو وهو طبيب جراح وهو مسؤول فرع القاهرة، وتم القبض عليه ومن أعترفاته تم القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلي جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلي كوهين الجاسوس الشهير الذى أفرج عنه فيما بعد.
وأعدت النيابة قرار الإتهام كالتالي:
1. إبراهام دار (جون دارلينج) ضابط بالمخابرات الإسرائيلية – هارب – مؤسس التنظيم. 2. بول فرانك – هارب – المشرف على التنظيم. 3. ماكس بينيت حلقة الإتصال بين الخارج والداخل. 4. صمويل عازار مدرس بهندسة الإسكندرية مسؤول خلية الإسكندرية في البداية. 5. فيكتور مويز ليفي مسؤول خلية الإسكندرية عند القبض عليه. 6. د. موسى ليتو مرزوق طبيب بالمستشفى الاسرائيلي مسؤول خلية القاهرة. 7. فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل مسؤولة الاتصال بين خلايا التنظيم. 8. ماير ميوحاس مسؤول التمويل في خلية الاسكندرية. 9. فيليب هرمان ناتاسون عضو. 10. روبير نسيم داسا عضو. 11. إيلي جاكوب نعيم عضو. 12. يوسف زعفران عضو. 13. سيزار يوسف كوهين عضو.
بعد الفضيحة
في أعقاب سقوط الشبكة في مصر وما صاحبها من دوي عالمي أصدر موشي ديان رئيس الأركان في ذلك الوقت قرارا بعزل مردخاي بن تسور من قيادة الوحدة 131 وتعيين يوسي هارئيل بدلا منه فما كان من الأخير الا أن اتخذ أحد أكثر القرارات غرابة في تاريخ المخابرات بأن استدعى جميع العملاء في البلاد العربية وأوقف جميع النشاطات.
المحاكمة:
في الحادي عشر من ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة في محكمة القاهرة العسكرية التي أصدرت أحكامها كالتالي: Ø الإعدام شنقا لموسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار (تم تنفيذ الحكم في 31 يناير 1955). Ø الأشغال الشاقة المؤبدة لفيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون. Ø الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لفيكتورين نينو وروبير نسيم داسا. Ø الأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس. Ø براءة إيلي جاكوب نعيم وسيزار يوسف كوهين. Ø مصادرة أجهزة اللاسلكي والأموال وسياراة ماكس بينيت. Ø وتجاهل الحكم ماكس بينت لأنه كان قد أنتحر في السجن!، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام.
فضيحة لافون (عملية سوزانا4)
في أعقاب المحاكمة حاولت إسرائيل استرضاء مصر للإفراج عن التنظيم بعد أن وصل الشارع الإسرائيلي الى مرحلة الغليان، والعجيب أن الولايات المتحدة وبريطانيا اشتركتا في هذا الطلب فقد بعث الرئيس الأمريكي ايزنهاور برسالة شخصية الى الرئيس عبد الناصر يطلب الإفراج عن المحتجزين "لدوافع إنسانية" وبعث أنتوني إيدن وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولين فرنسيين بخطابات وطلبات مماثلة غير أنها جميعا قُوبلت بالرفض المطلق. وقالت وكالة الأنباء الإسرائيلية وقتها أن "هذا الرفض يعد صفعة على أقفية حكام الغرب ويدل على أن مصر تمضي في طريقها غير عابئة بغير مصلحتها". وفي 31 يناير 1955 تم تنفيذ حكمي الإعدام في موسى ليتو مرزوق (دُفن بمقابر اليهود بالبساتين) وصمويل بخور عازار (دُفن بمقابر اليهود بالإسكندرية) وعلى الفور أعلنهما موشي شاريت "شهداء".. ووقف أعضاء الكنيست حددا على وفاتهما وأعلن في اليوم التالي الحداد الرسمي ونكست الأعلام الإسرائيلية وخرجت الصحف بدون ألوان وأطلق أسما الجاسوسين على شوارع بئر سبع.
وأستمرت الفضيحة في إسرائيل..
فقد أتضح أن موشي شاريت رئيس الوزراء لم يكن على علم بالعملية على الإطلاق!، وكان لابد من كبش فداء وأتجهت الأنظار الى بنحاس لافون وزير الدفاع الذى أنكر معرفته بأى عملية تحمل أسم "سوزانا"! .. وتم التحقيق معه لكن التحقيق لم يسفر عن شئ. وأستقال بنحاس لافون من منصبه مجبرا وعاد بن جوريون من جديد لتسلمه، كما عزل بنيامين جيلبي مسئول شعبة المخابرات العسكرية ليحل محله نائبه هركافي. وفي بداية عام 1968 تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو. وأستقبلوا في إسرائيل "إستقبال الأبطال" وحضرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بنفسها حفل زفاف مرسيل نينو بصحبة وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان. وتم تعيين معظم هؤلاء الجواسيس في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية. وبعد 20 سنة من أحداث عملية سوزانا ظهرت مارسيل نينو وروبير داسا ويوسف زعفران للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الإسرائيلي وهاجموا الحكومات الإسرائيلية التى لم تكلف نفسها عناء البحث عن طريقة للإفراج عنهم!!. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:47 pm | |
| الجاسوس بهجت يوسف حمدان
الجاسوس يعترف : لقد دربوني جيداً في أوروبا. . بحيث لا أسقط أبداً. . !!!
ولد بهجت يوسف حمدان بالإسماعيلية في 24 ديسمبر 1932 لأب ثري يعمل في التجارة اجتهد في عمله لتأمين حياة كريمة لأسرته. مضحياً بكل ما لديه في سبيل تعليم أولاده وتبوئهم مناصب مرموقة في المجتمع.
وأمضى بهجت طفولته على شاطئ القناة في المدينة الجميلة الساحرة. . ولما حصل على الشهادة الاعدادية كان والده قد قرر الانتقال نهائياً إلى القاهرة بعدما توسعت تجارته واشتهر اسمه . . فالتحق بهجت بمدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية . . وتبلورت شخصيته بها وظهر حبه وولعه بالرسم والفنون . . للدرجة التي جعلته يهرب كثيراً من المدرسة ليزور المتاحف والمعارض الفنية. . وكان ينفق مصروفه على شراء الألوان وأدوات الرسم، الأمر الذي استدعى تدخل والده لصرفه عن هوايته التي رآها الأب مضيعة للوقت على حساب مستقبله.
وفي عام 1950 نال بهجت حمدان شهادة الثانوية العامة بصعوبة. . واتجهت نيته إلى الالتحاق بأحد المعاهد الفنية لتنمية موهبته. . لكن الأب عارض بشدة مصراً على تعليمه كأبناء الباشوات. . وأرسل به إلى ألمانيا الغربية لدراسة الهندسة المعمارية في جامعاتها.
وأمام رغبة الأب وإصراره.. حزم الشاب حقائبه وطار إلى ميونيخ وفي نفسه غصة لضياع حلمه في أن يكون رساماً.
وفي ميونيخ تصدع عقل الفتى الأغر .. فقد وجد نفسه فجأة بداخل مجتمع غريب عن طبيعته كشرقي. . مجتمع يفيض تحرراً وانفتاحاً يستطيع الامتزاج به بسهولة .. لذلك انطوى على نفسه في بادئ الأمر. . وفشلت الأسرة الألمانية التي يقيم معها في إخراجه من عزلته.. فطلبت من إدارة الجامعة استبداله بآخر. . وانتقل بهجت بعدها إلى سكن بيوت الطلاب. . لدراسة اللغة مبتعداً عن المغريات التي تستهوي الشباب. . وكرس كل جهده ووقته لذلك حتى وقعت له حادثة بدلت طريقه وطباعه.
فقد دعاه زملاؤه الطلاب لقضاء سهرة الكريسماس بأحد المراقص. . وفي النادي الليلي حيث الخمر والرقص والفتيات الحسناوات والغزل .. تعرف بشاب مغربي قدمه إلى إحدى صديقاته. . وعلى "البيست" أخذ يراقصها. . فتناثرت عنه انطوائيته وضاع خجله.. وانقلب من وقتها إلى شاب جديد مليء بالثقة في نفسه.. يملك القدرة على إدارة الحوار بشتى أشكاله.
بعدها تعددت السهرات مع الفتاة الألمانية .. التي أخذت تحيطه بالاهتمام فأحبها. . ولم يعد بمستطاعه الافتراق عنها يوماً واحداً. . ومن المصروف الذي كان يرسله أبوه . .أخذ ينفق عليها في المطاعم والبارات والمنتزهات .. مضحياً بأوقات الدراسة والاستذكار. . وكانت النتيجة الطبيعية رسوبه في أولى سنواته الجامعية. . ونجاحه يتفوق في تعلم لغة الجسد وتشريح مفاتنه.
الأبواب الموصدة
انشغل بهجت حمدان بحياته الأوروبية المتحررة. . واكتشف في نفسه لحولة تغري الفتيات وتسحر النساء. . فلم يعد يقنع بواحدة منهن. . إلى أن ساءت سمعته بين الأوساط الطلابية العربية.. ولما علم أبوه بنبأ رسوبه أصيب بخيبة أمل. . وبرر له الابن أسباب فشله التي أرجعها إلى صعوبة اللغة الألمانية واختلاف الطقس وظروف الحياة.. فسكت الأب على مضض. . وحذره من تكرار الرسوب مهدداً بأنه سيضطر إلى قطع المصروف عنه.
لكن الشاب العابث لم يبد رغبة بينه وبين نفسه في تغيير مساره الشائن. . إذ استمر على حاله في المجون. . حتى جاءت الامتحانات. . ورسب للمرة الثانية.. وأخذت الجامعة بتقارير أساتذته التي تصفه بأنه سلبي لا يبذل جهداً يذكر في تحصيل العلوم فتم فصله. . وأرسلت الجامعة بصورة من قرارها إلى والده بالقاهرة فصدم .. وكتب في الحال إلى ابنه يطلب منه الرجوع ليعاونه في أعماله التجارية. .
فهل انصاع الابن.. ؟ وهل قبل وداع حياة التحرر هكذا بسهولة .. ؟
بالطبع كان الأمر شديد الوقع على نفسه، فهو لم يعد يتخيل كيف يرضى بالعيش في مجتمع القاهرة المغلق بعد ذلك. .
كان مجرد التفكير في ذلك يؤرقه. . ويدفعه لأن يقاوم رغبة والده في العودة .. فقد ألف الحياة الأوروبية بكل صنوفها وأشكالها.. وفي حرمانه منها الظلم والموت البطيء. ومنذ تلك اللحظة . . اتخذ قراره بألا يعود إلى مصر ومقاومة تهديدات والده بإثبات ذاته من خلال الإنفاق على نفسه. . وساعدته ظروف علاقاته المتشعبة في العمل بإحدى الشركات التجارية. . وهيأ له راتبه حياة مجون لا تقل عما كانت عليه من قبل .. فداوم على البحث عن ملذاته . . وأصبح زبوناً دائماً ومألوفاً بشوارع شتافوس وشتراسة وشوانبخ حيث المومسات متراصات في الفتارين وعلى النواصي يساومن المارة.
وما إن هل عام 1955 حتى طرأ حادث جديد على حياته.. إذ تعرف بالحسناء "إنجريد شوالم" الألمانية الرقيقة وأحبها.. وبادلته الفتاة الحب بإخلاص وسعت لانتشاله من الفشل الذي يوجهه . . والحياة الرخيصة التي انغمس فيها.. وبعدما تزوجها حرصت إنجريد على تحفيزه لدراسة الهندسة إرضاء لأسرته في مصر. .
هكذا وقفت زوجته إلى جواره لا هم لها سوى الارتقاء به لأجل حياة أفضل. . فقد مرت سنوات قليلة على انتهاء الحرب العالمية الثانية . . التي خرجت منها ألمانيا مهزومة محطمة . . مقسمة .. وكانت بحاجة إلى كوادر علمية وفنية لإعمارها من جديد.. والدخول بها إلى دائرة التنافس الاقتصادي والصناعي.
لكن فتانا كان قد توصل إلى هدف جند كل حواسه لتحقيقه. . وهو الإثراء بشتى الطرق ليكون من رجال المال والأعمال المشهورين. . ولأنه بلا خبرة . . ولا تدعمه شهادات علمية .. فشل فشلاً ذريعاً في ان يكون إنساناً ناجحاً ومرموقاً.
وفي عام 1958 حصل بطرق ملتوية على شهادة في الهندسة الإنشائية .. قام بتوثيقها في السفارة المصرية وعاد بها إلى القاهرة ومعه زوجته. . فأثلج صدر أبيه وغمره بالفرحة ..
أحبت إنجريد الأسرة الجديدة وعشقت جو القاهرة .. وسرعان ما تأقلمت مع العادات الاجتماعية وأصبحت جزءاً من نسيج الأسرة..
وأمام ضغوط أبويه وإلحاحهما المستميت. . وافق بهجت على البقاء للعمل والعيش في القاهرة. . وبمساعدة الأب التحق بوزارة الاسكان. . وعمل في مشروع "الخمس سنوات" الذي جندت له الحكومة وقتذاك إمكاناتها الهائلة لإنجاحه.
كانت ظروف العمل الجديد تتيح لبهجت أن يغش ضميره. . ويفتح يديه لتلقي المال الحرام. . فعاودته من جديد أحلام الثراء التي تكسرت في ألمانيا. . وأراد تحقيقها في بلده.. ذلك لأن راتبه الضئيل لا يمكنه من ارتياد المراقص. . والظهور أمام زوجته بمظهر أعلى يقوف موارده..
لهذا عرف طريق الرشاوي مستغلاً مركزه الوظيفي. . وتقرب كثيراً من أصحاب الشركات الأجنبية بالقاهرة. . وأطلعهم على أسرار المناقصات والعطاءات التجارية فأغدقوا عليه بالأموال .. حتى فاحت رائحته بين الموظفين، واشتم فيه المسؤولون فساد الذمة ففصل من العمل .. وأغلقت في وجهه أبواب الحياة في مصر. . فغادرها إلى لبنان يائساً ومعه انجريد الحزينة..
وفي لبنان أدركه الفشل في الحصول على عمل مناسب. . فاقترحت عليه زوجته أن يعودا إلى ألمانيا حيث فرص العمل متوفرة هناك. لكنه رفض بشدة .. فهي لا تدري شيئاً عن شهاداته الدراسية المزورة التي لا يستطيع إبرازها في ألمانيا.
ومع احتدام الخلاف بينهما. . حملت أنجريد حقيبتها غاضبة حانقة وسافرت إلى ميونيخ وحدها. . بينما طار هو إلى باريس يمني نفسه بالمال الوفير. . والباريسيات الفاتنات ذوات القدود المائسة والأنوثة والدلال.
جاسوس للبيع
كانت باريس في ذلك الوقت من صيف 1960 تضج بالحياة والحركة والجمال. . حيث يرتادها مشاهير العالم بحثاً عن الجديد في عالم الأزياء. . أو لالتماس الهدوء بين ربوعها. . وتنتشر بشوارعها شتى الوجوه والألوان والغرائب. . فهي عاصمة النور في أوروبا. . ومأوى الفن . . وملاذ الصعاليك. . وهواة تصيد الفرص على مقاهيها. . وايضاً. . وكر آمن لصائدي الجواسيس والخونة لكل أجهزة المخابرات.
نزل بهجت حمدان بفندق "ستار" بوسط المدينة .. وهو فندق بسيط يرتاده شباب المغتربين – وغالبيتهم أفارقة وآسيويون – لرخص سعره ولقربه من قلب العاصمة حيث المطاعم الرخيصة والمقاهي . . وسهولة المواصلات.
ومنذ وطئ بهجت فرنسا ضايقته مشكلة اللغة. . فهو يتكلم الألمانية بطلاقة وبعض الانجليزية. . أما الفرنسية فكان يجهل مفرداتها البسيطة التي لا تمكنه من التحرك بثقة وسط أناس يرفضون التعامل بغير لغتهم.
وفي اليوم التالي فوجئ بموظف الاستقبال يرحب به باهتمام. . وتحدث معه بالعربية السليمة. . واصفاً له السنوات التي قضاها في بورسعيد موظفاً بإحدى شركات الملاحة حتى غادرها إبان أزمة 1956.
كان الفرنسي اليهودي يعمل مخبراً لرجال الموساد في باريس. . تنحصر مهمته في التعرف على العرب النازحين الباحثين عن عمل. . أو أولئك الذين قدموا للسياحة أو الدراسة . . ويتولى بعد ذلك تقديمهم – كل حسب حالته – إلى رجال الموساد . . فلما اطلع على ظروف بهجت أدرك بأنه صيد سهل . . فهو يمر بأزمة مالية ويواجه مشاكل مع زوجته الألمانية بسببها. . فضلاً عن وظيفته السابقة في مصر التي قربته من الكثيرين من رجالاتها في مختلف المواقع.
لذلك . . رتب له دعوة للعشاء بأحد المطاعم الراقية. . وهنا قدمه إلى صديقه "جورج سيمون" ضابط الموساد الذي ظهر بشخصية رجل الأعمال. .
استشعر بهجت الأمان بعض الشيء. . واطمأن باله وهو يتجاذب بالألمانية أطراف الحديث مع جورج سيمون. . وطال الحديث بينهما في مجالات كثيرة تخص أحوال مصر اقتصادياً وتجارياً. . حتى تطرقا إلى مشروع "الخمس سنوات" وفوجئ سيمون بمحدثه يخبره بأنه يمتلك ملفات كاملة عن المشروع يحتفظ بها في القاهرة. . وكذا تقارير اقتصادية خطيرة تدرسها الحكومة المصرية خاصة بوزارة الاسكان.
وبعد عدة لقاءات وسهرات في النوادي الليلية – بأموال الموساد بالطبع – قام جورج سيمون أثناءها بعملية "تشريح" متكاملة لفريسته. . من حيث ميوله ورغباته ونقاط ضعفه. . فتبين له أن الشاب المصري المفلس "يعبد القرش" .. ولديه أسباب قوية لأن يطرق كل السبل من أج الحصول على المال.
لذلك لم يكن من الصعب استقطابه .. وإحاطته بشعاعات من أمل في العمل والثراء. . وجاء الرد حاسماً من تل أبيب:
v "مطلوب تجنيده وبأي ثمن".
وكان الثمن زهيداً جداً عندما سلمه عميل الموساد ألفاً وخمسمائة فرنك فرنسي .. على وعد بإيجاد عمل محترم له إذا ما كتب تقريراً وافياً عن مشروع "الخمس سنوات". . والخطوات التي تمت بشأنه. . والمعوقات التي تواجه مصر في تنفيذ سياساتها الاقتصادية. . وكانت هذه الخطة أولى محاولات تجنيد بهجت حمدان.
إن عملية تجنيد جاسوس جديد تعد من أكثر النشاطات المخابراتية صعوبة وخطورة. . ومنذ اللحظة الأولى في هذه العملية يجد صائد الجواسيس نفسه في موقف صعب. . فالشخص الذي اختاره لتجنيده ربما يفطن إلى الحيلة . . وبذلك فقد كشف عن شخصيته له قبلما يتأكد من استجابته. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:48 pm | |
| العميل الفلسطيني عدنان ياسين
كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مكتبه في شارع يوغرطة في أحد أحياء العاصمة التونسية حين اتصل به الرئيس زين العابدين بن على صباح يوم الاثنين 25 أكتوبر 1993 طالبا منه رفع الحصانة الدبلوماسية عن"عدنان ياسين" الذي يحمل صفة رئيس شعبه في سفارة دولة فلسطين في تونس بسبب ضلوعه في قضية تجسس خطيرة . وعندما استفسر عرفات من بن على عن الموضوع وافق على الفور وأبدى كل استعداد للتعاون. فقال بن على أن وحدات خاصة من الشرطة ستتوجه علي الفور إلى مقر السفارة فلسطين في شارع باستور .
وفي منتصف الطريق تقدمت باتجاه السفارة أربع سيارات مدنية ترجل منها رجال أمن بلباس مدني طوق بعضهم مبني السفارة و دخل البعض الأخر حيث كان عدنان يجلس في أحد مكاتبها في الطابق الأرضي ولم يكن أحد في المكتب يعرف أسباب اعتقال المسؤول الفلسطيني ومع راويات كثيرة ترددت عن أن سبب اعتقاله هو تجارته بالعملة المزورة و مصادرة مخدرات من منزله إلا أن عمليات تفتيش دقيقة للسفارة،ولمنازل عدد من القادة الفلسطينيين ومنزل "عدنان ياسين"نفسه ،سرعان ما أخذت أبعادا كبيرة.ولعب نبأ اكتشاف جهازي إرسال ،الأول مثبت في كرسي والأخر في جهاز إضاءة ، دوراً في إحداث الصدمة الكبيرة ،لا سيما أن عدنان ياسين ،وحسب قول أحد زملائه في العمل ،كان مسئولا عن أشياء كثيرة ومتشابكة بحكم وجوده في مكتب المنظمة في تونس على مدى 23عاماً وقد تجمعت بين يديه أشياء ومهام متراكمة من إصدار شهادات الميلاد وحتى شهادة الوفاة و الإشراف على تكفين الموتى ودفنهم إلى علاقته بوزارة الداخلية والجمارك ،وما ينتج عن ذلك من معرفته بدخول وخروج كل ضيف على القيادة الفلسطينية سواء كان ذلك في السر أم في العلن....
وفيما كانت عمليات تفتيش المكاتب والمقرات مستمرة ،كان الرئيس عرفات يدقق في تقارير أولية وصلته عن نشاط عدنان ياسين من أجهزة الأمن التونسية وكان من بين الأشياء التي تسلمها تسجيلات لمكالمة هاتفية .كان عدنان يجريها مع "حليم الصاوى "ضابط الاتصال المصري الأصل الذي كان حلقة اتصال بين عدنان و المقر الرئيسي لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" في إسرائيل ،وكان حليم قدم نفسه لعدنان حسب اعترافاته للجنة التحقيق التي شكلت من حكم بلعاوي"وزير الداخلية الفلسطيني حالياً"،وعبد الله الإفرنجي سفير فلسطين في ألمانيا ،واللواء أمين الهندي رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية الحالي،والساعد الأيمن للشهيد أبو أياد، ،ومجيد الآغا محافظ رفح حالياُ. بأنه رجل أعمال وعرض عليه المساعدة أثناء وجوده في باريس لمتابعة علاج زوجته المصابة بمرض السرطان وسنحت ظروف تواجد الاثنين في فندق ميرديان الباريسي لتبادل الأحاديث في قضايا عامة عرف من خلالها حليم الصاوى أن عدنان في مكتب المنظمة.و في إحدى السهرات طلب عدنان من حليم مساعدته لإيجاد وظيفة لابنه الذي يتابع دروسه في ألمانيا.
عملية قبرص
ومع تردد عدنان حسب ما يقول في اعترافاته ،نجح حليم في تجنيده للتجسس لمصلحة خلف شمال الأطلسي وليس الموساد، وكانت المعلومات التي طلبت منه في بداية الأمر معلومات عامة انطباعات أكثر من كونها تقارير . وقال عدنان أن تجنيده تم في عام 1990.
وتؤكد المخابرات الفلسطينية أن عدنان ياسين لعب دوراً بارزاً في إعطاء معلومات لجهاز الموساد لاغتيال ثلاثة قادة بارزين في قبرص وهم (أبو حسن محمد بحيصي ، حمدي سلطان ، مروان كيالي ) بعد أن غادروا تونس متوجهين إلى قبرص للإشراف على تنظيم عدد من الخلايا العاملة داخل الأراضي المحتلة ، وقد أعتبر اغتيالهم في حينها بأنه من أبرز الضربات الموجعة التي تلقاها جهاز القطاع الغربي داخل حركة فتح ، ولم يستبعد مسئول في اللجنة المركزية لحركة فتح أن يكون نشاط ياسين لمصلحة الموساد امتدت سنوات طويلة .
وأن عدنان ياسين لم يكن ليصل إلى هذا المستوى من التعامل مع الموساد على استعمال أجهزة متطورة وحبر سري ورسائل بالشفرة لو لم يكن مر قبلها في مراحل عدة .
ولهذا فان ربط اسمه بقضايا أخرى مثل اغتيال" عاطف بسيسو " رجل الأمن الأول والابن المدلل للرئيس عرفات ، والذي وصفه الرئيس ياسر عرفات برجل الأمن القومي ، والكشف عن زيادة جورج حبش لفرنسا واغتيال (أبو جهاد خليل الوزير ) ليس مستبعدا ، لأنه كان من القلائل جداً الذين يطلعون على تحركات المسئولين الفلسطينيين بحكم إشرافه ومعرفته بأسماء المسافرين ورحلاتهم .
ويتذكر مسئول في اللجنة المركزية لحركة فتح أحد الاجتماعات التي عقدتها اللجنة ويقول : أن عرفات قال للمجتمعين أن دنيس روس الموفد الأمريكي الخاص بمفاوضات السلام طلب منه عقد الاجتماع في مقر السفارة الأمريكية أثناء زيارته الأخيرة لتونس بسبب وجود أجهزة تصنت ، إلا أن أعضاء اللجنة المركزية وخصوصا الرئيس عرفات رفضوا عقد الاجتماع في السفارة نظرا إلى ما يتضمنه ذلك من معان ، واستنتج المسئولون الفلسطينيون إن الأمريكيين على علم بعمليات التجسس التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية منذ زمن ، ولكن منذ أن وقعت المنظمة الاتفاق مع إسرائيل . رأى المسئولون الأمريكيون أنه يجب وضع حدا لهذا النشاط.
وكشف عبد الله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو لجنة التحقيق وسفير دولة فلسطين في ألمانيا ، بعض الاعترافات التي أدلى بها ياسين في الأيام الأولى من اعتقاله ، حيث قال : إن اعترافات ياسين الأولية ثغرات كبيرة فهو حاول أن يقلص الفترة التي عمل فيها لمصلحة الموساد ، إذا قال أنها تعود إلى ثلاث سنوات فقط ، وهي تاريخ انتقلت زوجته للعلاج في باريس وتعرفته على حليم الصاوي . وواضح أن حجم المعلمات التي أدلى بها ياسين حتى هذه الفترة ليس قليلاً فهناك جواسيس لم يتم اكتشافهم في ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وحتى في دول عربية على رغم أننا نعترف بأنهم نجحوا في تجنيد عناصر جديدة .
معلومات سياسية
وأوضح الإفرنجي أن تزويد ياسين بأجهزة إرسال وتسجيل لوضعها في مكتب السيد محمود عباس الذي يشرف على ملف المفاوضات مع إسرائيل . يعني أن ياسين بعيد بشكل أو بآخر عن مصادر المعلومات . ولهذا لا نريد أن نقلل من أهمية عملية الكشف أو نبالغ في حجم الدور الذي قام به . لكن الأكيد أن حرص إسرائيل على الحصول على تفاصيل موقف المنظمة من المفاوضات من خلال استماعها إلى ما يجري من حوارات في مكتب أبو مازن آنذاك . يعني أن إسرائيل لا تنوي تنفيذ عمليات اغتيال بقدر ما هي حريصة على معرفة تفاصيل الموقف والتوجهات الفلسطينية في عملية السلام . وذكر الإفرنجي أن ياسين سلم الكرسي وجهاز الإضاءة في مكتب أبو مازن في 3 أكتوبر سنة 1193وان اكتشاف عملية التجسس لم يستغرق أكثر من ستة أسابيع بفضل الحذر التونسي والفلسطيني وعمليات الكشف الدوري على مقرات ومكاتب منظمة التحرير وأجهزتها المختلفة . ونفي الإفرنجي أن تكون المخابرات الألمانية أو الفرنسية زودت الحكومة التونسية أو جهاز الأمن الفلسطيني بأية معلومات عن نشاط ياسين.
محطة الاستقبال ومطاردة عدنان ياسين للقائد الأمني عاطف بسيسو في باريس :
وعن حجم جهاز التصنت والإرسال الذي عثر عليه في كرسي أبو مازن قال : الإفرنجي أن بطارية الجهاز من النوع المتطور وهي صالحة لمدة 5سنوات وثبت باتجاه محطة استقبال مزروعة في الأراضي التونسية . الأمر الذي يثبت وجود أشخاص آخرين قد يكون ياسين على معرفة بهم . كما أن جهاز الإضاءة الذي كان موضوعا على مكتب أبو مازن يحتوي على جهاز تسجيل تتم تعبئة بطاريته بشكل أتوماتيكي بحكم توصيل السلك الكهربائي في المكتب . وقال عضو لجنة التحقيق الفلسطينية أن مهمة عدنان الرئيسية كانت وضع الأجهزة في المكان المناسب . ولم يستبعد الإفرنجي إن يكون لياسين صلة باغتيال عاطف بسيسو القيادي البارز في الأمن الفلسطيني والذي اغتاله الموساد في باريس في فندق ميرديان وهو الفندق الذي تعرف فيه ياسين على ضابط الاتصال حليم الصاوي . ومما قاله الإفرنجي أن عدنان التقى بالشهيد عاطف بسيسو في فندق الميرديان في فندق الميرديان قبل عام من اغتياله وانه خلال الفترة التي كان يتواجد فيها الشهيد عاطف في باريس قبل اغتياله بأيام كان على اتصال بعدنان في تونس ليساعده على إدخال سيارة له اشتراها من فرنسا وذلك بحكم اختصاص عدنان وصلاته بالجمارك والسلطات التونسية المعنية.
واعترف الإفرنجي بحجم الإمكانات الهائلة التي يستخدمها جهاز الموساد ، وقال إن أجهزة للتصنت والتجسس تم العثور عليها إلا إنها لم تكن بأهمية الجهاز الجهاز الذي زرع في كرسي أبو مازن ، وقال : أن ياسين اعترف بأن الموساد طلب منه تقديم وثائق مختلفة . لكنه كان يعجز عن ذلك بعد أن تقلصت صلاحياته في العاميين الماضيين لأسباب مسلكية تعود إلى إدمانه الكحول الأمر الذي أكده حكم البلعاوي.
ويؤكد مستشار مقرب من الرئيس ياسر عرفات أنه لم يعثر على أي جهاز تصنت في مكتب عرفات أو في أي من المقرات التي يتردد عليها. وأكد أن الكرسي المجهز وجهاز الإضاءة وأشياء أخرى وصلت إلى تونس في اليوم الذي تم فيه توقيع الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي .
ووفقا لاعتراف ياسين فانه لم ينشط سوى في الأشهر الأخيرة وأبرز إنجازاته التجسسية وضع الكرسي وجهاز الإضاءة ونقل ياسين قوله للمحققتين انه لم يستعمل الحبر السري الذي أعطي له على الإطلاق وتقول شخصية فلسطينية مطلعة أن جهاز ياسين الهاتفي وضع تحت المراقبة من قبل جهاز الأمن التونسي قبل أكثر من شهرين من اعتقاله ، ولدى اعتقاله اسمعه رجال الأمن صوته وهو يتحدث على الهاتف مع ضابط الاتصال . الأمر الذي دفعه فوراً إلى الاعتراف وطلب معاملته كضابط في الموساد وعدم تسليمه إلى منظمة التحرير.
30 ألف دولار فقط
ووصل حجم الأموال التي تلقاها ياسين في السنوات الثلاث الماضية قبل اعتقاله إلى حوالي 30 ألف دولار وهو مبلغ زهيد قياسا ً مع نوعية الحياة التي كان يعيشها في تونس وحجم الأموال التي يتلقاها من المنظمة لدفع نفقات علاج زوجته .ويعرض مسئول كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي تصورا لنشاط ياسين التجسسي فيقول:انه لابد أن يكون قطع مرحلة متقدمة في العمل لمصلحة الموساد واجتاز اختبارات من النوع الذي تلجأ إليه الاستخبارات الإسرائيلية لمعرفة ما إذا كان العميل يعمل لمصلحة جهة أخرى. ولاختبار صدقه في تعامله معها ، كما أن استعمال الحبر الكربوني السري وأجهزة التصنت والتدريب على استعمالها يستوجب المشاركة في دورات خاصة . حتى ولو كانت قصيرة ومتقطعة . وقال انه عثر في منزل ياسين على أقلام للحبر السري وأربعة أقلام تصنت عادية. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:48 pm | |
| الجاسوس الأسير عبد الفتاح عوض ..
وسط رائحة الموت وصلصلة الجنازير في سراديب الأسْر .. لم أتخيل أنني قد أرى مصر ... أبداً.
وعندما عدت إليها... أحسست بالغربة لأسابيع طويلة ... وكان في قرارة نفسي يقبع ذنب جبار يزمجر في عنف ويتعاظم .. ويلتصق بجدران شراييني هاجس مؤلم يلسعني كل لحظة .. يذكرني بأنني مجرم .. آثم... لا أستحق الحياة.. !!
الحطام الهش
استغلت المخابرات الإسرائيلية حالات الضعف الإنساني لأسرى حرب 1967 وساومتهم بشتى الطرق لأجل التعاون معها بعدما تتم مبادلتهم.
لقد أغرتهم بالمال وبأجمل النساء .. وعرضتهم للتجويع والتنكيل والإرهاب والحصار النفسي حتى القتل .. وذلك للتحكم بأعصابهم وتوريطهم للانغماس في تيار الخيانة والجاسوسية..
وفي الملفات وجدنا حالات عديدة... تبين كيف لجأت مخابرات العدو لوسائل شيطانية للضغط على الأسرى... كيف ذلك...؟ وبأية طرق كانت تقود بعضهم إلى مستنقع الجاسوسية... ؟!!
بداية ...تقول بعض المصادرا لعسكرية إن أسرى مصر لدى إسرائيل في حرب 1967 يقارب عددهم الخمسة آلاف أسير... سقطوا في قبضة القوات الاسرائيلية عند اجتياح سيناء ... وانسحاب الجيش المصري مهزوماً بدون نظام أو قيادة أو غطاء.
لقد كان ضرب المعابر على القناة وتدميرها... خشية عبور العدو إلى الضفة الغربية للقناة ... أحد أهم أسباب اقتياد الآلاف من أفراد قواتنا إلى معسكرات الأسر... وتعرضهم للقتل الجماعي والإبادة في مذابح بشعة لن يغفلها التاريخ.
فعندما يدرك الأسير أن ما بين الحياة والموت ضغطة زناد من يهودي دموي .. يتوقف تفكيره عند تلك اللحظة ، وتتسمر عيناه على ارتعاشة إصبع مختل وصيحات آمرة، وكلما دوت رصاصات تحصد أرواح ضعفاء يرسفون في قيود الأسر... اشتهت النفس الحياة وطلبتها بإلحاح عنيد.
لقد نشط خبراء المخابرات الإسرائيلية في تعذيب الأسرى وإرهابهم، والتمثيل بجثث زملائهم على مرأى منهم لقتل أي آمال لديهم في الحياة. وعند اختيارهم لبعض الجنود والضباط من الأسرى الذين أبدوا ذعرهم الشديد، عملوا على منحهم فرصة النجاة من الموت الرخيص ليسهل إخضاعهم والسيطرة عليهم، وكان لابد للمرشح أن يمر بعدة اختبارات نفسية قاسية... مثل إطلاق النيران بشكل فجائي على مجموعات من الأسرى ودون سابق إنذار، والتنكيل بأحدهم بوسائل تعذيب وحشية لإرهاب الآخرين، وفتح النيران من خلف الأسرى بعد فترة سكون .. فيصابون بالرعب والذعر من طلقات رصاص غير متوقعة.
اتبع العدو الصهيوني أيضاً طرقاً أخرى عديدة، تحطم ما لدى الأسرى من مقاومة، وتدفعهم إلى التفكير في منجي لهم من الهلاك.
ولكثرة وسائل انتهاك آدمية الأسرى، كثيراً ما عادوا إلى بلادهم وبعضهم تشوشت أفكارهم وأصبحوا لا يضبطون، وفقد قلة منهم الثقة في القيادة العسكرية والسياسية، ورسموا صورة مغايرة للواقع الملموس، محتاطون لمحاولات اقتلاع ما آمنوا به فترة الأسر، إذ إن العدو أصبح لديهم هو الأقوى والأمهر، ومجرد التفكير في معاداته ضرب من جنون.
هكذا عاد بعض الأسرى من إسرائيل في صفقات متبادلة وغير متكافئة العدد أو المعنويات. فهناك فروق شاسعة ما بين الأسرى في الحالتين.
وكان من بين الأسرى المصريين الذين عادوا .. الملازم أول الاحتياطي عبد الفتاح عبد العزيز عوض. أشهر جاسوس لإسرائيل تم تجنيده في أحد معسكرات أسرى 1967 في بئر سبع. عاد بعدما أجريت له عملية غسيل مخ، وتحول منضابط مصري يدافع عن أرضه وعرضه... إلى عين من عيون إسرائيل ترى وتتحرك بيننا في ثقة.
هذا التحول الخطير ليس بأمر هين، إذا ما أجرينا مقارنة عادلة بين أسير مكبل يرتجف رعباً وجوعاً... تحيطه مجموعة كبيرة من خبراء المخابرات تتفنن في تجنيده، وبين شاب آخر تتصارع لديه الرغبات والطموحات على موائد القمار في أوروبا، وقد يسعى هذا الأخير بنفسه إلى رجال الموساد عارضاً عليهم خدماته.
فرق كبير بين الأسير والحر. فالأسير مجبر مضطر، والحر مخير مدرك. الأسير يرى الموت ملاصقاً له ومعدته خاوية وأعصابه في انهيار، والحر تلسعه حرارة الرغبة حينما تلتصق به حسناء مثيرة تصطاده، ومعدته ممتلئة بأشهى أنواع الطعام والخمور.
كلها أمور لا تقارن مطلقاً... ويكفينا أن ننقل إحساسات أسير مسلوب الإرادة، في معسكر إسرائيلي، تصم أذنيه صرخات زملائه حينما تدور بهم عجلة التنكيل، ولا يدري متى يجيء دوره هو الآخر؟!
إنه في تلك الظروف أضعف من الضعف نفسه أمام حيوانية الآسر وشهوته في التعذيب والقتل.
ولست ممن عاشوا تلك التجربة المرة حتى أصفها بحق... لكن الخبراء العسكريين والعلماء أفاضوا في وصف كل تلك الأمور وصفاً دقيقاً، وإن كان هذا أمر نستنكره بالمرة.. ولا يدفعنا إلى العطف على الأسير الذي سقط في بؤرة الجاسوسية، بقدر ما يدفعنا إلى الإحساس بمعاناته الشديدة إزاء ما تعرض له، فاضطر مقهوراً إلى الاستسلام، طمعاً في رشفة ماء، أو كسرة خبز تُسكْن صراخ معدته وأمعائه.
وعبد الفتاح عوض بطل هذه القصة... ضابط صغير برتبة ملازم أول في القوات المسلحة المصرية، لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، أنهى دراسته الجامعية وحصل على مؤهله العلمي... يملؤه طموح قوي في أن يعيش ويعمل ويخدم وطنه... ويتزوج من حبيبته ياسمين ابنة عمه الجميلة التي ارتبط بها، وتأجل زفافهما حتى ينتهي من فترة تجنيده.
لقد حزنت ياسمين كثيراً وهو يسوق لها نبأ اختياره ضابطاً في الجيش ... فمعنى ذلك أن فترة خدمته العسكرية ستطول، وبالتالي سيتأخر زواجهما، لكن عبد الفتاح طمأنها عندما وعدها بسرعة الزفاف، حيث إن راتبه كبير كضابط بالجيش بالقياس براتب الوظيفة التي لم تجيء بعد.
انخرط في سلك الحياة العسكرية وتفوق كثيراً في تخصهه الدقيق ...وشهد له قادته بالانضباط والشجاعة.. لذلك فقد أُرسل مع القوات المسلحة إلى اليمن للقضاء على حكم الإقطاع هناك... المتمثل في الإمام البدر.. الذي قامت الثورة اليمنية عليه في 26 سبتمبر 1962.
لكن الدوائر الاستعمارية وبالرجعية كانت تخطط لعودة الإمام المخلوع بالقوة.. واستعادة عرشه المفقود. ورسمت خطة جهنمية متشعبة الأطراف، حشدت لها جيشاً ضارياً من المرتزقة.. مهمته القيام بهجمات جانبية على أجنحة مأرب جهة الشرق، وفي صعدة من الشمال، وفي المحابشة بداخل المنطقة الجبلية، بينما تندفع بقيادة البدر قوة هجومية ضخمة تشق قلب البلاد.
غير أن هذه الخطة لم تكن محكمة، إذ حوصرت مواقع الحشود الملكية ودمرت تماماً في معركة "حرض" التي أبدع فيها عبد الفتاح قتالاً وتخطيطاً، واستحق شهادات التقدير عن جدارة، فقد كان يعلم بحق أن معركة اليمن في أساسها لم يكن المقصود منها إسقاط عرض وانتهاء نظام، إنما إنهاء حطام هش من الأنظمة البالية التي خلفتها القرون الوسطى دام لأكثر من عشرة قرون في هذه المنطقة. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:49 pm | |
| قصة هروب الصحفي المصري "نبيه سرحان" من مصر لإسرائيل سمح له بالسفر إلى ليبيا بشرط عدم مهاجمة مصر
زوجته المصرية ليلى موسى:
v في أثينا قال زوجي للسفارة الإسرائيلية أريد منكم "ميكروفونا" فقط فأعطوه برنامج "ابن الريف"
صحفي مصري لجا لإسرائيل عام 1968، فغير اسمه من "يوسف سمير" إلى "نبيه سرحان" وأسماء أخرى، وتابع الملايين من الشعوب العربية برنامجا إذاعيا كانت تبثه إسرائيل وموجه ضد مصر والدول العربية الأخرى بعنوان" ابن الريف"، والجميع يذكر حتما أول الكلمات التي كانت تبث في ذلك البرنامج الموجه:"إخواني يا ولد مصر الطيبين……" ابنة الصحفي المصري مطربة إسرائيلية "حياة سمير" ومعه زوجتان، الأولى مصرية "ليلى إبراهيم موسى" عايشت معه رحلة الهروب من مصر إلى إسرائيل والزوجة الثانية فلسطينية من مدينة " حلحول" " عناد رباح" عايشت معه رحلة أخرى في إسرائيل .
وقصة " ابن الريف" غريبة، مثيرة، يصعب توقعها إلا في أفلام " الحرب السرية" الغامضة، ولكنها حقيقة عاشها صحفي مصري ، اختفى 10 سنوات في إسرائيل تحت أسماء مختلفة وقال عن نفسه بأنه يهودي من اصل ليبي، حتى زيارة السادات للقدس، عندما وقف أمام الرئيس المصري الراحل السادات في مطار "بن غوريون" وقال له : أنا هنا في إسرائيل خلف الميكروفون".
ويقول في مقدمة كتابه الأخير" نبيه سرحان معهم في الغربة" أيضا:" وتجدني "أنا المصري" القاطن بين طرفي النزاع وعلى حدود مستوطنة "جيلو".."بيت جالا "، أشاهد بأم عيني، ليل نهار، نيران المدافع الثقيلة والدبابات والصواريخ والمروحيات العسكرية، ترمي بحممها سكان المدينة، بسبب بعض الطلقات من بنادق خفيفة لا تؤثر على الجانب الآخر، وتقابل هذه الطلقات بأقسى الوسائل من إغلاق وحصار للمدن الفلسطينية، والتي تساعد على خنق البقية الباقية حتى من أنفاس السماء، وجثامين تشيع من الجانبين، في كل لحظة، لحظات الألم و المعاناة، من شعبين قدر عليهما أن يعيشا معا، وأنا وزوجتي داخل بيتنا في منطقة "بيرعونا"، في هذه الظروف، وجدتني ابحث عن لقاءاتي مع اخوتي من المغتربين في آخر زياراتي للولايات المتحدة الأمريكية لاضعها في كتاب آخر".
الزوجة المصرية لابن الريف ليلى إبراهيم موسى:
عندما وقعت حرب حزيران 1967 كنت متزوجة من "يوسف سمير " منذ أسبوعين، وشارك في الحرب كمتطوع من الجيش الشعبي، وكنا نسكن في حي "روض الفرج" في منزل خاله، واذكر تلك المرحلة المؤلمة، بعد النكسة فقد تحولت القاهرة لمدينة أشباح، الجميع صامت والسواد في كل مكان، و استشهد في الحرب أعداد كبيرة من المصريين، وانتظرت عودته ولم يرجع، ومرت الشهور، واعتقدت بأنه استشهد في الحرب، وبعد تسعة اشهر وعند الساعة الخامسة صباحا، جاء المنزل والدي، حيث عدت لمنزل الأسرة طبعا في تلك الظروف، وكان عمري 14 عاما، وسمعته يقول لوالدي بأنه كان في سجن " أبو زعبل " بمصر، واخذ يتحدث عن اعتقاله، وكان آنذاك يكتب قصائد شعر ومقالات لإذاعة الشرق الأوسط المصرية، وعندما اندلعت الحرب كان في منطقة القنطرة، وزارهم في الموقع مذيع من الإذاعة، فتحدث "يوسف سمير" وقال:"قل لأحمد سعيد إننا مهزومين، و أن يكف عما يذيعه في الإذاعة من بيانات غير صحيحة، أن ما نسمعه في الإذاعة هو فضيحة".
وعندما سمع قائد الموقع كلامه، أمر الجنود بان يغمضوا عينيه، واقتادوه للسجن، وبقى في السجن تسعة اشهر دون أن يتمكن من إبلاغ ذويه، وبعد عودته، توجهت معه للقاهرة لمنزل خاله حيث كنا نسكن، وكان " يوسف" يائسا جدا، فوجد خاله قد باع أثاث منزلنا، واستولى على البيت وقال له :" لا بيت هنا".
فاضطررنا أن نتوجه للسكن في فندق متواضع جدا، ولم يكن معنا نقود، واخذ يبحث عن عمل، دون جدوى، حتى وافقت مطيعة على طباعة ديوان شعر له ، وطبع له، ولكن الأمن المصري صادر الديوان، فأصبحت الحياة مستحيلة والأبواب مغلقة ، فقرر أن يخرج من مصر، فسارع باستخراج جواز سفر مشترك له و لي، وقررنا السفر إلى ليبيا، في أوائل العام 1968، وكنت حاملا بابنتي "حياة "، وأسرعنا بالسفر برا إلى ليبيا، خوفا من أن يوضع اسمه في الحدود على القائمة السوداء، وكان يفترض عند نقطة الحدود في السلوم أن يتم التدقيق، فنزلنا من السيارة عند منتصف الليل، ونحمل حقائبنا، ومشينا في طرق بعيدة، حتى الساعة الثامنة صباحا، لتجاوز التدقيق الأمني المصري، فوصلنا لاخر نقطة مصرية حدودية، فرفضوا مرورنا، وطلبوا منا العودة لنقطة الأمن السابقة لختم الجواز، وتوسلنا إليهم، وعندئذ أرسلوا معنا سيارة لإيصالنا لختم الجواز، وهناك وجد اسمه ضمن القائمة السوداء، ممنوع من السفر، فعدنا إلى القاهرة، بعد رحلة العذاب تلك بدون جدوى.
وبعد عودتنا للقاهرة، كان " يوسف " محبطا للغاية، وبعنا كل ما نملكه وهي أشياء بسيطة وباع ساعة يده، واصطحبني معه إلى مكتب مسؤول مصري كبير وهو " شعراوي جمعة "، ودفعنا مكتبه وسمعت حوارا بينهما غريب جدا، فقد كان " يوسف " أو " نبيه سرحان " غاضبا جدا، وقال لشعراوي جمعة: "لقد حاولت أن اترك مصر لكم، ولكنكم رفضتم السماح لي بالخروج، لماذا؟ أنا اترك لكم مصر، افعلوا كما تريدون، واتركوني لشأني".
فتدخل سكرتير شعراوي جمعة لإسكات " نبيه سرحان " زوجي، فاسكته " نبيه " ووجه الحديث لشعراوي جمعة: " أنني لا املك أي شيء، تستطيع أن تفعل بي ما تشاء، اعتقلني، اقتلني، ولكن أريد أن أخبرك ، يوجد في جيبي 20 جنيها فقط، سأنزل واشتري مائة متر قماش واكتب عليها " يسقط شعراوي جمعة " واقف بجانبها اسفل مكتبك في الشارع".
ورد جمعة:" انك تتهجم علي، وانك تريد السفر للخارج لتهاجم مصر ولن نسمح لك بذلك".
وبعد حوار ونقاش ساخن، غير شعراوي جمعة من موقفه وقال اسمح لك بالسفر بشرط أن تتعهد بعدم مهاجمة مصر ووافق " نبيه سرحان" على ذلك ووقع على تعهد.
واخذ جواز السفر من جمعة، وقاله إنني سأذهب إلى لبنان كي اطبع كتبي لدى نزار قباني فأنا اعرفه و سيساعدني في ذلك".
وأضافت " ليلى موسى " : " و عدنا وسافرنا مجددا إلى ليبيا، ورفع الحظر الذي كان موجودا على سفر زوجي، ودخلنا ليبيا بشكل طبيعي، فتوجه زوجي وطلب مقابلة الملك السنوسي، وحمل معه كتبه و مقالاته، واصطحبني معه وكنت حاملا، وحالتي الصحية متعبة، وأخذني حتى يتأثر الملك السنوسي لوضعنا البائس، ودخلنا على الملك، ورحب بنا، وقال زوجي للملك السنوسي : لا مكان لي إلا هنا ، وزوجتي حالتها الصحية سيئة، ولا نقود معي. فقال الملك السنوسي : " أنت كاتب جيد، وكتاباتك تقوا انك سياسي اكثر من اللازم، وعلشان خاطر الست المريضة زوجتك، أوافق أن تكتب في جريدة " العلم "الليبية، في كل شيء تريده إلا السياسة لا، أنا على علاقة طيبة مع جمال عبد الناصر ومصر ولا أريد مشاكل مع أحد". وفعلا عمل زوجي في صحيفة " العلم" الليبية، واستأجرنا منزلا، وتحسن الحال، ولكنه لا يستطيع أن يبقى هادئا، فكتب مقالا في جريدة " العلم " الليبية أوصلنا لإسرائيل وهاجم في مقاله مصر، وكانت المخابرات المصرية آنذاك تتابع صحيفة " العلم "، فاحتجت مصر لدي الملك السنوسي، وخلال 24 ساعة أمر الملك السنوسي بطردنا من ليبيا، وتم إبلاغنا بقرار الإبعاد، وقالوا لنا : " لن نسلمكم لمصر، واختاروا أي دولة أخرى تريدون الذهاب لها". وسافرنا بالطائرة من مطار ليبيا ولم تقبلنا أي دولة أوروبية وننام في المطار ثم نعود لمطار طرابلس، وهكذا، حتى نفذت نقودنا، وقاموا في مطار ليبيا بجمع ثمن تذكرة سفر لنا من المسافرين، وآخر رحلة توجهنا بها إلى اليونان، وسمحت اليونان لنا بالدخول، ونحن في حالة يرثى لها، وأنا ما زلت حامل، وصحتي في تدهور بسبب الظروف التي واجهتها، وتطلب الأمر نقلي للمستشفى في أثينا، ثم خرجت من المستشفى، ومشيت مع " نبيه " مساء في ميدان بأثينا، وفجاءة تقابل زوجي مع دبلوماسي كوبي يعمل في السفارة الكوبية في مصر، ويعرفه " نبيه " فسلم عليه، وأعطاه الدبلوماسي عنوان الفندق الذي ينزل به، وذهبنا إليه، وتحدث زوجي عن مشكلته، فقال الدبلوماسي الكوبي : " لن تقبلك أي دولة كلاجئ، لا دولة عربية ولا أفريقية إلا دولة عدو مصر".
ويبدو أن زوجي اصبح يفكر بنفس الاتجاه، وبدون علمي، توجه لسفارة إسرائيل في أثينا، وطلب مقابلة القنصل، ولحسن حظه، قابل القنصل الإسرائيلي "ايلي دويك"، وهو يهودي من اصل مصري، وعاش فترة طويلة في مصر، ودرس في الجامعات المصرية ، أي انه وجد من يفهمه، ورحب به القنصل الإسرائيلي، وطلب زوجي اللجوء لإسرائيل، وقال للقنصل لا أريد منكم سوى " ميكروفون" ويقصد العمل الإذاعي".
وقالت زوجة الصحفي المصري : "طلب القنصل الإسرائيلي من زوجي، الانتظار حتى يأتي رد تل أبيب، فالمسالة ليست سهلة، وتأخذ وقتا، وجاءت موافقة مبدئية، ووضعه الإسرائيليون في أثينا على جهاز "كشف الكذب"!، وتمت الموافقة لعدة شهور، وخلال تلك الفترة كان يرسل لإذاعة إسرائيل، أشعارا ومسلسلات درامية إذاعية، وفي بداية العلاقة مع القنصل الإسرائيلي أعطاه الدبلوماسي الإسرائيلي 300 دولار لنفقاتنا".
وحول موقفها اتجاه اللجوء إلى إسرائيل قالت ليلى:" بعد أن ذهب للسفارة الإسرائيلية في أثينا، جاءني وابلغني بما حصل فصعقت وثارت ثائرتي، كيف تأخذني لإسرائيل، لمن قتلوا أبناءنا، هؤلاء الصهاينة القتلة، أنا أريد أن أعود إلى مصر مهما كان الأمر" فقال لي : " أنا لا أستطيع العودة لمصر، قرري ماذا تريدين، أما السفر معي لإسرائيل أو تعودي بمفردك إلى مصر".
وجدت نفسي أمام خيار صعب جدا، وفي النهاية وافقت على الذهاب معه لإسرائيل، ولكن بقينا شهورا في أثينا وهنالك موافقة إسرائيلية لدخولنا إسرائيل، فماذا ننتظر؟ وبدأت ألح على زوجي، خاصة أنني على وشك الولادة، واخذ من جانبه يضغط على السفارة الإسرائيلية، حتى تقرر سفرنا لإسرائيل وكنت في الأيام الأولى من الحمل بالشهر التاسع بابنتي" حياة "، ودخلنا إسرائيل، وأدخلوني المستشفى، وتمت الولادة، وعرضوا علينا الإقامة في " تل أبيب" فرفضت ذلك، وقلت للإسرائيليين إما أن نسكن في القدس أو نعود من حيث أتينا، فوافقوا، ومنذ ذلك الوقت ونحن نسكن في هذه البقعة الطاهرة قرب المسجد الأقصى".
وردا على السؤال لماذا اختفى زوجها خلف أسماء مزيفة قالت ليلى : " لقد اشترط علينا الإسرائيليون الصمت التام، وأن لا نقول أبدا بأننا مصريون خوفا على حياتنا والتزمنا الصمت 10 سنوات، وطلبوا منا أن نعرف على أنفسنا في المجتمع الإسرائيلي بأننا يهود من اصل ليبي، مهاجرون لإسرائيل، وبقينا بهذه الصورة حتى زيارة السادات للقدس. لقد صمت عشر سنوات كاملة، لم أتحدث و أنا منذ ثلاثين عاما وأنا أعيش على أمل العودة لمصر، أصبحت أعيش مثل الشعب الفلسطيني والذي يحلم بالعودة لبلده.."
وحول لقاء زوجها مع الرئيس السادات قالت:" عندما جاء الرئيس الراحل السادات في زيارته التاريخية للقدس، ذهب زوجي" نبيه سرحان " إلى مطار بن غوريون، كمذيع في الإذاعة الإسرائيلية، وهناك وجد زملاءه المذيعين والصحفيين وغيرهم ممن يعرفهم، وقد اصبحوا في مراكز كبيرة مسؤولين أو إعلاميين ضمن الوفد المرافق للرئيس السادات، وكان اللقاء بينهم حارا و حميما، فلم يكن أي منهم يعرف انه في إسرائيل ، كانوا يعتقدون انه في ليبيا، وصافح الرئيس السادات، فقال له الرئيس الراحل السادات : "أين اختفيت ،كنا نعتقد انك في ليبيا ، أنت سبقتني لإسرائيل". وعندها سمعت الصحافة الإسرائيلية بالموضوع فكتبت خبرا صغيرا " مصري يكتشف عندنا في إسرائيل". وردا على السؤال أن كان الرئيس السادات وافق على عودتها وزوجها لمصر فقالت : " لقد استغل زوجي زيارة الرئيس السادات لإسرائيل، وطلب منه الإذن بعودتنا أو زيارتنا لمصر، فوافق الرئيس السادات، ورحب برجوعنا، فذهبت للسفارة المصرية وطلبت تأشيرة دخول، وبعد كفاح طويل لعام ونصف، حصلت على الموافقة، وسافرت مع أولادي لمصر وبقي زوجي ولم يذهب معنا ، وقضينا أسبوعين في مصر ، وتجولنا في الأماكن السياحية وزرنا أقاربنا، ولكن الأولاد رفضوا العيش في مصر رغم إلحاحي عليهم، واثروا العيش في إسرائيل، وجميعهم اصبحوا فنانين، فابنتي" حياة " مطربة، وابني " سامي " ممثل، والبنات موسيقيا تدرسن جميعهن في الأكاديمية الموسيقية الإسرائيلية". | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:49 pm | |
| هبة سليم
منذ أن كتب الأستاذ صالح مرسي قصة "عبلة كامل" في فيلم "الصعود إلى الهاوية" وصورة هذه الخائنة مرتسمة بخيالنا... وحفظنا تفاصيل تجنيدها وخيانتها حتى سقطت في قبضة المخابرات المصرية هي وخطيبها.
والجديد هنا في قصة عبلة كامل... أو "هبة سليم" الحقيقية... معلومات جديدة تماماً أعلن عنها مؤخراً .. وكانت خافية حتى بضع سنوات خلت ... كشفت النقاب عن شريكها الضابط العسكري المقدم فاروق الفقي.
إنها قصة مثيرة وعجيبة... قصة أول جاسوسة عربية استُغلت أديولوجياً... وعملت لصالح الموساد ليس لأجل المال أو الجاه أو أي شيء سوى الوهم... الوهم فقط...
فكانت بذلك أول حالة شاذة لم تماثلها حالة أخرى من قبل ... أو بعد... !!
حقائق ثابتة
لم تدخر المخابرات الإسرائيلية وسيلة عند تجنيدها للجواسيس إلا وجربتها. وأيضاً – لم تعتمد على فئة معينة من الخونة ... بل جندت كل من صادفها منهم واستسهل بيع الوطن بثمن بخس وبأموال .. حرام، وأشهر هؤلاء على الإطلاق – هبة عبد الرحمن سليم عامر – وخطيبها المقدم فاروق عبد الحميد الفقي.
إنها إحدى أشرس المعارك بين المخابرات الحربية المصرية والمخابرات الإسرائيلية. معركة أديرت بذكاء شديد وبسرية مطلقة، انتصرت فيها المخابرات المصرية في النهاية. وأفقدت العدو توازنه، وبرهنت على يقظة هؤلاء الأبطال الذين يحاربون في الخفاء من اجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامته.
لقد بكت غولدا مائير حزناً على مصير هبة التي وصفتها بأنها "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل" وعندما جاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ليرجو السادات تخفيف الحكم عليها... كانت هبة تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الامريكي.
لقد تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التي باعت مصر ليس من أجل المال أو الجنس أو العقيدة... إنما لأج الوهم الذي سيطر على عقلها وصور لها بأن إسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب. وجيشها من المستحيل زحزحته عن شبر واحد من سيناء، وذلك لأن العرب أمة متكاسلة أدمنت الذل والفشل، فتفرقت صفوفهم ووهنت قوتهم ...إلى الأبد.
آمنت هبة بكل هذه الخرافات، ولم يستطع والدها – وكيل الوزارة بالتربية والتعليم – أن يمحو أوهامها أو يصحح لها خطأ هذه المفاهيم.
ولأنها تعيش في حي المهندسين الراقي وتحمل كارنيه عضوية في نادي "الجزيرة" – أشهر نوادي القاهرة – فقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث الموضة والمغامرات، وبرغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع... إلا أن هبة انخرطت في "جروب" من شلة أولاد الذوات تسعى خلف أخبار الهيبز، وملابس الكاوبوي وأغاني ألفيس بريسلي.
وعندما حصلت على الثانوية العامة ألحت على والدها للسفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، فالغالبية العظمى من شباب النادي أبناء الهاي لايف، لا يدخلون الجامعات المصرية ويفضلون جامعات أوروبا المتحضرة .
وأمام ضغوط الفتاة الجميلة وحبات لؤلؤ مترقرقة سقطت على خديها، وافق الأب وهو يلعن هذا الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ولا بد من مسايرة عاداته وتقاليده.
وفي باريس لم تنبهر الفتاة كثيراً، فالحرية المطلقة التي اعتادتها في مصر كانت مقدمة ممتازة للحياة والتحرر في عاصمة النور.
ولأنها درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أن تتأقلم بسرعة مع هذا الخليط العجيب من البشر. ففي الجامعة كانت تختلف كل الصور عما ترسب بمخيلتها... إنها الحرية بمعناها الحقيقي، الحرية في القول والتعبير ... وفي اختيار المواد الدراسية... بل وفي مواعيد الامتحان أيضاً، فضلاً عن حرية العلاقة بين الجنسين التي عادة لا تقتصر على الحياة الجامعية فحسب... بل تمتد خارجها في شمولية ممتزجة باندفاع الشباب والاحتفاء بالحياة.
جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لكونها مصرية جريئة لا تلتفت إلى الخلف، وتنطلق في شراهة تمتص رحيق الحرية... ولا تهتم بحالة الحرب التي تخيم على بلدها، وتهيمن على الحياة بها.
لقد أعلنت صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة. وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في "الكيبوتز" وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهم الإعلام العربي، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية.
وعلى مدار لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم بدعوى الحرية التي تشمل الفكر والسلوك... استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج تشكلت لديها كحقائق ثابتة لا تقبل السخرية. أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب. وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها.
آمنت هبة أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون. وقادتها هذه النتائج إلى حقد دفين على العرب الذين لا يريدون استغلال فرصة وجود إسرائيل بينهم ليتعلموا كيفية اختزال الشعارات إلى فعل حقيقي. وأول ما يبدأون به نبذ نظم الحكم التي تقوم على ديموقراطية كاذبة وعبادة للحاكم.
وثقت هبة أيضاً في أحاديث ضابط الموساد الذي التقت به في شقة صديقتها... وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب على إسرائيل وهم على خلاف دائم وتمزق خطير، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميع المجالات من أوروبا وأمريكا.
هكذا تجمعت لديها رؤية أيديولوجية باهتة، تشكلت بمقتضاها اعتقاداتها الخاطئة، التي قذفت بها إلى الهاوية. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:50 pm | |
| ماكسويل .. الاعلامي الجاسوس
الموت أثار شكوك الإعلام حول الطريقة التي توفي بها ماكسويل.هل انتحر بسبب الأزمة المالية التي كان يمكن أن تغرق إمبراطورية الإعلام ؟ أم قتل على يد فريق يخته أو من خلال جنود عبروا أمام اليخت؟.
تشريح الجثة لم يثبت ما إذا كان قتل أوغرق بسبب عدم وجود مياه في رئتيه ودون تحديد سبب الوفاة فإن جثة ماكسويل نقلت إلى القدس حيث دفنت في جبل الزيتون، ولكن بجانب غموض الكيفية التي مات بها بارون الإعلام البريطاني غريب الأطوار فان موته فتح ملف إمبراطورية الإعلام الضخمة التي كان يملكها أمام التدقيق والتحقيق. وخلال حياته جعل ماكسويل النقاد يرزحون تحت ثقل دعاوى قضائية وبضغط من مجموعة القوانين البريطانية القاسية. ولكن بموته تغير الأمر ووجد مراقبو الحسابات أنه، نهب أموال تقاعد موظفيه وارتكب خداعاً مالياً واسع الانتشار، كما قادت وفاته إلى متاهة أمن قومي بريطاني. في هذه الزوايا المبهمة كان ماكسويل يهودي هرب من “الهولكوست” وصنع حياته كرجل أعمال معروف يمكنه أن ينساب من جانب إلى آخر عبر الستار الحديدي.
وخلط بين الصحافة والدبلوماسية، وفي عهد ريجان وبوش الأب عمل بقرب “إسرائيل وجند محافظين أمريكيين بارزين مثل السيناتور السابق جون تاور أحد اقرب الحلفاء لبوش. وفي نهاية الحرب الباردة كان ماكسويل الرجل الناصح لبوريس يلتسين حول كيفية مقاومة الانقلاب من المتشددين الشيوعيين وتمرير رسائل إلى مستشار الأمن القومي في عهد بوش الأب برنت سكوكروفت.
وغموض ماكسويل كان موضوع الكتاب الجديد الذي نشر في انجلترا وكتبه روسيل دايفيز بعنوان الجسد الأجنبي: الحياة السرية لروبرت ماكسويل وهو مساهمة في التاريخ الأمريكي الحديث وخاصة ليختبر مصداقية ابرز الشهود الخادعين في فترتي ريجان وبوش الأب وهو رجل الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلي السابق آري بن ميناش. الذي كان قد ظهر على السطح عام 1990 بعد اعتقاله في الولايات المتحدة لمحاولة بيع طائرات شحن من طراز c-130 لايران.
ومن بين اتهامات أخرى فان ماكسويل وأحد محرريه في صحف الميرور البريطانية ساعدا وسطاء في شحن الأسلحة “الإسرائيلية من الكتلة الشرقية إلى وجهات دولية متعددة منها إيران. فيما يخص بن ميناش كان ماكسويل اللاعب الأساسي في بناء روابط “إسرائيلية سرية دبلوماسية واستخبارية مع موسكو.
كان بن ميناش قد ورط أيضا تاور على انه تعاون في شبكة ماكسويل الدبلوماسية الصحافية.وأن “اسرائيل” اتهمت رجل الاستخبارات المركزية الأمريكية روبرت جيتس والرئيس بوش الأب للمشاركة في صفقات سرية للشرق الأوسط ترجع إلى فترة حملة “ريجان- كارتر” عام 1980و من المذهل أن يدعي بن ميناش انه شهد أن جيتس وبوش دخلا في مفاوضات مع الإيرانيين من اجل تقويض جهود كارتر لتحرير الرهائن الأمريكيين ال 52 الذين احتجزوا في إيران عام 1980.
وبجميع المقاييس كان بن ميناش شاهداً مثيراً للجدل وعندما وجه اتهاماته في مقابلة مع الصحافيين والمحققين من الكونجرس فان ادعاءاته قوبلت برفض واسع وسخرية، وكانت شهادته للمهمة السرية من قبل تاور وجيتس وبوش وماكسويل بدت مثل خيال متقن من روائي أدب جاسوسية فاشل. ومن جهتها فان حكومة الليكود “الإسرائيلية أنكرت أن بن ميناش عمل مع استخباراتها العسكرية.
ولكن في عام 1990 نشر بن ميناش رسائل تشير إلى دليل على انه عمل من 1977 إلى 1987 في مكتب الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية. وفي مواجهة هذه الرسائل غيرت “إسرائيل قصتها واعترفت أن بن ميناش عمل معها ولكن أصرت على انه كان فقط مترجماً بسيطاً لم يسافر أبدا في مهام حكومية.
الخط الجديد من الدفاع كان من الجمهوريين والمحافظين في وسائل الإعلام التي أكدت أن كلام بن ميناش ليس إلا هراء وأن من يجرؤ على اخذ قصصه محمل الجد شخص ابله. لكن القصة “الإسرائيلية كان لها مشاكلها. حتى ضباط الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية اعترفوا أن بن ميناش كان اكبر لاعب في الدور الذي سمحت له به الحكومة.
ومع ذلك كان شخصية متبجحة ووعد المحققين بأكثر مما قدمه لهم وادعاءاته ضد بوش وجيتس واجهت أيضا انكارهما الشديد أما تاور الذي كان المحقق الداخلي في قضية إيران كونترا فقد توفي بعد حادث طائرة في ابريل/نيسان عام ،1991 وفي وقت وفاته كان يعمل مع دار نشر ماكسويل بمرتب 200 ألف دولار سنويا.
مصداقية بن ميناش غرقت اكثر عندما اتهم ماكسويل بالعمل الاستخباري لحساب “إسرائيل إذ ادعي أنه ومحرره الخارجي الأنيق نيكولاس دايفيز رتبا أسلحة وساعدا “إسرائيل في تشويه سمعة موردخاي فعنونو عندما حاول هذا العالم المرتد أن يفضح تفاصيل برنامج تسلح “إسرائيل النووي السري. | |
|
| |
الانثى الحائره المشرفة العــامة
عدد المساهمات : 4353 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 39 الموقع : ***قلـــبه***
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الأربعاء أبريل 07, 2010 12:50 pm | |
| كلير فيليبس..
عملت بالمقاومة والتجسس لتنتقم لزوجها من اليابانيين
لم تكتف بنقل الأسرار بل قامت بتحليلها ببراعة
قررت السيدة كلير فيليبس أن تحارب اليابانيين بكل ما تملك من قوة بعد أن علمت أن زوجها قد وقع في الأسر، وأن اليابانيين قد حبسوه في أحد معسكرات الاعتقال في الفلبين، وقامت برهن وقيل ببيع مجوهراتها لتمول نادياً ليلياً جعلته مقراً للتجسس ضد العدو الياباني، وقد ألقي القبض عليها، ولكن بعد أن نجحت ولفترة طويلة في تزويد الأميركيين بأخطر الأسرار عن الجيش الياباني وتحركات قواته وخططه، وعذبت في السجن ولكنها احتفظت برباطة جأشها ولم تنبس ببنت شفة عن الحلفاء.
والسؤال المحير، هل الحقيقة أغرب من الخيال.. إذ كيف استطاعت سيدة من ضواحي مدينة بورتلاند الأميركية بولاية أوريجون، وهي سيدة ريفية ساذجة، أن تتحول ليس إلى جاسوسة فحسب، بل وأن تقود حركة مقاومة كبرى من حيث الحجم والدقة، وبأسلوب الجاسوس المتمرس؟.
في عام 1941 وشبح الحرب يلوح في أفق المحيط الباسفيكي حملت السيدة كلير حقيبتها بيد وبالأخرى ابنتها الصغيرة، وغادرت الولايات المتحدة الأميركية على أمل العمل بفرقة غنائية راقصة في مانيلا عاصمة الفلبين، وقوبلت بالترحاب لما كانت تتمتع به من جمال أخاذ وصوت شجي، وسرعان ما التقت بضابط من مشاة البحرية الأميركية أعجب بها وتحول الإعجاب إلى حب انتهى بزواج عوضها عن زوجها الراحل.
وعندما نشبت الحرب بين الحلفاء ودول المحور وانطلقت الشائعات بأن اليابانيين قادمون وأن من يقع في أديهيم من المدنيين الأميركيين سيودع السجون والمعتقلات، اتخذت كلير لها هوية جديدة، وأشاعت أنها أصلاً فلبينية من أصل إيطالي وأطلقت على نفسها اسم (دوروثي فيونتيس).
في شباط 1942 بدأ الغزو الياباني للفلبين ولم يدم القتال طويلاً إذ احتل اليابانيون كل الجزر الرئيسية في الفلبين، وعلمت كلير أن زوجها قد تم أسره من قبل القوات اليابانية، وأودع أحد معسكرات الاعتقال فقررت أن تنتقم له، وأن تفعل ما في وسعها لمحاربة هؤلاء المحتلين، وهداها تفكيرها إلى إقامة مرقص أو ناد ليلي خاص بها، وقامت ببيع كل ما كانت تملك من مجوهرات، ومع ما وفرته من مال اشترت لنفسها مرقصاً بدأ يؤمه الضباط اليابانيون ولم يخطر ببال اليابانيين أن صاحبته أميركية الجنسية بالميلاد، فقد كانت بشرتها تميل للسمرة، وكان شعرها الأسود يعزز روايتها بأنها إيطالية الجنسية متزوجة من فلبيني وكان للإيطاليين مكانتهم الخاصة لدى اليابانيين، إذ كانت إيطاليا حليفاً لليابان وألمانيا في الحرب، وكانت الفكرة الأولى التي خطرت على بال كلير أن تستغل ما تكسبه من مال في دعم المقاومة الأميركية في ريف مانيلا، وفي تخفيف معاناة الأسرى الذين كانوا يموتون بسبب سوء التغذية مثل زوجها فيليبس، وقهر السجون اليابانية، حيث كانوا يضعون فيها الأسرى في حفر تحت الأرض حتى يصابوا بالجنون أو يلقوا حتفهم.
كان النادي الليلي الذي اشترته كلير يحمل اسماً خاصاً بصاحبه، فغيرت الاسم إلى (نادي توسو باكي) وكان يعني باللغة الفلبينية كاميليا ـ أي زهرت الكاميليا ـ وباليابانية (الغالي، النفيس)، وكان جناحها الخاص بالنادي يطل على الميناء، ولم يخطر ببال كلير أن هذا الموقع يمكن استغلاله إلا عندما تغيرت خطتها في كيفية محاربة اليابانيين، وحدث هذا التغيير عندما علمت بأن زوجها قد لقي حتفه بعد أن اضطره اليابانيون إلى سلوك الطريق إلى (باتان) في مسيرة طويلة كان يطلق عليها (مسيرة الموت)، وجاءت الفكرة أصلاً من القائد الياباني (هوما) في شهر آذار عام 1942 عندما اكتشف أن عدد الأسرى من الجنود الفلبينيين والأميركيين يتزايدون وأنه لا مأوى لهم في مانيلا، فقرر أن يسيروا على الأقدام إلى معسكر (باتان) الذي يبعد عن العاصمة الفلبينينة حوالي 100 ميل، وكان القادة اليابانيون يعتقدون أنها مسافة قصيرة يقطعها جنودهم عادة في بضعة أيام، ولكن اليابانيين جهلوا أو تجاهلوا أن الأسرى منهم الجرحى والمرضى، وقد بدأوا يقدمون لهم منذ كانون الثاني 1942 نصف مخصصاتهم من الطعام، ووفقاً لقوانين اليابانيين الخاصة بالأسرى فإن الجندي ما أن يقع في الأسر حتى يصبح من حق المنتصر أن يفعل به ما يشاء، وكانوا يضربون الأسرى لحملهم على المسير، ويقتلونهم لأقل سبب فإذا وجد مع الأسير أي أشياء تذكارية يابانية فإنه يعدم مباشرة بحجة أنه لا بد أن يكون قد أخذها من جندي ياباني بعد أن قتله، وكانت المسيرة قد بدأت في العاشر من نيسان عام 1942، وكل من كان يسقط مريضاً في الطريق يطلق عليه الرصاص، وكانوا يضعون الأسير المتمرد تحت وهج الشمس دون ماء أو طعام أو خوذة فإذا طلب الماء أعدم، وكان بعض الجنود ينامون فوق أجساد الموتى من زملائهم عندما يجيء الظلام ويسمح لهم بالرقاد، وكانت الرحلة تستغرق أسبوعاً، وفي مرات نادرة كانوا يسمحون للجنود بحمل جرحاهم، وكان فيليبس أحد ضحايا (مسيرة الموت) أو شهر الموت بسبب سوء التغذية، وبدأت كلير العمل كجاسوسة إضافة إلى جهدها في المقاومة، وقررت أن تستدرج كبار الضباط اليابانيين إلى ناديها الليلي وتوفر لهم كل سبل الراحة من عناء الحرب أو وعثاء السفر، وكانت تغريهم ومن يتعاون معهم، بالبوح بأسرار تحركات قواتهم ولو على سبيل التباهي بقوة الجيش الياباني وذكاء القادة، وكانت الرقصات والعروض الراقصة تسحر اليابانيين فيفرطون في الشرب ثم تبدأ ترثرة لا تنتهي، وأصبح هذا مصدراً للمعلومات، وكانت كلير تنقلها لوحدات المقاومة’ وكانت هناك كتيبة من فرقة الكشافة الفلبينية المعروفة يقودها نقيب أميركي تعمل كوحدة مقاومة في الجبال المحيطة بالعاصمة الفلبينية مانيلا ولديها أجهزة إرسال، وأصبح جنود هذه الكتيبة ينتظرون المعلومات التي تقدمها لهم الجاسوسة كلير كل ليلة، لينقلوا للحلفاء تحركات السفن اليابانية من الميناء وحركات الجنود، وأطلقت الوحدة على الجاسوسة كلير لقب (الجيوب العالية)، لأنها ـ كما قيل ـ كانت حين تتلقى نقوداً في الملهى لقاء خدمات تضعها في جيب عالٍ في الفستان الذي كانت ترتديه وهي تدير المرقص، وشكلت كلير شبكة جاسوسية وأصبحت تبعث برسائلها السرية إلى وحدة الكشافة في الجبال بواسطة من جندتهم من الرجال والنساء لهذا الغرض. وكانت تضع كل رسالة داخل موزة ثم تغلقها من جديد، وكان حمل هذه الفاكهة أمراً طبيعياً، ولكن غير الطبيعي هو ما كان بداخلها، واشتهر الملهى الليلي وازداد عدد اليابانيين، وبدأت تحصل على معلومات غاية في السرية، وتحلل بعض المعلومات وتبعث بها إلى مخابرات الحلفاء عند الجبل لتُنقل للقيادة، ومما نقلته أن اليابانيين يستخدمون سفن الصليب الأحمر لا لنقل الجرحى بل لنقل الجنود، كما نقلت لهم أن حاملات طائرات يابانية تحرسها مدمرات تترك الميناء إلى جهة ما، وكان تحليلها أنها جميعاً في طريقها إلى (جزر سليمان)، واكتشف الحلفاء فيما بعد أن تحليلها كان صحيحاً، وكانت تبلغهم أولاً بأول عن النشاط العام في الميناء، مشيرة إلى عدد السفن التي وصلت وتلك التي غادرت الميناء والفترة التي استغرقتها صيانة هذه السفن الحربية، وكانت حين تحصل من بعض عيونها على معلومات باللغة الفلبينية تترجمها مباشرة وتبعث بها، ولم تترك رغم نشاطها التجسسي عملها الآخر في تزويد الأسرى بالكينين لمعالجة الملاريا، وبالطعام والفواكه وحتى بالرسائل التي تصلهم من ذويهم، ورغم أنها لم تكن تستطيع إنقاذ كل الأسرى فقد استطاعت أن تنقذ الكثيرين رغم ما في هذا العمل من خطورة، وقد كتب لها أحد الأسرى رسالة جاء فيها.
(لقد عدت بفضلك للحياة من جديد، وقد رفعت من روحنا المعنوية، وإذا كان بعضنا يستحق الأوسمة فأنت الأولى بها، وكنت أتمنى أن تري الفرحة على وجوه الأسرى الذين أقعدتهم جراحهم عن الحركة)، وكانت مهمة الجاسوسة كلير جد خطيرة وتعتمد على السرية وإخلاص المتعاونين معها وقليل من الحظ، وظلت لعام ونصف العام محظوظة لا تثير الشبهة، وكانت تعتمد لضمان وصول الطعام والأودية للأسرى على رشوة الحراس اليابانيين، وحين أحست بأن الشكوك بدأت تساور البعض فكرت في أخذ صغيرتها كما فعلت ذات مرة إلى الجبال حيث كانت آنذاك قريبة من معسكر زوجها، ولكنها تذكرت كيف أن الصغيرة قد أصيبت هناك بالملاريا كما أنها شعرت بأن الحلفاء من جهة، والأسرى من جهة أخرى في أمس الحاجة إليها، وقررت في شجاعة أن تبقى وتستمر في أداء مهمتها برغم كل المخاطر.
في اليوم الثالث والعشرين من شهر أيار عام 1944 تم إلقاء القبض على أحد الرجال الذين كانوا يشكلون حلقة صلتها بالأسرى، ويبدو أنه حين تعرض للتعذيب ذكر اسمها خلال الاستجواب، ولم تمض ساعات حتى أقبل أربعة من عتاة الجنود اليابانيين، وشعرت حين رأتهم بأنهم يتأبطون شراً، وكانت قد احتاطت للأمر بوضع ابنتها مع إحدى الأسر الصديقة، واقبلوا تجاهها وبنادقهم مصوبة نحوها ثم اتهموها بالتجسس لصالح الحلفاء واقتادوها خارج المرقص، وبدأ بعد ذلك استجوابها على الطريقة اليابانية المعروفة آنذاك (العصا والجزرة).
كان اليابانيون يعرفون اسمها الرمزي (الجيوب العالية)، وبدأوا ينادونها بهذا الاسم الرمزي، وقرأوا عليها رسالة كانت قد بعثت بها إلى القسيس الملحق بالسجن وأوهموها بأنهم يعرفون كل ما قامت به من عمليات سرية، وسألوها عن معنى كلمة (Cal) وأخبرتهم بصراحة أنها اختصار لكلمة (كالامان) (calman)، وتعني بالفلبينية (برتقال) وسألوها عن كلمة (داما جانة) (Damijahn) التي وردت في رسالتها للقسيس وأخطرتهم بأنها تعني زجاجة كبيرة لحمل العصير للأسرى، ولم يصدقوها وبدأو في تعذيبها كي تعترف، وكانت تقول وهي تصيح انظروا لمعناها في القاموس، ولكنهم ظلوا يضربونها وحين أغمي عليها لجأوا للقاموس الإنجليزي الياباني فوجدوا الكلمة كما قالت، وبعثوا بها إلى السجن ثم أيقظوها للاستجواب، وفي النهاية وضعوا رأسها فوق قطعة خشب ورفع السياف سيفه عالياً ثم توقف قبل أن يجهز به على عنقها مؤكداً لها أنه يصدقها لأن من يكذب في مثل هذا الموقف كان دائماً يعلو صراخه خوفاً من الموت، ولكن الاستجواب رغم ذلك استمر حتى اضطرت في اليوم الثاني من تشرين الثاني عام 1944 للاعتراف بالتجسس وقدمت بعد ذلك للمحاكمة وحكمت عليها ا لمحكمة بالإعدام، وألقيت في سجن مظلم في انتظار موعد تنفيذ الحكم، وفي اليوم التالي وقفت أمام محكمة عسكرية ووجدت مذنبة بارتكاب أفعال سرية تضر بالإمبراطورية اليابانية وصدر الحكم هذه المرة بالسجن عشرين سنة.
في العاشر من شباط 1945 استسلم اليابانيون وتولى الأميركيون قيادة السجن الذي كانت به كلير وأطلقوا سراحها، وأسرعت إلى ابنتها، وغادرت الفلبين بلا رجعة وعادت إلى مسقط رأسها بمدينة بورتلاند.
في عام 1947 كتبت الجاسوسة كلير قصتها في كتاب (التجسس في مانيلا) وفي عام 1951 تسلمت كلير (وسام الحرية)، وكانت أول امرأة في أميركا تتلقى هذا الوسام بناء على توصية الجنرال (دوجلاس ماكارثر) واصطف حرس الشرف لاستقبالها حين حطت بها الطائرة في مطار (لاجارديا)، وقدم لها الرائد كينيث بورج باقة ورد، إذ كانت سبباً في إطلاق سراحه من الأسر بمعلومة بعثت بها للمخابرات عن مكانه، فجاء يرد الجميل لمن أنقذت حياته. وفي عام 1951 شهدت الجاسوسة كلير فيلماً سينمائياً عن قصة حياتها بعنوان (كنت جاسوسة أميركية was an American spy!) وتوفيت الجاسوسة كلير بعد ذلك بتسع سنوات، البطلة التي خاطرت بحياتها لإنقاذ الأسرى، ومدت الحلفاء بأخطر الأسرار. | |
|
| |
تالا مشرفة مميزة
عدد المساهمات : 2685 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: رد: أكبر جواسيس التاريخ الثلاثاء أبريل 13, 2010 10:18 pm | |
| مجهود رائع وجبار سلمت ايديك ..
صدق من قال ان راوئح الارض الخالدة لن تسطتع ان تمحي رائعة الخيانة | |
|
| |
| أكبر جواسيس التاريخ | |
|