لست روميو عضو ذهبي
عدد المساهمات : 821 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 39 الموقع : la7n-words.ahlamontada.net
| موضوع: بعض القصائد-5 الأحد يناير 03, 2010 3:24 am | |
| المدينة المحتلة الطفلة احترقتْ أُمُّها
أمامها..
احترقتْ كالمساءْ.
و علَّموها: يصير اسمُها-
في السَّنةِ القادمهْ-
سيِّدَة الشهداءْ
و سوف تأتي إليها
إذا وافق الأنبياء!
الطفلة احترقتْ أُمُّها
أمامها..
احترقت كالمساء.
من يوهما،
لا تحبُّ القمر
و لا الدُّمى
كُلَّما
جاء المسا، صرخت كُلُّها:
أنا قتلتُ القمر
لأنه قال لي:.... قال.. قال:
أمُّكِ لا تشبه البرتقال
و لا جذوع الشجر
أمُّكِ في القبر
لا في السماء.
الطفلة احترقتْ أُمُّها
أمامها..
احترقت كالمساء..
***
| |
|
لست روميو عضو ذهبي
عدد المساهمات : 821 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 39 الموقع : la7n-words.ahlamontada.net
| موضوع: رد: بعض القصائد-5 الأحد يناير 03, 2010 3:25 am | |
| عائد إلى يافا
هو لآن يرحل عنّا
و يسكن يافا
و يعرفها حجراً.. حجراً
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلِّدهُ..
تقلِّد موعده الأخضرا
هو الآن يعلن صورته-
و الصنوبر ينمو على مشنقهْ
هو الآن يعلن قصَّته-
و الحرائق تنمو على زنبقهْ
هو الآن يرحل عنّا
ليسكن يافا
و نحن بعيدون عنه،
و يافا حقائبُ منسيَّة في مطارْ
و نحن بعيدون عنه؛
لنا صُوَرٌ في جيوب النساء،
و في صفحات الجرائد،
نعلن قصَّتنا كل يوم
لنكسب خصلة ريح و قبلة نار.
و نحن بعيدون عنه،
نهيب به أن يسير إلى حتفه..
نحن نكتب عنه بلاغاً فصيحاً
و شعراً حديثاً
و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف
و نحتجُّ: ليس لنا في المدينة دار.
و نحن بعيدون عنه،
نعانق قاتله في الجنازة،
نسرق من جرحه القطن حتى نلمِّعَ
أوسمة الصبر و الانتظار
هو الآن يخرج منا
كما تخرج الأرض من ليلة ماطرهْ
و ينهمر الدمُ منهُ
و ينهمر الحبر منّا.
و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرهْ
على خنجر ٍ؟
و المساءُ بعيدٌ عن الناصرهْ!
هو الآن يمضي إليه
قنابل.. أو برتقاله
و لا يعرف الحدَّ بين الجريمة حين تصير حقوقاً
و بين العدالهْ
و ليس يصدِّق شيئاً
و ليس يكذِّبُ شيئاً.
هو الآن يمضي.. و يتركنا
كي نعارض حيناً
و نقبلَ حيناً
هو الآن يمضي شهيداً
و يتركنا لاجئينا!
و نام
و لم يلتجئ للخيام
و لم يلتجئ للموانئ
و لم يتكلَّمْ
و لم يتعلَّمْ
و ما كان لاجئ
هي الأرض لاجئةٌ في جراحه
و عاد بها.
لا تقولوا: أبانا الذي في السماوات
قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منّا
و عاد..
هو الآن يُعدمُ
و الآن يسكن يافا
و يعرفها حجراً.. حجراً
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلِّدهُ.
تقلِّد موعده الأخضرا
لترتفع الآن أذرعةُ اللاجئين
رياحاً.. رياحا.
لتنتشر الآن أسماؤهم
جراحاً.. جرحا.
لتنفجر الآن أجسادهم
صباحاً.. صباحاً.
لتكتشف الأرضُ عنوانها
و نكتشف الأرضَ فينا.
*** | |
|
لست روميو عضو ذهبي
عدد المساهمات : 821 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 39 الموقع : la7n-words.ahlamontada.net
| موضوع: رد: بعض القصائد-5 الأحد يناير 03, 2010 3:25 am | |
| جواز السفر
لم يعرفوني في الظلال التي
تمتصُّ لوني في جواز السفرْ
و كان جرحي عندهم معرضاً
لسائح يعشق جمع الصور
لم بعرفوني، آه.. لا تتركني
كفي بلا شمس ٍ،
لأن الشجر
يعرفني..
تعرفني كل أغاني المطر
لا تتركيني شاحباً كالقمر!
***
كلُّ العصافير التي لاحقتْ
كفي على باب المطار البعيد
كل حقول القمح،
كل السجون،
كل القبور البيض
كل الحدودِ،
كل المناديل التي لوَّحتْ،
كل العيونِ
كانت معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر!
***
عار ٍ من الاسم، من الانتماء؟
في تربة ربَّيتها باليدين؟
أيوب صاح اليوم ملء السماء:
لا تجعلوني عبرة مرتين!
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
و من يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس.. جنسيتي
فلتسقطوا عني جواز السفر!
***
| |
|
لست روميو عضو ذهبي
عدد المساهمات : 821 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 39 الموقع : la7n-words.ahlamontada.net
| موضوع: رد: بعض القصائد-5 الأحد يناير 03, 2010 3:26 am | |
| أعراس
عاشقٌ يأتي من الحرب إلى يوم الزفافْ
يرتدي بدلتَهُ الأولى
و يدخلْ
حلبة الرقص حصاناً
من حماس و قرنفلْ
و على حبل الزغاريد يُلاقي فاطمهْ
و تُغنّي لهما
كل أشجار المنافي
و مناديل الحداد الناعمهْ
ذَبَّل العاشقُ عينيه
وأعطى يَدَهُ السمراء للحنّاء
والقطن النسائيّ المقدس
وعلى سقف الزغاريد تجيء الطائرات
طائرات
طائرات
تخطفُ العاشقَ من حضن الفراشهْ
و مناديل الحداد
و تُغنّي الفتيات:
قد تزوَّجْتَ
تزوجت جميع الفتيات
يا محمَّدْ!
و قضيتَ الليلة الأولى
على قرميد حيفا
يا محمد!
يا أمير العاشقين
يا محمد!
و تزوَّجْتَ الدوالي
و سياج الياسمين
يا محمد!
و تزوَّجْتَ السلالمْ
يا محمد!
و تقاوم
يا محمد!
و تزوَّجْتَ البلاد
يا محمد!
يا محمد!
***
| |
|
لست روميو عضو ذهبي
عدد المساهمات : 821 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 39 الموقع : la7n-words.ahlamontada.net
| موضوع: رد: بعض القصائد-5 الأحد يناير 03, 2010 3:27 am | |
| عن إنسان
وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..! | |
|
لست روميو عضو ذهبي
عدد المساهمات : 821 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 39 الموقع : la7n-words.ahlamontada.net
| موضوع: رد: بعض القصائد-5 الأحد يناير 03, 2010 3:28 am | |
| الجسـر
مشيًا على الأقدام،
أو زحفًا على الأيدي، نعودُ
قالوا ..
وكان الصخر يضمر
والمساء يدًا تقودُ ..
لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق
دم، ومصيدة، وبِيدُ
كل القوافل قبلهم غاصت،
وكان النهر يبصق ضفّتيه
قطعاً من اللحم المفتت
في وجوه العائدين
كانوا ثلاثة عائدين
شيخ، وابنته، وجندي قديم
يقفون عند الجسر ..
(كان الجسر نعسانًا، وكان الليل قبعة، وبعد دقائق يصلون،
هل في البيت ماء ؟ وتحسَّس المِفتاح ثم تلا من القرآن آية ..)
قال الشيخ منتعشًا: وكم من منزل في الأرض يألفه الفتى
قالت: ولكنّ المنازل يا أبي أطلال !
فأجاب: تبنيها يدان ..
ولم يُتمَّ حديثه، إذ صاح صوت في الطريق: تعالَوْا !
وتلته طقطقة البنادق ..
لن يمر العائدون
حرس الحدود مرابط،
يحمي الحدود من الحنين
(أمر بإطلاق الرصاص على الذي يجتاز هذا
الجسر، هذا الجسر مقصلة الذي رفض التسول
تحت ظل وكالة الغوث الجديدة. والموت بالمجان
تحت الذل والأمطار، من يرفضه يُقتل عند
هذا الجسر، من الجسر مقصلة الذي ما زال يحلم
بالوطن.)
الطلقة الأولى أزاحت عن جبين الليل
قبعة الظلام
والطلقة الأخرى ..
أصابت قلب جندي قديم ..
والشيخ يأخذ كفَّ ابنته ويتلو
همسًا من القرآن سورة
وبلهجة كالحلم قال، وعينه عند النجوم:
ـ عينا حبيبتي الصغيرة،
ليَ يا جنود، ووجهها القمحي لي
والفستقُ الحلبي في فمها
وطلعتها الأميرة، والضفيرة
ليَ يا جنود
ليَ كلها، هذي حبيبتي الأخيرة !
قَدِمُوا إليه .. مقهقهين
ـ لا تقتلوها.. اقتلوني
اقتلوا غدها، وخلوها بدوني
وخذوا فداها،
كلَّ الحديقة، والنقود،
وكل أكياس الطحين
وإذا أردتم، فاقتلوني !
(كانت مياه النهر أغزر .. فالذين رفضوا
هناك الموت بالمجان أعطوا النهر لونًا آخر
والجسر، حين يصير تمثالاً، سيُصبغ - دون
ريب - بالظهيرة والدماء وخضرة الموت المفاجئ.)
.. وبرغم أن القتل كالتدخين..
لكنَّ الجنود الطيبين،
الطالعين على فهارس دفترٍ ..
قذفته أمعاء السنين،
لم يقتلوا الإثنين ..
كان الشيخ يسقط في مياه النهر ..
والبنت التي صارت يتيمة
كانت ممزقة الثياب،
وطار عطر الياسمين
عن صدرها العاري الذي
ملأته رائحة الجريمة
والصمت خيَّم مرة أخرى،
وعاد النهر يَبصق ضفّتيه
قطعاً من اللحم المفتت
.. في وجوه العائدين
لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق
دم، ومصيدة، ولم يعرف أحد
شيئاً عن النهر الذي
يمتص لحم النازحين
(الجسر مِقصلة لمن عادوا لمنزلهم، وأن الصمت مِقصلة
الضمير. هل يسمع الكتاب،
تحت القبعات، حرير نهر من دم، أم يرقصون
الآن في نادي العراة كأن شيئًا لم يكن،
ومغنيات الحب - كالجنرال - يشغلهن نخب الانتصار -؟)
لكنَّ صوتًا، فرَّ من ليل الجريمة
طاف في كل الزوابع
ورَوَتْه أجنحة الرياح
لكل نافذة، ومذياع، وشارع:
" عينا حبيبتي الصغيرة
ليَ، يا جنود، ووجهها القمحي لي
الفستقُ الحلبيُّ في فمها
وطلعتها الأميرة، والضفيرة
لا تقتلوها .. واقتلوني "!
وأُضيف في ذيل الخبر:
كل الذين
كتبوا عن الدم والجريمة
في هوامش دفتر التاريخ، قالوا:
ومن الحماقة أن يظن المعتدون،
المرتدون ثياب شاه،
أنهم قتلوا الحنين
أما الفتاة، فسوف تكسو صدرها العاري
وتعرف كيف تزرع ياسمين
أما أبوها الشَّهْم، فالزيتون لن يصفرَّ من دمه،
ولن يبقى حزين
ومن الجدير بأن يسجل:
أن للمرحوم تاريخًا، وأنَّ له بنين !
(الجسر يكبر كل يوم كالطريق، وهجرة
الدم في مياه النهر تنحت من حصى الوادي
تماثيلاً لها لون النجوم، ولسعة الذكرى،
وطعم الحب حين يكون أكثر من عبادة
***
| |
|