لست روميو عضو ذهبي
عدد المساهمات : 821 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 39 الموقع : la7n-words.ahlamontada.net
| موضوع: بعض القصائد-3 الأحد يناير 03, 2010 3:19 am | |
| سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا
يجيئون،
أبوابنا البحر، فاجأنا مطرٌ. لا إله سوى الله. فاجأنا
مطرٌ و رصاصٌ. هنا الأرض سُجادةٌ، و الحقائب
غربهْ !.
يجيئون،
فلتترجّل كواكب تأتي بلا موعد. و الظهور التي
استندت للخناجر مضطرة للسقوط.
و ماذا حدث؟
أنت لا تعرف اليوم. لا لون. لا صوت. لا طعم.
لا شكل.. يُولد سرحان، يكبر سرحان،
يشرب خمراً و يسكرُ. يرسُم قاتله، و يمزِّق
صورته. ثم يقتله حين يأخذ شكلاً أخيراً.
و يرتاح سرحان.
سرحان ! هل أنت قاتل؟
و يكتب سرحان شيئاً على كمِّ معطفه، ثمَّ تهرب
ذاكرةٌ من ملف الجريمة .. تهرب .. تأخذ
منقار طائر.
و تأكل حبة قمح بمرج بن عامر.
و سرحانُ مُتَّهم بالسكوت، و سرحان قاتل
*** و ما كان حُبَّاً
يدان تقولانِ شيئاً، و تنطفئان.
قيودٌ تلد
سجون تلد
منافٍ تلد.
و نَلتفُّ باسمكِ،
ما كان حُبَّاً
يدان تقولانِ شيئاً.. و تنطفئان..
و نعرف، كُنَّا شعوباً، و صرنا حجارهْ
و نعرف، كنتِ بلاداً و صرت دخان
و نعرف أشياء أكثر
نعرف، لكنَّ كل القيود القديمه
تصير أسور ورد
تصير بكاره
في المنافي الجديده.
و نَلتفُّ باسمك
ما كان حُبَّاً
يدان تقولانِ شيئاً و تنطفئان.
و سرحان يكذب حين يقول رضعتُ حليبك، سرحان
من نسل تذكرة، و تربَّى بمطبخ باخرة لم تلامس
مياهكِ. ما اسمك؟
- نسيت.
و ما اسم أبيك؟
- نسيت.
و أمُّك؟
- نسيت.
و هل نمتَ ليلةَ أمس؟.
- لقد نمتُ كثيراً.
حلمت؟
- كثيراً.
بماذا؟
- بأشياء لم أرها في حياتي
و صاح بهم فجأة:
- لماذا أكلتمم خضاراً مُهرّبة من حقول أريححا؟
- لماذا شربتم زيوتاً مهرَّبة من جراح المسييح؟
و سرحان متهم بالشذوذ عن القاعدهْ.
برقية من السجن
من آخر السجن،
طارت كف أشعاري
تشد أيديكم ريحا على نار
أنا هنا و وراء السور أشجاري
تطوع الجبل المغرور أشجاري
مذ جئت
أدفع مهر الحرف
ما ارتفعت غير النجوم
على أسلاك أسواري
أقول للمُحكم الأصفاد حول يدي
هاذي اساوير اشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي و قيد يد
في طول عمركم المجدول بالعار
أقول للناس للأحباب نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار
عابرون في كلام عابر
- 1-
أيها المارون بين الكلمات العابره
احملوا أسماءكم، وانصرفوا
واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكره
وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
-2-
أيها المارون بين الكلمات العابره
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار - ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى - ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا
وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء..
وعلينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء!
- 3-
أيها المارون بين الكلمات العابره
كالغبار المر، مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائره
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
ولنا ما ليس يرضيكم هنا:
حجر.. أو خجل فخذوا الماضي، إذا شئتم، إلى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمى للهدهد، إن شئتم،
على صحن خزف.
فلنا ما ليس يرضيكم: لنا المستقبل
ولنا في أرضنا ما نعمل
-4-
أيها المارون بين الكلمات العابره
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس!
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم، وطن ينزف شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان أو للذاكره..
أيها المارون بين الكلمات العابره،
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا... والآخره
فاخرجوا من أرضنا
من برنا.. من بحرنا
من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا
من ذكريات الذاكره
أيها المارون بين الكلمات العابره!..
طوبى لشيء لم يصل!
هذا هو العرسُ الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
في ليلة لا تنتهي
هذا هو العرسُ الفلسطينيُّ
لا يصل الحبيبُ إلى الحبيبْ
إلاّ شهيداً أو شريداً
دمُهم أمامي..
يسكن اليوم المجاورَ-
صار جسمي وردةً في موتهمْ..
و ذبلتُ في اليوم الذي سبق الرصاصةَ
و ازدهرتُ غداةَ أكملتِ الرصاصةُ جُثَّي
و جمعت صوتي كلَّهُ لأكون أهدأ من دمٍ
غطّى دمي...
دمُهم أمامي
يسكن المدنَ التي اقتربتْ
كأنَّ جراحهم سفنُ الرجوعِ
و وحدهم لا يرجعون...
دمُهم أمامي..
لا أراهُ
كأنه وطني
أمامي.. لا أراهُ
كأنَّه طرقات يافا-
لا أراهُ
كأنَّه قرميد حيفا-
لا أراهُ كأنَّ كلَّ نوافذ الوطن اختفت في اللحمِ
وحدهم يرون
و حاسَّةُ الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلى عشرين عاماً ضائعاً
و الآن، تأخذ شكلها الآتي
حبيبتُهم..
و ترجعهم إلى شريانها.
دمُهم أمامي..
لا أراهُ
كأنَّ كلَّ شوارع الوطن اختفت في اللحمِ
وحدهم يرون
لأنهمْ يتحررون الآن من جلد الهزيمةِ
و المرايا
ها هُم يتطايرون على سطوحهم القديمةِ
كالسنونو و الشظايا
ها هم يتحررون...
طوبى لشيء غامضٍ
طوبى لشيء لم يصل
فكّوا طلاسمه و مزَّقهُمْ
فأرَّخْتُ البداية من خطاهم
( ها هي الأشجار تزهرُ في قيودي)
و انتميت إلى رؤاهم
(ها هي الميناء تهرُ في حدودي)
و الحلم أصدق دائماً. لا فرق بين الحلمِ
و الوطن المرابط خلفَهُ...
و الحلم أصدق دائماً. لا فرق بين الحلمِ
و الجسد المخبَّأ في شظيَّهْ
و الحلم أكثر واقعيَّهْ
هكذا قالت الشجرة المهملة خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
وطني.
هل تحسّ العصافير أنّي
لها
وطن ... أو سفر ؟
إنّني أنتظر ...
في خريف الغصون القصير
أو ربيع الجذور الطويل
زمني.
هل تحسّ الغزالة أنّي
لها
جسد ... أو ثمر ؟
إنّني أنتظر ...
في المساء الذي يتنزّه بين العيون
أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب
بدني
هل يحسّ المحبّون أنّي
لهم
شرفة ... أو قمر ؟
إنّني أنتظر ...
في الجفاف الذي يكسر الريح
هل يعرف الفقراء
أنّني
منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
لهم
خنجر ... أو مطر ؟
أنّني أنتظر ...
خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
كان يهملني من أحب
و لكنّني
لن أودّع أغصاني الضائعة
في رخام الشجر
إنّني أنتظر ... | |
|