بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الحادي عشر
اليوم نستعرض معًا آخر بحور العروض التي تقوم على تفعيلةٍ واحدة فقط، هذا البحر الجديد وينسبُ مُعظم الأدباء لهذا البحر أقدميته بين البحور، ويكادون يجمعون على أنه أول الأوزان الشعرية....بحرنا لهذا اليوم هو:الرجز
يقوم هذا البحر على تفعيلةٍ واحدة، هي ((مُستفْعِلن))، ويكون وزن الشطرة الواحدة من البيت:مُسْتَفْعِلُنْ + مُسْتَفْعِلُنْ + مُسْتَفْعِلُنْ
لهذا البحر عِدَّة أنواع، نستعرضها معًا1- الرجز التام، وينتهي بـ مُستَفْعِلن في جميع أبياتهومثال هذا النوع قول الشاعر:مَرَرتُ بالقَصْرِ فكيْفَ ناسُهُ؟
هلْ عنْ كِلوباتْرا أولِمْبوسُ نَبا؟
صَرِّحْ، أبِنْ قُلْ غَدَرَتْ، قُل جدَّدتْ
بِقَيْصَرَ الثالِثَ دوْلةُ الهوى
2- الرجز التام، قصائد تنتهي كلُّ أبياتها بالوزن مُسْتَفْعِلْ، ومثالُها:كالشَّمْسِ من جَمْرَةِ ((عَبْدِ شَمْسِ))
غَضْبى، سخَتْ نَفْسي لها بِنَفسي
ماطِلةٌ غَريمُها لا يقْتضي
ديونَهُ، ودينُها لا يُنْسي
هذان النوعان هما أنواع الرجز التام، ويجدر بنا ذكر أشكال مُسْتَفْعِلن الثلاث في النصوص...في النوع الأول، تأتي مُسْتَفْعِلن على وجهينِ آخرين عدا شكلها الرئيس، وليس فيها أيُّ التزام، فتأتي تارةً كما هي الآن، وتأتي بصورة ((مُتَفْعِلُنْ)) و ((مُسْتَعِلُنْ))إذن فأشكالها هي:· مُستَفْعِلن
· مُتَفْعِلُنْ
· مُسْتَعِلُنْ
هذه أوضاع الوزن في هذه التفعيلة، وليس علينا التزام شكلٍ معيَّن في أيِّ مكان...بالنسبة للنوع الثاني، يكون الإختلاف فقط في مُسْتَفْعِلْفتأتي على شكلها هذا، ويمكن أن تأتي أيضًا على شكلفَعولن
بهذا نكون أنهينا الرجز التام
ولكن آثرت اليوم أن أضيفَ إليه أيضًا مجزوء الرجز في درسٍ واحد
لا كما كُنَّا نفعل سابقًا
مَـــــــجزوء الرجز
كما في البحور السابقة، وكما تعلمنا دومًا، المجزوء هو صورة مصغرة عن التام، ويقوم دومًا على إسقاط التفعيلة الأخيرة، لن أطيل بالشرح، فعلى المجزوء ما على التامولكن عليَّ أن نذكر أن له نوعان أيضًا هما كما يلي:1- المجزوء الذي تنتهي جميع أبياته بـ مُستَفعلن
ووزن الشطرة الواحدة منه
مُسْتَفْعِلُنْ + مُسْتَفْعِلُنْ
2- المجزوء الذي تنتهي جميع أبياته بالوزن مُستَفْعِلْ
مُسْتَفْعِلُنْ + مُسْتَفْعِلْ
وعليه أيضًا ما على التام من تغيير في التفعيلة، ولا يختلف عنه قطّْ....هكذا إخواني وأخواتي نكون أنهينا بعون الله
دراسة البحور التي تقوم على تفعيلة واحدة
وهذه لشوقي
قم سابق الساعة واسـبق وعـدها
الأرض ضاقت عنك فاصدع غمدها
وامـلأ رمـاحا غـورها ونجـدها
وافتـح أصـول النـيل واستردها
شـلالها،وعذبــها، وعــدها
واصرف الينا جزرهــا ومدهـا
وتلك الوجوه لا شـكونا فقـدها
بيضت القربى لنـا مسـودهــا