من منير عبد الرحمن - اكد المؤتمر الدولي للقدس في ختام اعماله في العاصمة الاردنية عمان ضرورة دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ونبذ الخلافات الفلسطينية وانهاء الانقسام.
كما دعا المؤتمر الى تشكيل جبهة وطنية قادرة على الصمود والمواجهة ضد المخططات الإسرائيلية الهادفة الى تهويد القدس. واشاد المؤتمر بدور الاردن في الدفاع عن القدس.
وشارك في المؤتمر الذي عقد بين 4 الى 8 من الشهر الجاري الذي جاء في اطار حتفالات الأردن بالقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009خمسين باحثا من دول عربية واجنبية.
واستعرض المشاركون في ابحاثهم التي قدمت للمؤتمر الجوانب التاريخية والحضارية والعمرانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والأبعاد التاريخية للصراع العربي -الإسرائيلي، وبرنامج الاستيطان والتهويد الصهيوني الهادف إلى طمس ومعالم المدينة وتالغائها وتهويدها، مؤكدين استحالة تحقيق أي حل للصراع مع اسرائيل الا باستعادة القدس تحت السيادة الفلسطينية.
ودعا المؤتمر دول العالم وتحديداً الدول الكبرى، إلى مساندة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة للضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية، القاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، والالتزام بمرجعيات مؤتمر مدريد للسلام، ومبدأ الأرض مقابل السلام، والمحافظة على هوية القدس العربية الإسلامية بصفتها دولةً محتلة
كما دعا المؤتمر الدول العربية والإسلامية الى انشاء صندوق خاص لدعم القدس، تساهم فيه بنسب مساهماتها في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي،
ويرى مشاركون ان تنفيذ هذا الاقتراح سيحافظ على الحفاظ على المدينة المقدسة في مختلف جوانبها المادية والمعنوية، ويدعم سكانها المسلمين والمسيحيين لمواجهة الضغوطات التي تمارس عليهم من قبل سلطات الاحتلال .
واكد وزير الثقافة الاردني الدكتور صبري الربيحات على اهمية إدامة الجهود للدفاع عن القدس ومأسستها لمواجهة المخططات الاسرائيلية الرامية الى طمس هوية المدينة المقدسة وتغيير معالمها التاريخية والحضارية.
وقال الربيحات في تصريح صحافي اليوم ان الوزارة ستعمل على اعداد ملخصات بلغات اجنبية لاوراق العمل التي قدمت للمؤتمر الدولي للقدس لنشرها وتوزيعها لمخاطبة الاخر من اجل التعريف بالحقائق التاريخية حول الوجود العربي والاسلامي في القدس اضافة الى دراسة تنظيم وعقد مؤتمر سنوي حول القدس، والتوجه نحو كافة المختصين والباحثين العالميين في هذا الميدان للإفادة من أعمالهم وأبحاثهم.
واضاف ربيحات ان الوزارة ستقوم بتوثيق الروايات الشفهية المستقاة من أهالي فلسطين الذين عاصروا الحروب العربية - الإسرائيلية المتعلقة ببطولات الجيش العربي الأردني، ودوره في الدفاع عن ثرى فلسطين بعامة والقدس بخاصة لتدوينها اضافة الى الاهتمام بالأبحاث والدراسات التي تتناول شخصية القدس وعروبتها، وإصدار دليل لهذه الأبحاث ورفد المكتبات المدرسية والجامعية بها.
واكد الربيحات اهمية إدراج القدس تاريخاً وحضارةً في المناهج التربوية العربية والإسلامية في المدارس والكليات والجامعات لتعريف الأجيال الناشئة والشابة بأهمية القدس، ومكانتها المادية والروحية وخاصة في هذا المرحلة التي تعرض فيه المدينة الى حملات لتشويه تاريخها والتضييق على سكانها وترحيلهم عن بيوتهم بالقوة.
وشدد على اهمية إشراك علماء مختصين في تاريخ القدس والحضارة العربية والإسلامية في المفاوضات لدحض الإدعاءات الصهيونية الكاذبة بشأن حقوقهم التاريخية المزعومة في القدس، مشيرا الى تركيز المؤتمر على نشر وثائق مخطوطات البحر الميت (قمران) والتشريعات الخاصة بها، وترجمتها، لتعميمها وتعريف العالم بها لما تحمله من دلالات وكنوزٍ تاريخية تتعلق بالقدس ومحيطها.
وقال الربيحات ان القدس التي تتجه الى انظار اتباع الديانات السماوية تحتاج الى مشاركة الشعوب لتفهم قضيتها بأبعادها الدينية والحضارية والإنسانية، وخاصة ان هذه المدينة تدعو دائما إلى المحبة والسلام.